يبذل الكشافة السعوديون في الحج جهوداً جبارة تتركز في مساعدة الحجاج وارشاد التائهين والمساعدة على تنظيم العيادات الصحية وتوزيع الخرائط ومساعدة رجال المرور وقد وصل عدد الحجاج المستفيدين من خدمات الكشافة في الحج الماضي أكثر من نصف مليون حاج وقام بخدمتهم حوالي ثلاثة آلاف كشاف سعودي. وقد أشادت كل البعثات الكشفية العربية والإسلامية بأخلاق وانضباط ونشاط الكشافة السعوديين بل واشاد بهم أيضاً الكشافة الأوروبيون ويتلخص تميز الكشافة السعوديين في قول إحدى المسنات التركيات لكشاف سعودي كما أوردته الصحف (وددت لو انك كنت ابني) لما رأت فيه من حسن الخلق ووداعة الطبع ووقار الدين. وتغطي خدمات الكشافة السعودية ساحات الحرم المكي والحرم المدني ويقوم الكشافة السعوديون في مواسم العمرة وفي رمضان بارشاد التائهين ودفع الكراسي المتحركة للمسنين وتسهيل عبور المشاة للطرقات وتقديم المعلومات وتوزيع الوجبات. ونحن نحتاج لخدمات الكشافة طوال العام فقد كنت الخميس الماضي في المدينةالمنورة فوجدت الزحمة مساوية لزحمة الحج وزحمة رمضان ولم أجد كشافاً واحداً وقد قمت شخصياً بخدمة كشفية مهمة فقد ارشدت احد المسنين لمكان دورات المياه. وتقول الموسوعة العربية العالمية ان حركة الكشافة تأسست عام (1907) 1325ه على يد الانجليزي روبرت بادن باول وأصبحت أكبر حركة شبابية تطوعية حول العالم وتهدف إلى مساعدة الشباب على النمو بدنياً وعقلياً واجتماعياً ودينياً عبر وسائل التسلية التجريبية الحديثة وهناك أكثر من 16 مليون كشاف في 150 بلداً يشاركون في برامج الصحة والتحصين وزراعة الاشجار ومساعدة المسنين والمعاقين ومحاربة تعاطي المخدرات وفي حماية البيئة كما يساعد الكشافة في برامج الاغاثة لضحايا السيول والزلازل والكوارث الطبيعية الأخرى (انتهى النقل). اما أول كشاف خرج من مكةالمكرمة فهو السيد أحمد بن محمد السقاف المولود سنة 1313ه وهو سليل أسرة السقاف التي كانت غنية في أوائل القرن العشرين وكان لها أسطول تجاري ومراكز تجارية بجدة ومكة والشرق الأقصى وأوروبا وكانت لهم قصور معروفة بمكةوجدة والطائف اضافة لممتلكات واسعة بسنغافورة وقد تعلم السيد أحمد بن محمد السقاف القرآن الكريم والعلوم الدينية وعلوم اللغة العربية بمكة ثم نقلته أسرته إلى سوريا وخصصت لتعليمه معلمين مخصصين ثم التحق بعدها بالكلية السورية البروتستنتية التي أصبحت تسمى فيما بعد بالجامعة الأمريكية ببيروت وقد شغف أثناء دراسته الجامعية بالحركة الكشفية التي بدأت في تلك السنوات فانخرط فيها ثم التحق بعد تخرجه بخدمة الهلال الأحمر العثماني ثم عاد إلى سنغافورة عام 1337ه واستمر مهتماً بالحركة الكشفية والخدمة العامة وحصل على عدد كبير من الميداليات لخدماته العامة ومشاركته في أعمال الدفاع المدني أثناء الحرب العالمية الثانية. وفي الختام أقدم تحية اكبار واحترام لكشافتنا السعوديين الاقدمين منهم والمتأخرين بمناسبة منافسات التميز الكشفي.