(بناء الإنسان وتنمية المكان) شعار إستراتيجية التنمية التي أعدتها إمارة منطقة مكةالمكرمة وقد تركزت على محورين الأول بناء الإنسان بكل جوانب البناء التي تهدف إلى الاستثمار الفعلي في أبناء المنطقة. وقد أطلقها الفيصل من جوار البيت العتيق ليقول للعالم إن أبناء المملكة وأبناء منطقة مكةالمكرمة قادرون على تحقيق طموحات قيادتهم الرشيدة لينتقلوا من العالم الثالث إلى العالم الأول بجسارة واستحقاق وإرادة تدفعهم إلى استشعار مسؤولياتهم تجاه أنفسهم ووطنهم.. أرادها صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أن تكون إستراتيجية واضحة المعالم لهدف يتناسب مع المدينة الإنسان والمكان.. أرادها مسارًا واضح المعالم يختصر الكثير من المسافات ويمهد الطريق للسير قُدمًا نحو العالم الأول. ولا غرو في ذلك فقد انطلقت الريادة من هنا من مكةالمكرمة بل لقد انطلق النور الذي استيقظت على إشعاعه الدنيا بأكملها ليرتقي بالإنسان قولاً وعملاً وسلوكًا.. نعم جاءت إستراتيجية المنطقة تحمل فكر أميرها النير وتطلعاته التي تسعى لتحقيق طموحات القيادة الرشيدة لتصل بالمنطقة وبمكةالمكرمة على وجه الخصوص إلى المكانة اللائقة بها فلها قصب السبق دينيًا وعربيًا ولابد أن يكون لها السبق بإنسانها وتطورها.. ثم المحور الثاني الذي يركز على تنمية المكان وأي مكان؟ إنها منطقة مكةالمكرمة التي تكون العاصمة المقدسة الجزء الأكبر منها.. مكة الرسالة.. ومكة الوحي ومكة الكعبة المشرفة ومكة المسجد الحرام ومقام إبراهيم وبئر زمزم ومكةالمدينة.. التي يؤمها ملايين المسلمين على مدى العام وتتجه إليها أنظارهم في صلواتهم وتشتاق إليها نفوسهم لزيارة المسجد الحرام. وليس من منطلقات أنجح من مقومات مكة الحرم ومكةالمدينة. لم تكن الإستراتيجية بعمقها الذي جاءت به ورؤيتها البعيدة إرتجالية بل عادت لمرجعيات ثلاث تحكم انطلاقها هي نظام المناطق، والخطط الخمسية للدولة، والمخطط الإقليمي التنموي للمنطقة، كما أن هناك مرتكزات عدة تعتمد عليها إستراتيجية تنمية منطقة مكةالمكرمة وأهم مرتكز لها هو مواكبة المرحلة الانتقالية من العالم الثالث إلى العالم الأول التي تمر بها المملكة في جميع المجالات من خلال تأصيل الثقافة الإسلامية التي قام عليها هذا الكيان العظيم والمواءمة بين الأصالة والتحديث. وثاني المرتكزات الارتقاء بتنمية إنسان المنطقة حتى يحقق خدمة ضيوف الرحمن الخدمة العصرية المطلوبة. أما المرتكز الثالث فهو أن تكون مكةالمكرمة أنموذجًا مشرفًا وملهمًا للمملكة وللعالم الإسلامي ثم للعالم أجمع وحري بمكةالمكرمة أن تحقق ذلك فالمقومات متوفرة والعزيمة لا تحدها حدود. ورابع المرتكزات هو التنمية المستدامة المتوازنة بين الإنسان والمكان من جهة وبين جميع المحافظات والمدن والقرى من جهة أخرى، فيما يتناول المرتكز الخامس النجاح للمشروع وهو مرهون بالمشاركة الجادة والفعالة بين القطاعين العام والخاص والذي يجب أن يستشعر دوره ليواكب المرحلة الحالية.