زيارة الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى للعراق تشكل بداية لصفحة جديدة من الانفتاح العربي على العراق وكذلك من الانفتاح العراقي مع اخوانه العرب ، وهناك محاولات كثيرة ماضية من الجانبين ولكن عوامل كثيرة حالت دون ذلك ، حيث انه قد كان هناك تحفظ عربي كبير على دور اقليمي محزب في العراق لا يريد للعراق ولا لشعبه الانطلاق إلى الامام .. ولقد جرت محاولات عربية كثيرة للتواصل مع العراق ولكن في ذلك الوقت لم تكن هناك أذن صاغية وقد حاولت زيارة زيارة موسي من ضمن محاولات إلى ترسيخ الدور العربي في العراق ولهذا جاءت دعوته للدول العربية باعادة فتح سفاراتها في بغداد ، ولكن حتى يؤتي هذا التواصل أكله لابد أن تكون هناك مصالحة عراقية حقيقية بين كافة مكونات الشعب العراقي. وحسناً ما يجري في العراق الآن من خطوات في هذا الاتجاه أي اتجاه المصالحة فقد استطاعت الحكومة أن تضبط الاوضاع الأمنية في حالات كثيرة اتجهت فيها الساحة العراقية نحو الحرب الأهلية والطائفية .. وها هي مسيرة المصالحة تمتد لتشمل حزب البعث العراقي ، وهي إن صدقت فهذا يعني ان مرحلة جديدة من الوفاق تتجه لتكون هي السائدة في العراق. من كل هذه المؤشرات جاءت اشادة الأمين العام للجامعة العربية بأن الحكومة العراقية تسير في الاتجاه الصحيح في جهودها لتعزيز المصالحة الوطنية ، ولما كان العراق بلداً عربياً فعلى الحكومة ان تسير في اتجاه تعزيز الهوية العربية وعلى العرب في المقابل الاتجاه أكثر نحو العراق حتى لا تختطفه القوى الاقليمية المتربصة به وتحرمه من التواصل مع أمته.