قامت الدكتورة أمل القثامي مساء أمس باستبيان مباشر لحضور ندوة «الصحافة الثقافية: أدوار وتحديات»، ضمن البرنامج الثقافي المصاحب لمعرض جدة الدولي للكتاب في نسخته الثانية، حيث وجهت سؤالاً مباشرًا للنساء والرجال معًا من منهم يقرأ الملاحق الثقافية؟ للتدليل على فرضيتها بانصرف عامة الناس عن الصحافة الثقافية وملاحقها، لتصل إلى نتيجة مفادها أن هذا الانصراف هو «أزمة الصحافة الثقافية»، ماضية إلى القول بأن «المثقف والمثقفة لا يؤديان دورهما الثقافي». ثم تحدثت الدكتورة أمل القثامي عن الصحافة الثقافية سقوط السلطة الإعلامية أمام الجمهور، حيث تجولت في مكان الرجال والنساء متسائلة هل يقرأون الملاحق الثقافية؟ عارضة بحثًا لما قامت به وتوصلت إليه في شاشة العرض مدللة عبر إحصائيات عرضتها أن «الصحافة الثقافية ليس دورها تنويريا؛ بل إنها أصبحت الآن تسويقًا للثقافة وربما تزويرا للمعرفة»!.. وأن «الصحافة الثقافية أصبحت صدى لما يكتب في مواقع التواصل الاجتماعي»، خالصة من ذلك إلى الساحة «تعيش حاليًا في أزمة ثقافة وفكر ومعرفة». ثم تحدثت عن أدوار الصحافة الثقافية منها: التسويق، ودعم المبدع، وتقديم محتوى يتدارك أزمة التحويلات، ثم التفاعل مع الجماهير، والتزام مبدأ الحياد، وخاطبة كل شرائح المجتمع، معتبرة أن من أبرز التحديات التي تواجه الصحافة الثقفية إشراك الجمهور فيما تكتبه. وكان الإعلامي عبدالعزيز الخزام قد سبق القثامي بالحديث، حيث تحدث عن واقع الصحافية الثقافية، وأنها تنمو بين المثقفين والأدباء والمفكرين؛ بل تعد قبلة المبدعين خصوصًا الملاحق الثقافية، مستندة في قوله إلى تجربته محررًا ثقافيًا قرابة 25 عامًا. كما تحدث عن مشواره في عالم الصحافة وقربه من المثقفين خصوصا من خلال الرواد في صحيفة البلاد كأول مؤسسة صحفية بالسعودية، مرتئيًا أن العمل الثقافي مهم في اسهام معركة التغيير لا التخدير، وأن الملاحق الثقافية لابد أن تكون لها رؤية استشرافية من خلال محرريها وكتّابها، منتقدًا قلة المكافآت التي تقدم، والسطو على المنتج الأدبي، أو حذف بعض أبيات القصائد دون استئذان مؤلفيها أو عدم نشرها أصلا وما إلى ذلك. مختتمًا بالإشارة إلى أن «قلة التوزيع والإعلان أحدث شرخًا بالصحافة الثقافية، بجانب ضعف بعض المشاركات فيها..» الندوة التي أدارها عبدالعزيز الشريف، شهدت تداخل الناقد محمد العباس حول أزمتي الهوية الثقافية، والرأي ثقافي، كما تداخل الشاعر إبراهيم طالع الذي أشار إلى أن هناك أزمة زمن، وأن الزمن زمن التقنية!