جلوي بن عبدالعزيز يكرم 61 خاتماً للقرآن    ختام مهرجان التمور بالزلفي    القيادة تهنئ رئيسة مقدونيا الشمالية بذكرى استقلال بلادها    الأخضر السعودي يتعادل مع التشيك ودياً    المسامرة يؤكد جاهزية الأردن لاستضافة كأس العرب للهجن في أكتوبر    سيدات النصر يتوّجن بالسوبر السعودي في نسخته الأولى    مرصد سدير يوثق مراحل الخسوف ويقيم محاضرات وندوات    جامعة حائل تحقق إنجازًا علميًا جديدًا في «Nature Index 2025»    جائزة الأميرة صيتة تكرّم 35 فائزًا بجوائزها الاجتماعية    عبدالعزيز بن سعد يطلع على خطط وبرامج «تقني حائل»    علاج جديد لارتفاع ضغط الدم بمؤتمر طبي بالخبر    تجمع مكة يطلق الحملة الوطنية للقاح الحصبة    الرميان: الأصول المدارة يمكن أن تصل إلى 3 تريليونات دولار بحلول 2030    منتخب السعودية تحت 20 عامًا يفوز على تشيلي وديًا    إحباط تهريب (65,650) قرصًا خاضعًا لتنظيم التداول الطبي بمنطقة جازان    الحارس الفرنسي باتويي رسميًا إلى الهلال    الوكالة الدولية للطاقة الذرية تتوقع اتفاقا وشيكا مع إيران    الدرعية يبدأ Yelo بهوية جديدة    منسوبو أسمنت الجنوبية يتفاعلون مع حملة ولي العهد للتبرع بالدم    انطلاق أولى ورش عمل مبادرة "سيف" بمشاركة أكثر من 40 جمعية من مختلف مناطق المملكة    نائب أمير تبوك يثمن جهود البريد السعودي بالمنطقة    وزير الحج والعمرة يبدأ زيارة رسمية لتركيا    الذهب عند قمة جديدة بدعم من توقعات خفض الفائدة الأمريكية    تونس تتأهل لكأس العالم 2026 بفوزها على غينيا الاستوائية    التحالف الإسلامي يطلق مبادرة توعوية لمواجهة الخطاب المحرّض على الإرهاب    عقارات الدولة تطرح 11 فرصة استثمارية بمددٍ تصل 25 سنة    مركز الملك سلمان للإغاثة يوقّع اتفاقية تعاون مشترك لتأهيل آبار منطقة دوما بريف دمشق    فضيلة المستشار الشرعي بجازان: "التماسك بين الشعب والقيادة يثمر في استقرار وطن آمن"    مجلس إدارة جمعية «كبدك» يعقد اجتماعه ال27    وزراء خارجية اللجنة العربية الإسلامية بشأن غزة يعربون عن رفضهم لتصريحات إسرائيل بشأن تهجير الشعب الفلسطيني    إسبانيا تُعلن تسعة إجراءات تهدف لوقف "الإبادة في غزة"    أبرز التوقعات المناخية على السعودية خلال خريف 2025    جمعية رؤية وشركة الصدف تدشنان مبادرة #انتاجنا_هويتنا لتوطين مهن الإنتاج التلفزيوني والسينمائي    أمانة الشرقية تفعل اليوم الدولي للعمل الخيري بمشاركة عدد من الجمعيات    إطلاق المرحلة الثالثة من مشروع "مجتمع الذوق" بالخبر    محافظ عفيف يدشن مبادرة نأتي اليك    نمو الأنشطة غير النفطية بنسبة 4.6% في الربع الثاني من 2025    مراقبون توقّعوا أن تكون الزيارة أهم حدث دبلوماسي في 2025 ترمب يدعو ولي العهد إلى زيارة واشنطن.. نوفمبر القادم    حين يتحدث النص    دعم قانوني لرواد الأعمال    عبر أكبر هجوم جوي منذ بداية الحرب.. روسيا تستهدف مواقع في كييف    نزع السلاح شرط الاحتلال.. وحماس تربطه بقيام الدولة الفلسطينية.. غزة على مفترق مسار التفاوض لإنهاء الحرب    النسور.. حماة البيئة    السعودية تحمي النسور ب«عزل خطوط الكهرباء»    راغب علامة يلاحق «المسيئين» بمواقع التواصل    «صوت هند رجب» يفوز بالأسد الفضي في مهرجان البندقية    «الإعلام» : استدعاء 5 منشآت لدعوتها معلنين من الخارج    وزير الحرس الوطني يناقش مستجدات توطين الصناعات العسكرية    تحت رعاية وزير الداخلية.. تخريج الدورة التأهيلية لأعمال قطاع الأمن العام    932.8 مليار ريال قروضاً مصرفية    صحن الطواف والهندسة الذكية    كيف تميز بين النصيحة المنقذة والمدمرة؟    