نرى تلك المهرجانات التي تقام سنويا وتهتم بكل فئات المجتمع ، ولا يكون هناك برنامج خاص يهتم بهذه الفئة العزيزة ، فتتسابق المؤسسات والشركات في القطاع الخاص والتي تهتم بالمهرجانات للربح والظهور على المواقع الرئسية في جميع القنوات الاعلامية المرئية والمقروءة، وتنظم المهرجانات ولم تلقِ بالا لهذه الفئة رغم ما تحقق من وعي اجتماعي ووطني لقضايا الاعاقة، وما تحقق من نقلة نوعية في برنامج رعاية واعادة تأهيل هذه الفئة. انني من خلال هذه الرسالة أقول لجميع المهتمين ورؤساء اللجان السياحية خاصة في أوقات الاجازات ان الاهتمام بحقوق ذوي الاحتياجات الخاصة في كافة المجتمعات دليل على مدى تقدم ورقي المجتمع ، ولعل المملكة من أكثر الدول اهتماما بهذه الفئة. وفي هذا العصر لم يكن الحديث عن المعاقين وقدراتهم الخارقة مجرد قراءات نظرية فقد خرجت من التنظير إلى التطبيق العملي حيث برزت عدة شواهد قرأناعن بعضها وسمعنا عن البعض ورأينا البعض الآخر رأي العين، فلقد كانت - هيلين كيلر- المعاقة المعجزة التي استطاعت رغم كل ظروفها ان تصل إلي قمة المعرفة لتحصل على جائزة نوبل ، وشاهدنا الدكتور طه حسين وهو يطلب العلم في الأزهر وفي باريس ثم يتسنم كرسي أكبر وزارة في مصر وزارة المعارف، والمجتمع السعودي يوجد به الكثير من النماذج التي أصبح لها شأن في قضايا الاعاقة. وفي كل المهرجانات تأتي الاجتماعات تلو الاجتماعات ولم تحظ هذه الفئة ببرنامج يحقق لها جزءًا ولو يسيراً من حقوقها المشروعة، ونحن عندما نطالب بمشاركة فئات ذوي الاحتياجات الخاصة في المهرجانات أسوة بجميع فئات المجتمع نقصد من ذلك تحقيق عملية الدمج لأننانعرف أن وزارة المعارف لديها برنامج متكامل في عملية دمج ذوي الاحتياجات الخاصة مع الأسوياء ، وهذه المشاركات تمنحهم الثقة في أنفسهم وتهيء لهم الفرصة لإثبات الذات والخروج إلى المجتمع. إنني أذكر مثالاً بسيطاً أو لنقل واقعاً حياً أمام أعيننا بالنسبة لكورنيش جدة حيث لاتوجد فيه جميع المرافق السياحية التي خصصت لفئات المجتمع ، لا توجد مزلقانات للكراسي المتحركة حتى يستطيع المعاق قضاء وقت مع أسرته وهذا حق للجميع ، ففي ظل تنامي الوعي والاهتمام بقضية الاعاقة وتزايد الطروحات التي تنادي بسن التشريعات والقوانين لضمان حقوق هذه الشريحة نجد هذا التهميش الغريب الذي يطرح تساؤلا نتمنى أن يجد الاجابة الصادقة لأن هذه الفئة مستمرة بكل اصرار وتحدٍ في ابراز قضاياهم بكل ما يملكون ، وهذا الاستمرار سيلقي يوما موقعه ومكانته. وإننا نطالب المؤسسات والشركات التي تهتم بهذه المهرجانات السنوية أن يتعاملوا مع ما يخص المعاقين بمزيد من الاهتمام ومزيد من الصدق والذكاء في قراءة ما بين السطور وتلمس مدلولات ما ترصده إبداعاتهم ، ليس بالعين المجردة وحدها بل بحدقات عيونهم الموصولة رأسا إلى قلوبهم العامرة بالحب.