* في أول تصريح له بعد تعيينه أمينًا لمحافظة جدة يقول الدكتور هاني أبو رأس لصحيفة (عكاظ): “ينتظر جدة عمل شاق، ومسؤولية كبيرة كلّفني بها ولي الأمر، وسأضع خطة عمل لمعالجة مشكلات جدة خصوصًا وأنها تعيش حاليًّا ورشة عمل مفتوحة لمشاريع متعددة، وإن أمام جدة ملفات مفتوحة عديدة، سواء فيما يتعلق بالصرف الصحي، والأحياء العفوية، والاختناقات المرورية، وشبكة الطرق الحالية والمستقبلية. وجدة تعيش مرحلة مفصلية في تاريخها الحديث؛ لا سيما عقب كارثة السيول، وسأعمل على خدمة هذه المحافظة الغالية وأهلها، وستكون أولى مهماتي الانتهاء من المشاريع القائمة، ورسم خارطة لأولويات الأمانة في المرحلة المقبلة، سواء فيما يخص المشاريع القائمة، أو المستقبلية، أو المشاريع المتعثرة”. * أردتُ نقل كامل تصريح الأمين الجديد؛ حتى يكون معيارًا مستقبليًّا له ولنا كسكان جدة (للحُكم) على أداء الأمانة خلال الأيام والأعوام المقبلة. فمن المؤسف أننا أصبحنا نسمع ونقرأ تصاريح عن مشاريع خيالية في مجالات عدة، وواقع حالنا يقول بغير ذلك كلّيةً. ونحن هنا في محافظة جدة بأكملها، وليس مدينة جدة فقط شبعنا حتّى التخمة من كثرة التصاريح والتباشير والوعود بمشاريع خيالية ستحيل المحافظة ومدينة جدة إلى مدينة أحلام نموذجية قلّ مثيلها في أي بقعة من بقاع الدنيا. • أتذكّر في هذا أنني سبق أن كتبت عن بعض المشاريع والوعود التي أطلقتها أمانة جدة خلال السنوات الست الماضية، فعاتبني بعض الأحبة وهم محقّون، فكتبت أقول إن المعيار بيني وبين مسؤولي الأمانة تصريحاتهم ووعودهم التي نشرتها الصحف، وأوردت فقط كأمثلة ما ذكره أمين جدة السابق، ونشرته جريدة «المدينة» فكانت قائمة طويلة عريضة بما فيها كورنيش شمالي وجنوبي خيالي، ونوافير موسيقية، وإعادة تأهيل لمنازل شعبية، ولم يحدث منها شيء إطلاقًا. • بطبعي ومن حرصي وانتمائي لهذه التربة المباركة، أتفاءل بكل جديد، وأترقّب مع كل تغيير نقلات (مفصلية)، كما في تصريح الدكتور أبو رأس، ولكني أخشى ما أخشاه أن يستمر الحال على ما هو عليه، وإن كتب لنا المولى جلت قدرته الحياة أن نأتي بعد سنوات من الآن، ونعدد النقلات المفصلية التي شهدتها جدة فعليًّا من أمانتها. • الأمين الجديد رغم صغر سنّه لم يأتِ من خارج الصندوق، بل هو من داخل صندوق الأمانة، حيث عمل فيها مساعدًا للمهندس عادل فقيه، وأشرف فيما أعلم على مهمة محاربة حمّى الضنك، التي وفّر لها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله -حفظه الله- شخصيًّا مليارًا وثلاثمائة مليون ريال، وهو ما يضعه في يقيني في مواجهة حقيقية مع متطلبات واحتياجات محافظة جدة، وحتمية تحويل التصاريح والأقوال والعروض والوعود إلى واقع تعيشه المحافظة والمدينة وسكانهما؛ ليتنعموا بخيرات لم تقصر الدولة، وولاة الأمر رعاهم الله في رصد ميزانيات ضخمة لها. [email protected] فاكس 6718388 – جدة