الجوازات تواصل استقبال ضيوف الرحمن    يعتمد على تقنيات إنترنت الأشياء.. التعليم: بدء المرحلة الأخيرة للعمل بنظام «حضوري»    حين نغرس الخير في الصغار.. ينمو مجتمع بالعطاء    رقائق البطاطس تنقذ امرأة من السرطان    إعادة السمع لطفلة بعمر خمس سنوات    حين تتحول المواساة إلى مأساة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مشاركون في ندوة بالقاهرة: المبادرات السعودية للسلام والإصلاح نموذج في الاعتدال واحترام الشعوب

اتفق سياسيون واقتصاديون ومثقفون شاركوا في ندوة عن اليوم الوطني للمملكة على المكانة العربية والدولية الكبيرة التي تتبوأها مؤكدين ان جهودها في خدمة العالم العربي والاسلامي تنبع من استشعارها للمسؤولية وليست بحثا عن زعامة او مكانة.
وأكدوا في الندوة التي اقيمت تحت عنوان «الثقل السياسي والاقتصادي للمملكة في العالمين العربي والاسلامي»: أن ثوابت المملكة التاريخية صنعت لها تميزا يستشعره الجميع، خصوصًا في عدم تدخلها في الشؤون الداخلية للدول. واوضحوا انها تنأى بنفسها عن الدخول في خصومات أو خلافات محلية أو دولية معتبرين ان احترام المملكة لحريات الدول وعدم التدخل في شؤون الغير إلا من خلال التعاون المثمر جعلها تكسب ود واحترام الآخرين. واشاروا الى احترامها للتغيرات والتحولات التي حدثت في بعض البلدان العربية ولإرادة الشعوب في اختيار من يحكمها، فضلًا عن تعاملها مع من ترضى عنه الشعوب. وتوقفوا طويلًا أمام مبادرات المملكة سواء على المستوى الخليجي أو العربي أو الدولي ومن بينها مبادرة السلام العربية ومبادرات المصالحة وتنقية الاجواء بين الدول العربية الشقيقة أو داخلها مثل اتفاقية الطائف واتفاقية حل الأزمة اليمنية أو علي الصعيد الدولي مثل حوار الاديان.. وفيما يلي أهم تفاصيل الندوة:

التزام بالثوابت
المدينة: أسست المملكة لمكانة مرموقة عالميًا واسلاميًا ما الثوابت التي تنطلق منها والتي جعلت منها دولة لها خصوصية الصعيدين الاسلامي والدولي؟
** عبدالسلام: العلاقات الدولية للمملكة والمحاور الدبلوماسية لها موضوع حظي باهتمامات المحللين السياسيين والمؤرخين وواضعي الاستراتيجيات السياسية والاقتصادية، سواء على مستوى النظام الإقليمي أو الساحة الدولية. وقد استطاع الملك عبدالعزيز آل سعود، غفر الله له، وهو الباني والمؤسس لهذا الكيان الكبير، وأبناؤه أن يقودوا بنجاح متميز سياسة المملكة الخارجية في عالم تعقدت فيه العلاقات الدولية، وتميزت بالصراعات والمنازعات والمتناقضات، وتشابكت الأحداث الأقليمية والدولية على جميع المسارات السياسية والاقتصادية، وقد سخرت المملكة قدراتها الاقتصادية ومكانتها الدينية وموقعها الاستراتيجي وحكمة قياداتها لأداء عمل متميز لسياستها الخارجية خلال المراحل المختلفة.
وهناك ثوابت راسخة للسياسة السعودية جعلها تتسق في مسار واحد واهم هذه الثوابت عدم التدخل في شؤون الغير سواء شمل ذلك دول الجوار أو دول الإقليم العربية أو على المستوى الدولي واتخذت المملكة سياسة تقوم على تفعيل علاقاتها مع المجتمع الدولي ككل في إطار منظومة واضحة تتضمن بعدا خليجيا وعربيا واسلاميا ودوليا وفي كل هذه الأبعاد نجد ان الرؤية السعودية تتسم بمعايير أخلاقية خاصة تنطلق من رؤية الإسلام الوسط وهو ما اكسب المملكة احترام كل هذه الدوائر وأصبح لها صوت مسموع ومقدر من كل دول العالم وإذا أضفنا إلى ذلك البعد الديني ووجود الحرمين الشريفين وانها قبلة المسلمين في كل مكان من العالم فان ذلك زاد من مكانة المملكة وموقعها خاصة في قلوب المسلمين.
