انتقد وزير الدفاع الإيراني أحمد وحيدي امس، نشر حلف شمال الاطلسي الوشيك لنظام رادار للانذار المبكر في تركيا قائلاً إن طهران لن تتغاضى عن اي اعتداء على مصالحها الوطنية. واعلنت الحكومتان التركية والامريكية الجمعة الماضية ان نظام الرادار سيساعد على تحديد التهديدات الصاروخية القادمة من خارج اوروبا بما في ذلك التهديد المحتمل من ايران. وسيتم تشغيل هذا النظام الذي تقدمه الولاياتالمتحدة في وقت لاحق من العام الجاري. ونقل التلفزيون الرسمي الايراني عن وحيدي قوله ان»الغرب يزعم ان شبكة الرادار (في تركيا) تهدف الى مواجهة الصواريخ الايرانية ولكن يجب عليه ان يدرك اننا لن نتغاضى عن اي عدوان على مصالحنا الوطنية». وتمتلك تركيا ثاني اكبر قوات مسلحة في حلف شمال الاطلسي وقد اصبح لها دور اكبر في الشرق الاوسط وقد شجعها على ذلك اقتصادها المزدهر وهويتها الاسلامية على نحو اكبر ساعية لتعزيز العلاقات مع الدول الاسلامية في الشرق الاوسط مثل ايران. ولكن تركيا التي زاد انتقادها لسوريا حليفة ايران اختلفت مع ايران في الاونة الاخيرة بسبب القمع الدامي للرئيس بشار الاسد للقلاقل الشعبية في بلاده. وحذر وحيدي تركيا بسبب شبكة الرادار التي تقول انقرة انها ليست ضد دولة بعينها. وقال وحيدي»نعتبر وجود امريكا والغرب وجودًا مثيرًا للقلاقل وضارا بالنسبة للدول الاسلامية». وسعت تركيا ايضا لتعزيز العلاقات مع روسيا التي قالت ان وجود نظام دفاع صاروخي لحلف الاطلسي يمكن ان يهدد امنها اذا طور قدرات لاسقاط الصواريخ النووية الروسية. ولكن مبعوث روسيا لدى حلف الاطلسي قال ان وجود شبكة رادار في تركيا لن يهدد الامن الروسي. ويوجد خلاف بين الولاياتالمتحدة وحلفائها من جانب وايران من جانب اخر بشأن برنامجها النووي ويقولون ان طهران تحاول سرا صنع قنابل نووية. وتنفي ايران ذلك قائلة انها تخصب اليورانيوم فقط من اجل الكهرباء او لاغراض مدنية اخرى. ولم تستبعد اسرائيل والولاياتالمتحدة توجيه ضربات عسكرية لايران اذا اخفقت الوسائل الدبلوماسية في منعها من الحصول على اسلحة نووية. وترفض ايران الاعتراف باسرائيل. واعلن المسؤولون الايرانيون سابقًا ان بإمكان الصواريخ الايرانية المنتجة محليا الوصول لاسرائيل. وتقول ايران ان ردها على اي هجوم عسكري سيكون»موجعًا». وعلقت موسكو من جانب واحد تسليم صواريخ من طراز اس-300 لايران بعد ان ابدت الولاياتالمتحدة واسرائيل قلقهما من امكان استخدام طهران هذا النظام المضاد للطائرات لحماية منشآتها النووية. وفي هذا الصدد، اعلن وحيدي أن بلاده قررت تقديم شكوي ضد روسيا. وقال إن الإجراءت التي اتخذتها إيران ضد روسيا لا تعتبر أمرًا مثيرًا للاستغراب، موضحًا أن الاتفاقية تجيز لبلاده أن تقدم شكوى ضد موسكو في حال «نكوثها» عن تسليم مجموعة الصواريخ. وقالت الوكالة إن تصريحات وحيدي جاءت ردًّا علي استغراب المتحدث باسم الخارجية الروسية من قيام إيران بتقديم شكوى ضد بلاده لدى محكمة العدل الدولية ومقرها لاهاي. وأضاف إن الاتفاقية تنص على أنه يحق لكلا الطرفين الرجوع إلي محكمة العدل الدولية في حال تعثر تنفيذ أي بند من بنودها. وأرجع الجانب الروسي عدم تسليم مجموعة الصواريخ إلى قرارات الأممالمتحدة التي تفرض حظرا ضد إيران بسبب برنامجها النووي المثير للجدل.