يا أهل جدة لا تقولوا من ذا الذي أصابنا بالعين، ولكن لوموا كل مقصر توانى عن المسؤولية، فابدأوا برجال الأمانة وانتهوا بوزارة المالية وكلهم ذلك الرجل المتخاذل، فإذا كان الأمين يقول لا أعلم ولا أدري عن السبب فاقرأوا على أرواحكم السلام. وإذا كان لم يظهر وزير قط صاحب علاقة بحياة الناس في مثل هذه الأحداث فانطقوا بالشهادتين حتى يختم لكم بخير. وإذا كان المواطن يتأوه في طوابير لجان التعويضات بالساعات فابحثوا عن صدر رحيم في هذه المدينة المنكوبة، وإذا كانت مدينتكم تأن تحت وطأة حمى الضنك وانتشار الجريمة ومداهمة الأودية فالتحفوا السماء وتوسدوا الأرض فهما أكثر أماناً لكم من كراسي أصحاب المسؤولية في القطاعات المقصرة، وشهاداتهم التي لم تعد تسمن ولا تحمي من سيل، وإذا كان أصحاب الضمير الحي والعلم والتخصص مهمشة أصواتهم وبحت حناجرهم وهم يحذرون من أخطار البيئة وأخطاء المدينة ولا حياة لمن تنادي، فمن تنادي أيها الجداوي الحزين. يا أهل جدة كفانا غروراً وتجاهلاً للحقيقة فلسنا أهل المدينة الأجمل ولا ساكني العروس في البحر الأحمر إنما قاطني مدينة السيول التي دخلت موسوعة الكوارث الرقمية على استحياء، يا أهل جدة متى تمطر السماء تفاؤلا ونشوة بمستقبل جميل؟!.