اعتدال في إنتاج البترول وتسعيره
** عبدالعظيم: أحب أن أضيف للثقل السياسي للمملكة بعدا آخر لا يجب إغفاله لان التميز السياسي كان يحتاج الى قوة اقتصادية تحميه، وقد حبا الله المملكة بهذا البعد وجعلها تتفرد فيه، ولعل أهم محاور السياسة الخارجية؛ السياسة النفطية، التي تمثل حجر الزاوية في العلاقات السعودية مع الدول الغربية والعالم الصناعي، حيث اتسمت السياسة النفطية السعودية بالاعتدال في سياسة التسعير والإنتاج، واعتماد سياسة توفيقية في منظمة الأوبك تحقق مصالح الدول المنتجة والمستهلكة على الأجل الطويل.
ونظرًا لثقل المملكة الاقتصادي نجد أن محور المساعدات الاقتصادية يمثل أيضًا إحدى دوائر الدبلوماسية السعودية الناجحة في حل الأزمات العربية - السعودية وقضايا الشعوب الإسلامية، ولم تقتصر المساعدات الاقتصادية التي تقدمها المملكة على شكل منح أو هبات أو قروض ميسرة طويلة الأجل على الدول العربية والإسلامية، بل شملت أيضًا الدول الفقيرة في آسيا وأفريقيا، وقد وجدنا انها احتلت مكانة الصدارة في قائمة الدول، بحسب تقارير المنظمات الدولية، ولم يقتصر تقديم المساعدات إلى الحكومات وشعوب هذه الدول، بل تخطتها إلى المنظمات الإنسانية الدولية والإقليمية، عبر وكالات الأمم المتحدة، وصناديقها المتفرعة عنها، وصناديق التنمية الإقليمية، ومن ضمن محاور الدبلوماسية السعودية الدائرة العربية، وهي تشمل دول الجوار في الجزيرة العربية، لتنتقل إلى محيط العالم العربي والدائرة الإسلامية الاخيرة تمثل أحد أهم محاور الدبلوماسية السعودية القائمة على تحقيق التضامن الإسلامي، وقد قدمت المملكة الدعم سياسيًا واقتصاديًا في المحافل الدولية لقضايا المسلمين في أفغانستان والبوسنة والشيشان وكشمير، وقضايا التحرير في أفريقيا وآسيا، وهناك دائرة مهمة هي الدائرة الغربية، وتشمل التعاون التسليحي والتقني والفني مع الدول الأوربية والولايات المتحدة واليابان. كما تحتل مكانة متميزة في المنظمات الإقليمية كالجامعة العربية، ومجلس التعاون الخليجي، والمنظمات الدولية، كالأمم المتحدة، ووكالاتها المتخصصة، ومؤتمر عدم الانحياز، ومنظمة الأوبك، ومنظمة المؤتمر الإسلامي.
النهج الوسطى
* المدينة: اعتدال المملكة في مواقفها العالمية والإسلامية كان له سمت واضح عبر تاريخها الحديث كيف ترون هذا الاعتدال ودوره في إكساب البعدين السياسي والاقتصادي مزيدا من المصداقية؟
** التهامي: لا أتحدث بصفتي شاعرًا رغم ان المملكة كان لها نصيب كبير من شعري وكتاباتي ولكن كواحد ممن عملوا في الجامعة العربية وأتصور أن سياسة المملكة كلها مواقف معتدلة تنبع أساسًا من رؤية الحكم السعودي لأهمية الوسطية والاعتدال، فهي تدرك دورها التاريخي الذي لا يمكن أن تتخلى عنه في خدمة الحرمين الشريفين وبالتالي لابد أن تقيم علاقات وسط مع كل دول العالم تستهدف منها التأكيد على أن هذه الوسطية نابعة من الإسلام ومن هنا نجد أن كل مبادرات المملكة تقوم علي خيارات الوسط سواء تمثل ذلك في رفض أي فكر منحرف او رفض أي سياسات تقوم على الاستقراء او في طرح مبادرات للإصلاح السياسي والفكري، وعلى سبيل المثال المبادرة العربية للسلام كانت نموذجا للاعتدال ولكن رفض إسرائيل لها أكد أنها دولة عدوانية غاصبة لا تقبل بسلام حقيقي، وكذلك ما دعا إليه خادم الحرمين الشريفين من حوار بين أتباع الديانات عبر مؤتمر دولي في مدريد أكد هذه الوسطية.
