* لا أستطيع أن أستوعب أو أدرك أو حتى أفهم كل الهرج والمرج والهوجة التي صاحبت انتهاء انتخابات مجلس إدارة النادي الأدبي في جدة.. فالصحف اعتبرت النتيجة «مفاجأة» بل إن بعضها وصفها «بالمفاجأة الثقيلة» ومثقفون بما فيهم سيدات ومن الفائزات اعتبروا النتيجة غير مرضية... وهكذا. * عدم استيعابي هو استغراب يمتد بحجم الفضاء، فالاعتراضات أتت ممن نحسبهم «النخبة» المجتمعية التي لايوجد بينها أحد-كما أحسب..!!- لا «يزعم» المناداة والمناصرة لحرية الاختيار وحق الترشح والترشيح واللجوء إلى الانتخاب في اختيار أعضاء مجالس الإدارة لأي مؤسسة, أي ببساطة متناهية المناداة بالديمقراطية. * وما حدث في نادي جدة الأدبي وفي غيره من مجالس إدارات الأندية ديمقراطية «بحتة» فوزارة الثقافة والإعلام أعطت كامل الصلاحية للجمعيات العمومية للأندية الأدبية في الترشيح والانتخاب واختيار المناصب الإدارية لمن تنطبق عليه شروط الأندية ذاتها ولم تتدخل من قريب أو من بعيد أو تفرض وصايتها على الانتخابات, وقد كان بإمكانها كما كان يحدث في السابق. * جرت الانتخابات في ظل أجواء انتخابية طبيعية وأفرزت من أعتقد أصحاب الشأن, وهم أعضاء الجمعيات العمومية للأندية، أنهم الأنسب لمجالس الإدارة, لكن كون أن بعض الأسماء لم ترق لهذا أو لذلك أو أنها أتت من غير الوجوه المعروفة أو أنهم من هذه المنطقة أو تلك فليسمح لي كل المعترضين إلى القول إن هكذا تفكير يبتعد كلية عن روح الديمقراطية لا بل هو تفكير انتقائي وعقلية مزاجية. * صناديق الاقتراع هي المعيار الوحيد لمدى تقبل الديمقراطية من عدمها وأي فكر أو عقلية تنادي بغير ذلك فليست من عالم الاختيار الحر بل من عقلية السلطة الأبوية التي ترى أنها «أعرف» و»أدرى» و»أخبر» و»أقدر» على فهم وتوفير وتسيير شؤون «الكل». * بحق كنت أتمنى أن يبارك كل المثقفين للفائزين في انتخابات نادي جدة الأدبي وأن يتقبلوا «الفرز» النهائي بروح ديمقراطية حتى وإن كانت هناك تكتلات و»تدبيرات» لما قبل وأثناء الانتخابات، فهذه جزء من الديمقراطية ومن لا يقبلها عليه أن «يرحل» إلى عالمه الخاص.