كثيرة هي الدراسات الميدانية التي قد تُثير اهتمامنا؛ ليس لأنها مهمة فحسب!! بل في الأغلب بسبب إغفالنا الدور الأهم في أهميتها! فالدراسات التي ترصد الواقع بشفافية، وترسم أبعاد الموضوع بدقة، وتضع النقاط على الحروف في جملة الكلمات المتقاطعة لتضع المشكلة تحت الميكروسكوب، والتحليل المنطقي للنتائج، وحصرها ضمن دراسات قدمت لها حلولاً مقننة، وأساليب علاجية متعددة كبدائل تتكيف مع المعطيات! لكن أين التطبيق؟ بل والأهم مَن المستفيد؟ لا ترجمة للأقوال على أرض الأفعال، فكما ظهرت دراسة حديثة، وتوصلت إلى نتائج صحيحة، وخرجت بتوصيات مفيدة نقرأها فقط دون الاستفادة من مخرجاتها سوى في دراسة أخرى ترتبط بالموضوع ذاته! قرأتُ كما قرأ الجميع الخبر الذي نُشر بصحيفة (الوطن) في العدد 3489 من إبريل الحالي عن الدراسة الحديثة التي توصلت إلى أن “38% من المراهقين في دول مجلس التعاون الخليجي ممّن تتراوح أعمارهم بين 14حتى 20 عامًا يشاهدون القنوات الإباحية” هذا طبعًا بالنسبة لعينة الدراسة أي شريحة محددة من المجتمع. ترى كيف لو كانت الدراسة عامة؟ كم سوف تكون النسبة؟ عمومًا في ذلك الخبر لم تصف لنا النسبة الكم الحقيقي، حيث ( 38%) حيث كانت مجملة بين الذكور والإناث، وعليه فإن مربط الفرس هو غياب الوعي بأهمية التربية الجنسية السليمة. فبالرغم من كوننا نعيش في عصر الانفتاح التكنولوجي وثورة الاتصالات المختلفة والفضائيات التي تتزايد يومًا بعد يوم، ولم يعد صعبًا على المراهق التسلل إلى أحد المواقع الإلكترونية، أو أن يختلس بعض النظرات التي تتحول إلى متابعة لبعض القنوات، وهكذا إلى أن يتسرب الإدمان في مسام أفكاره ونسيج أعماقه، ولا رقيب!! فالحديث لدينا عن الأمور الجنسية أحد الخطوط الحمراء التي لا يمكننا الاقتراب منها؛ لأن ثقافة المجتمع ترفض الخوض في تلك المسائل التي تعتبرها وقاحة وعيبًا وقلة أدب و... و... و... و...!! حتى الفتاة لا تستطيع أن تطرح أسئلتها الخاصة جدًّا على والدتها على الأقل عمّا قد يدور في ذهنها من أمور ترتبط ارتباطًا مباشرًا بالتكوين السيكولوجي لديها! فالزوج هو الوحيد المخول من أجل تلك المهام، وهو صاحب الإرادة إذا رغب في إكساب زوجته المعلومة، أو فضل أن تصبح أداة مكملة فقط! إن عدم إشباع فضول المعرفة لدى المراهق بطريقة علمية مقنعة، ومنهج دراسي متكامل يُربي ذاته، ويُهذب أخلاقه (لا حياء في الدين) نقولها دائمًا! لكن بمجرد ما يوجه لنا المراهق، بل الطفل بعض الأسئلة لا يجد لها إجابة لدينا!! ممّا يجعله ينشأ بعيدًا عن التربية السلوكية وتعاليم الدين الحنيف، ويحاول البحث عن إجابات للأسئلة التي يكتنفها غموض الأهل بالطرق التي يرى أنها تناسبه، حيث يبدأ الصراع النفسي، فمصادر التزود بالثقافة لم تعد محدودة، بل متاحة وبأشكال تواجه التغيرات، حقًا هم بحاجة إلى تربية جنسية تساند التربية الأسرية. قطر: في الحجاز لدينا مقولة شهيرة عندما يكون لدينا أوراق مكتوب عليها بالحبر، ولا فائدة من تلك الكتابة نقول (بُلها وأشرب مويتها)!!