كما رفضت المملكة وللوهلة الأولى الفكر المتطرف ممثلا في تنظيم القاعدة وغيره لتؤكد نهجها ونهج الإسلام الوسط ولعل الدكتور حمدي عبدالعظيم أشار إلى مواقف كثيرة وما نريد ان نؤكده ليس المواقف ولكن النهج الوسطي الذي بنيت عليه هذه المواقف.
خصوصية البناء
* * د النامي: المملكة تقوم في كل سياساتها على الوسطية والاعتدال وتتحرك في دوائر معلومة واضحة بحكم موقعها ومكانتها العربية والإسلامية وحين حاول الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- إعادة بناء الدولة السعودية الحديثة جابهت مجموعة من المتغيرات الإقليمية والدولية، استطاع توظيفها لبناء هذا الكيان الذي تنعم به الأسرة السعودية اليوم، وقد شهدت الجزيرة العربية وجود كيانات سياسية غلب على معظمها التناحر والاقتتال، والاستعانة بالقوى الأجنبية لتثبيت سلطتها أو توسيع رقعة نفوذها، ولكن الملك عبدالعزيز بما حباه الله من فطنة وجرأة وشجاعة جمع هذه الكيانات، لتنضم في عقد الدولة السعودية الثالثة، كما استطاع بأسلوبه الفذ إبعاد القوى الأجنبية، وإنهاء تدخلاتهم في شؤون وسط الجزيرة، وتمكن من توحيد وسط الجزيرة وشرقها وشمالها وغربها في كيان سياسي كبير، كما تمكن من الاستفادة من المتغيرات السياسية الإقليمية والدولية في الحربين الكويتيتين، وتنظيم علاقات المملكة بدول الجوار، وتقوية أواصر العلاقات السعودية بالدول العربية والإسلامية، كما استفاد من تنظيم علاقات بلاده مع الدول الأوربية والولايات المتحدة في مجالات النفط والتقنية والتسليح، والانتقال بمملكته من إمارة صحراوية إلى دولة عصرية متقدمة، أصبح لها ثقلها السياسي والاقتصادي في الساحتين الإقليمية والدولية، ولم تكن المملكة في يوم من الأيام مسرحًا عسكريًا للقوى المتصارعة، كما حدث في عدة دول شرق أوسطية، وحظيت سياسية المملكة بصفة الاستمرارية في ثوابت دوائر الدبلوماسية السعودية، وعملت القيادة على توظيف ثقلها السياسي والديني والاقتصادي لخدمة قضية العرب والمسلمين الأولى، وهي القضية الفلسطينية،
احترام إرادة الشعوب
* المدينة: في إطار استمرار الثوابت واحترام المملكة لخصوصيات الغير.. كيف تقرأ مواقف المملكة من التحولات التي حدثت في بعض الدول العربية مثل مصر وليبيا وتونس وغيرها؟
** د. النامي: المملكة سياساتها واضحة تماما وما يحدث بين الحين والحين من اتهامات غير مبررة هو نتيجة جهل بالثوابت السعودية التي تقوم أساسًا على نصرة الشعوب واحترام إرادتها وقد رأينا الموقف السعودي المؤيد للتحول الذي حدث في مصر حيث تعاملت القيادة السعودية مع هذا التحول باحترام وتبادل المسؤولون في البلدين الزيارات بحثا عن تعاون مثمر ومستقبل أفضل.
كذلك رأينا رفض القيادة لما يحدث من تجاوزات تجاه الشعب السوري ورأينا موقف المملكة مما يحدث من تجاوزات تجاه الشعب الليبي. والقيادة السعودية تحترم تماما إرادة الشعوب وخادم الحرمين في كل أحاديثه وكل مبادراته يستهدف استقرار ووحدة الشعوب العربية واستضاف على ارض المملكة قيادات متناحرة عربيا لتحقيق الوفاق بينها.
