فراغٌ ممتلِئ بالوحدة

موجز
تَراقَصَ رَنَّانُ السَّاعَةِ أَمَامَ غَفوَةِ وِحدَتْهِ..
صَحَى مُبَلَّلًا بِقراريطَ مِنْ فَراغ..
تَمَطَّى عَلى فِراشٍ مُبعثَرٍ
كَتَبَعثُرِ دَقائِقِ البطالَةِ فِي مَلَفّ حَياتِهِ..
قام.. فَأَزَاحَ سَتَارةِ لَسْعَةِ النافِذَة..
فوجَدَ الشَّمس تَرقُبُهُ بِعينٍ حَمِئَةٍ
ارتَدَى ثَوبَهُ.. وأغلَقَ أزرارَ إكتِئَابِهِ،،
ليستقبِلَ الوقتَ بوجهٍ شبهَ مُتفَائِلٍ
إذْ لا حاجةَ لاستقبَالِهِ...
***
عدا (زهرة)
زَهْرَةٌ تُشْبِهُهُ.. فِي كُلِّ شَيء
مَزرُوعَةٌ عَلَى أطرافِ رَصِيفِ المَارَّة
نَزَلَ إليها لِيستسقِي غَمَام!
تَغْدِقُ الشَّمْسُ مِنْ لُعابِهَا عَلَى مَسَاماتِهِ..
فَيتقطَّرُ عَرقًا مَصْفُودًا..
ويجلِبُ الماءَ لغُصْنٍ قاسٍ.. (كواقِعِهِ)
تَلهَثُ الزهرة..
فَينسَى عَطَشَهُ ويرويها..
تَطلُبُ منهُ أن يَروِي وجهَ الشَّوارِعَ..
أنْ يسقِي نوايا المارَّة..
أن لا ينسَى نفسهُ مِنْ سَدّ بُؤرَة..
يلتفِتُ إلى فراغاتِ الشوارِعِ..
ويُومِئُ بأنْ لا مَاءَ يكفِي
لِيغسِلَ وجهَ المكان!
ولا عِطْرَ يكفِي ليملأ هذا الوطنْ..
فزهرةٌ واحدة لا تكفِي لإرسال لقاحٍ
إلى اللاشيء ؛ فمن يستقبلُ الأشياءْ!!!
***
عندَ صبيحةِ اليوم الثانِي..
وجدَ كُلّ الشوارِعَ تكتظُّ بِ....الأشياءِ
حينَهَا.. هَروَلَ ليسدّ رمقَ فراغاتهِ..
ضَحِكَتْ منهُ الأشياءُ،،،
اِلتفتَ لذات الغصنِ الأَجْرَدْ..
نَظرَ إلى ثديِ السماءِ.. أنْ ارضعيهِ
ولكن!
ملأتْ تَقَاسِيمُ الفِطامِ... شعورًا بالشَّبَع
مَرَّرَ أَصَابِعَهُ على خَدِّ الرّصِيف الملتَهِب..
صَرخَ الرصِيف.. (ارحل، وهِب مما لديكْ، لا تكتئِب)
حَكَّ جَبينَهُ،،
فَآآآمَنَ بِأنَّ معضَلةِ الزمانِ
قَد ألحَقَتْ بهِ تجاعيدُ الركودِ قَبْلَ أَوَان
كل شيءٍ يشبهُ كلَّ شيء..
عمره كانَ صامتًا...
حتى الطبيعة حولهٌ صامتة..
وَلا شَيء يَدعُو للتَحَازُنِ إِنْ عَاشَ وحِيدًا..
فَالحُزنُ أنْ يَضْطَرَّ للعيشِ مَعَ الآخَرِين...
هَا هُوَ يُرَافِقُ كُلّ شَطْرَةِ أملٍ وَدَّعَتْهُ...
حَتَى عَتَبَةِ البَاب،،
ويبعثُ لها مِنْ بُؤسِ ملامِحِهِ بَسمَةُ عَبُوس
ويُوصِدُ البابَ جيدًا بَعدَ الوداعْ!