رحل الكاتب والمفكر والسياسي المصري الدكتور ثروت عكاشة حيث تشيع جنازته اليوم بعد أن خلف وراءه سجلاً حافلاً من الإنجازات التي تشهد بعمق ثقافته وحرصه على نهضة وطنه والبلدان العربية ثقافيًا فقد كان عكاشة ظاهرة ثقافية متفردة شارك في صنع تاريخ مصر الحديث. فهو إضافة إلى بداياته في الكلية الحربية وتجربته في الجيش ومساهمته في ثورة يوليو 1952، حصل على عدد من الشهادات التخصصية وعمل رئيسًا لتحرير مجلة التحرير، وقد أخذ على عاتقه بناء البنية التحتية للعمل الثقافي ومنها قصور الثقافة التي لم يخل منها إقليم من أقاليم مصر، ومع إنه كان من الضباط الأحرار إلا أنه كان عزوفًا عن المناصب واختار العمل بالثقافة لأنها الأقرب إلى نفسه. وطرق الراحل عكاشة مجالات جديدة في الحياة الثقافية في الوطن العربي أبرزها إنجازاته في تاريخ الفنون الجميلة والحضارات الإنسانية عبر العصور، إلى جانب مؤلفاته وتراجمه التي أفادت القارئ العربي، كما شيّد وأنشأ العديد من المؤسسات والمعاهد التي كان لها أثر كبير على الحياة العربية. وقد حصل على جوائز عديدة منها جائزة الدولة التقديرية في الفنون من المجلس الأعلى للثقافة عام 1987. وقال عمر اللبان حفيده من ابنته السيدة نورا ل «المدينة» أن جدّه كان مهمومًا بالوطن حتى أن آخر كلماته قبل الوفاة الدعاء لله بحفظ مصر والوطن العربي من المؤامرات الخارجية والمتربصين.