بلبلة مواقف غير متعقلة
د عبدالسلام: ما يوجه الى المملكة من اتهامات محض افتراء، وقد رأينا مدى حرص قيادتي البلدين في مصر والمملكة على استمرار التواصل والتعاون ورأينا حرصا مصريا اكبر على توطيد العلاقة واستمرارها لأنها علاقة أبدية تقوم على رواسخ لا يمكن هدمها بسهولة وما يميز هذه العلاقة أنها تقوم أساسًا بين الشعبين المصري والسعودي ويساعد على تقويتها الحكام في كلا البلدين فمواقف المملكة تجاه مصر منذ المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود لا يمكن أن تنسى وفي المقابل موقف مصر تجاه المملكة والحب الكبير الذي يعشش في صدور المصريين تجاه ارض الحرمين لا يمكن ان يتأثر وغالبا ما تصاحب الثورات مواقف غير متعقلة ونوع من البلبلة الفكرية في كل الاتجاهات وبمجرد أن تستقر الأمور في مصر سنجد المملكة اكبر داعم لهذا الاستقرار لان امن المملكة من امن مصر وامن مصر من امن المملكة والعلاقة بين الشقيقتين أزلية وهما اكبر دولتين عربيتين.
ثقل اقتصادي
** عبدالعظيم: يجب أن نشير إلى أمر مهم في هذا الموضوع يعكس الثقل الاقتصادي للمملكة عربيا ودوليا ويؤكد قوة مكانتها ولنضرب مثالا بمصر؛ حيث تحتل المملكة المركز الأول من حيث الاستثمارات العربية في مصر، وإجمالي عدد المشروعات السعودية في مصر نحو 2268 شركة بما قيمته 20.1 مليار جنيه مصري خلال الفترة من 1970 حتى منتصف 2009 في قطاعات (الصناعة والسياحة والتمويل والزراعة والإنشاءات والخدمات والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات).
وارتفع حجم التجارة من نحو 800 مليون دولار في العام 2005 إلى نحو 4 مليارات دولار العام الماضي»، كما ان السوق السعودي من اكبر الأسواق المستقبلة للمنتجات المصرية والدولتان تسعيان لكي يكونا نموذجا في التعاون المشترك حيث تشير الإحصاءات إلى أن إجمالي عدد المشروعات المنشأة برأسمال مصري في المملكة يبلغ نحو 1147 مشروعًا، بتمويل قدره 747 مليون دولار». كما يبلغ عدد المشروعات باستثمارات مشتركة 374، ويبلغ قيمة رأس المال المستثمر في هذه المشروعات نحو 1.5 مليار دولار حتى العام 2009.
تكاملية التضامن الإسلامي
* المدينة: للمملكة دائمًا دور مميز فيما شهده العالم الإسلامي من أحداث كيف ترون ثمار هذا الدور؟
** د. النامي: كان الإسلام ولا يظل أهم العوامل المؤثرة في عملية تحديد أولويات السياسة الخارجية السعودية. فالمملكة ومنذ نشأتها تعمل على حشد وتكريس قدراتها ومواردها وتسخيرها لخدمة قضايا العالم الإسلامي وتحقيق أسباب ترابطه وتضامنه استنادًا إلى حقيقة الانتماء إلى عقيدة واحدة، ولاشك أن التكافل الإسلامي هو السبيل لاستعادة المسلمين لمكانتهم وعزتهم. وفي سبيل تحقيق التضامن الإسلامي سعت المملكة وبادرت مع شقيقاتها الدول الإسلامية بإقامة منظومة من المؤسسات الإسلامية الحكومية وغير الحكومية ومنها رابطة العالم الإسلامي في عام 1962م، ومنظمة المؤتمر الإسلامي في عام 1969م واحتضنت المملكة مقريهما، وينبع ذلك الجهد من التصور التكاملي لمعنى التضامن الإسلامي الذي يشمل عدة مفاهيم لعل أهمها مفهوم الأمن الجماعي للدول الإسلامية، والعمل على تسوية المنازعات بين الدول الإسلامية بالطرق السلمية، وتقديم المعونات الاقتصادية للدول والمجتمعات الإسلامية ذات الإمكانيات المحدودة، وتقديم المساعدة والإغاثة العاجلة للدول الإسلامية المنكوبة، ومناصرة المسلمين والدفاع عن قضاياهم وتوفير الدعم المادي والمعنوي للتجمعات الإسلامية. ويمكن القول أن السياسة الخارجية السعودية في الدائرة الإسلامية تسعى إلى تحقيق عدة أهداف منها تحقيق التضامن الإسلامي الشامل وفتح آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي بين الدول الإسلامية تهدف إلى دعم قدراتها ومواردها على مختلف المستويات والتصدي للاجتياح الثقافي والغزو الفكري الذي يهدد العالم الإسلامي بأشكال وأساليب مختلفة. كما تعمل على تطوير منظمة المؤتمر الإسلامي ودعم أدائها لتحقيق المزيد من الفاعلية لمواجهة المشكلات التي يتعرض لها العالم الإسلامي وتفعيل دور الدول الإسلامية في ظل النظام العالمي الجديد. وتقديم الدعم والنصرة للأقليات المسلمة في جميع دول العالم، والدفاع عن حقوقهم الشرعية وفق مبادئ القانون الدولي العام. وتقديم الصورة المشرفة والحقيقية للدين الإسلامي وشريعته السمحاء والزود عن حياض الإسلام من جميع ما ينسب إليه من ادعاءات وافتراءات محضة كالإرهاب وانتهاك حقوق الإنسان.
