اعتاد أهالي جدة وزوارها على وجود الحفر والهبوطات الأرضية في معظم شوارعها إن لم يكن كلها، وهذه الحفر إما بسبب مشروع قائم ما إن يقترب موعد إنجازه يفاجأ السكان بتغيير قراءة اللوحة الإلكترونية فيتمدد أجله وتنقلب الأيام إلى شهور والتي بدورها قد تتحول إلى سنوات في بعض الأحيان، أو أنها عبارة عن حفر لم تحسن الشركة المنفذة ترقيعها، وهو ما يفرض عليك مزيدًا من الانتباه والحذر وإلا فعليك أن تتحمل ما قد يلحق بمركبتك من خلل أو ضرر قل أو كثر، فالأهم هو أن تكون سليمًا في بدنك، أما الممتلكات فتعوض والخسائر المادية الأيام كفيلة بأن تنسيك إياها. ولكن الغريب هو ما حدث في طريق مكةالمكرمة عند كيلو8 حيث إنهار جزء منه مشكلا حفرة عميقه تكفي لأن تبتلع مركبة بأكملها مهما كان حجمها، حدث ذلك فجأه دون سابق إنذار ليظل خطرها قائمًا لكل من يمر بهذا الطريق، والمدهش أن أمانة جدة لم تحرك ساكنًا لإصلاح الموقع رغم مرور قرابة الأسبوعين على انهياره، ولجأ عدد من المواطنين إلى وضع بعض الأحجار والإطارات التالفة بهدف تنبيه قائدي السيارات حتى لكي لا يقعوا في هذه «المصيدة»، وعلق البعض من السكان المجاورين بقولهم «كان الأفضل وقوع حادث من هذا النوع ليتحرك مسؤولو الأمانة لأنهم لا يتحركون إلا بعد المصائب والنكبات». «المدينة» وقفت على المشكلة ميدانيًا والتقت عددًا من سكان الحي الذين استغربوا هذا الصمت اللامعقول وغير المبرر من الأمانة نحو مشكلة مفاجئة وخطيرة، مشيرين إلى أنها يمكن أن تتكرر في مواقع أخرى، بكل ما تنطوي عليه من مخاطر محتملة، وتساءلوا «إلى متى ستستمر هذه اللامبالاة من مسؤولي الأمانة ؟» بداية تحدث عبدالرحمن الغامدي مؤكدًا أن هذه الحفرة ظهرت فجأه يوم السبت قبل الماضي دون سابق إنذار، وعلى الرغم من حدوثها في شارع رئيسي وهام، إلا أنها مازالت تتنظر تحرك مسؤولي الأمانة الذين ربما لم يعلموا بحدوثها، أو أنهم على علم بها ولكنهم تجاهلوها، وأضاف: «إن كانوا لا يعلمون بها فتلك مصيبة، وإن كانوا يعلمون ولم يتحركوا فالمصيبة أعظم». تصريحات وردية وعن كيفية تعامل السكان مع الموقف في ظل غياب الأمانة، يقول صالح عقيل: «بعد أن طال انتظارنا لتحرك الأمانة أضطررنا لوضع أحجار وإطارات تالفة حول هذه الحفرة العميقه خوفًا من سقوط مركبات بسائقيها فيها، فلربما كانت الأمانة تنتظر وقوع ضحايا لتتأكد من خطورة الوضع ومن ثم تجد نفسها مضطرة للتعامل معه.. وليتها بعد كل ذلك تنجز العمل بالدقه والكفاءة المطلوبة، وأنا لا أقول ذلك جزافًا، وإنما من خلال تجارب عديدة وفي أكثر من موقع، ومثال ذلك «الحفرة الشهيرة» في شارع فلسطين والتي ما أن يتم إصلاحها تنهار ثانية وبعد فترة وجيزة بسبب رداءة التنفيذ في ظل غياب المتابعة والرقابة من جانب الأمانة على الشركات المنفذة. وأضاف: رغم كل ذلك تعودنا من مسؤولي الأمانة على تصريحات وردية حفظناها عن ظهر قلب، وهذه التصريحات تنقلك إلى عالم جميل في الخيال، فيما الواقع غير ذلك حفر وهبوطات أرضية تظهر فجأة هن وهناك، «تأكيدًا على جودة تنفيذ أعمال السفلتة والصيانة لشوارع عروس البحر الأحمر». الوضع مخيف جدًا ويؤكد أحمد عباس (سائق ليموزين): الوضع مخيف جدًا، والخطر المحدق لا يمكن أن يستهان به، وحقيقة لا أجد سببًا مقنعًا لبقاء هذه الحفرة طيلة هذه الفترة، وقد علق البعض على ذلك متندرين «ربما كانت الأمانة بصدد إعداد خطة ودراسة علمية دقيقة للتخلص من كافة الحفر والهبوطات الأرضية في شوارع جدة دفعة واحدة، أسوة بمشاريع الجسور والأنفاق الجاري تنفيذها حاليًاعند كل تقاطع، وعلى المواطنين أن يحتسبوا قليلاً من الضحايا كما يتحملون الاختناقات المرورية الحالية بسبب هذه المشاريع، ولابد لكل شيء من ثمن».