يظهر أيام الأزمات بعض فاقدي الضمير والإنسانية والخارجين على القانون فيمارسون عمليات النصب والاحتيال والسلب والاحتكار واستغلال الأزمة أسوأ استغلال كل ذلك من أجل تحقيق مكاسب دنيوية بأساليب أقل ما يقال عنها: إنها دنيئة وبعيدة كل البعد عن روح الإسلام ومعاملته السمحة. هذه الممارسات الخاطئة كثيرة ومتعددة، ولكن سوف نورد بعضا مما ظهر منها خلال امطار جدة الأخيرة، ولعل من أهم هذه التجاوزات على سبيل المثال لا الحصر: استغلال أصحاب البقالات الغذائية، والتموينات، والبوفيهات، والمطاعم وعَمْدِهم لرفع الأسعار بشكل غير طبيعي وغير إنساني وفيه كثير من الغبن وعدم الرضا, فأنت تدفع أكثر من المقرر للسلعة بل أضعافا مضاعفة ولا رقيب ولا حسيب، فقد ذكر لي بعض الإخوة أنهم تعرضوا لاستغلال واضح خلال احتجازهم جراء الامطار وتعطل سياراتهم من شدة غمر المياه، والذي امتد بقاؤهم في وسط الشوارع ساعات طويلة مما اضطرهم للبحث عن بعض مصادر الطعام والشراب لسد رمقهم بعد معاناتهم من طول الانتظار، وقد توجهوا لبعض البوفيهات التي رفعت أسعار المعجنات والسندوتشات لخمسة أضعاف، فالفطيرة التي قيمتها (3 ريالات) أصبحت ب (15 ريالا) وعلبة البيبسي ب (5 ريالات)، وقارورة الماء المسعرة بنصف ريال أصبحت مع الأزمة ب ( 2 ريال)، وهكذا لبقية مستلزمات الطعام والشراب. أصحاب التكاسي بدورهم رفعوا الأسعار إلى (100 ريال) للمشوار ويعتمد إلى أين ستذهب لأن كل الشوارع غرقى، وأصبح التوصيل لمناطق محدودة ولمشوار بسيط لا يتجاوز قيمته عن (10 ريالات)، هذا إذا رغب صاحب (التكسي) في توصيلك حيث تريد. أصحاب سحب السيارات رفعوا أجورهم لأسعار خيالية تجاوزت كل التوقعات، شيء لا يصدق وكأننا في حرب. نعم، هؤلاء كتجار الحروب حيث تنعدم عندهم النخوة والشهامة ويستغلون الأحداث أسوأ استغلال، ولا يرقبون فينا إلاّ ولا ذمة. هؤلاء هم الخطر الحقيقي على أبناء هذا الوطن، والمستغلون لطيبة هذا الشعب وبساطته، أما كفانا ما حدث لنا من لصوص المشاريع والمناقصات, وبائعي الضمير والأمانات؟!! لوتم هذا الاستغلال في أي بلد آخر لتمت محاسبتهم ومعاقبتهم جراء عمليات الاستغلال غير المشروع لاحتياجات الناس من مستلزمات ضرورية تحتكر وترفع أسعارها وقت الأزمات بأسلوب فيه الكثير من الإجحاف والغبن للمحتاجين للخدمات. نريد مراقبة صارمة لأمثال هؤلاء الذين يستغلون الظروف غير الطبيعية، وأن يُعاقبوا بالغرامة أو الإغلاق في حالة تجاوز الحد في الأسعار، كما نطالب معظم من تعامل مع هؤلاء الجشعين في الإبلاغ عن هذه المحلات، أو البوفيهات، أو المراكز الغذائية، التي تستغل الناس بصورة بشعة ولا إنسانية مع أولئك المحتاجين والمنكوبين وطالبي الإغاثة من الملهوفين والمعرضين للخطر. [email protected]