تناغم واحترام للاختلافات
** عبدالسلام: أحب أن أضيف مسألة مهمة جدا في هذا الصدد وهي ان هذا الدور الاسلامي المميز للمملكة لا ينبع من بحث عن مكانة او زعامة بقدر ما ينبع من الشعور بالمسؤولية الإسلامية وأداء الواجب تجاه الغير؛ فالملاحظ ان أي دولة تسعى لتنمية علاقاتها الخارجية لها اهداف استراتيجية سواء مصالح سياسية او اقتصادية أو أطماع خارجية ولكن ما يميز هذا الدور السعودي انه اداء للواجب استثمارًا لما حباها الله من مقدرات ومن ثم ورغم هذا الدور الفاعل لم نجد للمملكة أي أطماع خارجية او رغبة في التدخل في شؤون الغير او إملاء أي شروط على الآخر وهناك مثال بسيط ورغم ان المملكة تعد اكبر دولة خليجية فإنها تتعامل مع دول الخليج بنوع من التآخي والتساوي ولا تفرض أي شروط علي هذه التعاملات مثلما نجد في أقطاب أخرى بل تسعى إلى تحقيق التناغم واحترام الاختلافات في الرأي أو وجهات النظر فالمملكة ليس لها أي مطامع خارجية بقدر ما تؤدي الدور الذي ينبغي ان تؤديه انطلاقا مما يفرضه عليها الواقع وما تملكه من مقدرات، ولا يجب ان تغفل أعيننا عن هذه الرؤية الشاملة لسياسة الخارجية او الداخلية للمملكة لانها كانت ولا تزال بفضل هذه السياسات الثابتة سببا أساسيا في استقرار العالمين العربي والإسلامي وداعما اساسيا لاستقرار المجتمع الدولي والمملكة تحرص في المجال الدولي علي إقامة علاقات متكافئة مع القوي الكبري والتي ارتبطت معها بشبكة من المصالح يمكن وصفها بأنها جاءت كانعكاس لدورها المحوري المتنامي في العالمين العربي والإسلامي، وتحاول المملكة أن تتفاعل مع مراكز الثقل والتأثير في السياسة الدولية آخذة في الحسبان كل ما يترتب على هذه السياسة من تبعات ومسؤوليات.
وتعتز المملكة بانها أحد الأعضاء المؤسسين لهيئة الأمم المتحدة في عام 1945م، انطلاقا من إيمانها العميق بأن السلام العالمي هدفًا من أهداف سياستها الخارجية، فهي تدعو باستمرار إلى أسس أكثر شفافية للعدالة في التعامل بين الدول في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها باعتبارها السبيل الوحيد إلى الازدهار والرخاء والاستقرار في العالم، ومن ثم فإنها لا تؤمن باستخدام القوة كأداة من أدوات تنفيذ السياسة الخارجية، ولكنها تؤمن في ذات الوقت بحق الدفاع المشروع عن النفس وذلك كقاعدة من قواعد القانون الدولي.
------------------------------------------------------------------------
المشاركون في الندوة:
د. جعفر عبدالسلام أستاذ القانون الدولي ومستشار رابطة الجامعات الاسلامية
د. خالد النامي رئيس العلاقات والشؤون الثقافية بالملحقية الثقافية السعودية بالقاهرة
د. حمدي عبدالعظيم الخبير الاقتصادي والعميد السابق لأكاديمية السادات للعلوم الادارية
محمد التهامي الشاعر المصري والدبلوماسي السابق


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.