قال الضَمِير المُتَكَلِّم : يوم الأربعاء الماضي نشرت بعض الصحف أسماء المتقدمين ل ( 87 ) وظيفة في جامعة الملك فيصل، ولكثرة الأعداد استغرَقَت الأسماء صفحة كاملة (فأين مَن يزعمون تقلّص نسبة البطالة؟)؛ هذا ليس حديثنا اليوم ؛ ولكن ما لفت النظر في هذا الخبر مسميات بعض الوظائف؛ تصوّروا وتخيّلوا هناك وظائف من المرتبة الأولى إلى الثامنة تحت مسمى (نَاسِخ آلة)؛ أعرف لا تصدقون؛ أُعيد لكم؛ نعم ففي عصر ثورة التقنيات والحكومات الإلكترونية ما زال لدى الخدمة المدنية (نَاسِخ آلة) ؛ الحقيقة خلال السنوات الماضية تطورت لدينا الكثير من المؤسسات الحكومية بِنِسَب متفاوتة؛ إلا الخدمة المدنية فهي (مِحِلك راوِح ) بل ( للخَلْف دُرْ )؛ وهذا ترتب عليه ظلم للموظفين وهَضم لحقوقهم ؛ ومن ملامح صورة معاناتهم : * التجميد الوظيفي وبقاء الكثير من الموظفين المساكين سنين طويلة ؛ بسبب ربط الترقية بمسمى الوظيفة الذي لا ذنب للموظف فيه ؛ فقد تكون إدارته صغيرة والوظائف فيها محدودة (طبعاً أصحاب المحسوبيات وأقارب المسؤولين لا خوف عليهم؛ فالأولوية في الترقيات لهم ، مع تَحْوِيْر مسميات وظائفهم بما يضمن ترقيتهم) والمسكين له الله ! * الكادر الوظيفي قديم جدا ، ولم يطرأ عليه تغيير منذ عشرات السنين ( فكل شيء في الدنيا ارتفع وغلا ثمنه إلا الموظف وراتبه)! * العلاوة السنوية للمراتب الدنيا هزيلة جِدّاً جِدّاً جِدّاً؛ فبعد عشر سنوات لا يزيد الراتب بالعلاوة إلا ألف ريال وتكون مصارف الموظف زادت بعدة آلاف لكثرة أسرته وغلاء معيشته! * ربْط مصير الموظف بتقرير أداء يرصده المدير المباشر؛ وقد يخضع للأهواء والمصالح الشخصية ! * أحد الزملاء وهو نموذج لضحايا نظام الخدمة المدنية أصبح خليطاً عجيباً (فصاحبنا يتأبط شهادة بكالوريوس محاسبة، ويعمل فِعْلياً في إدارة العلاقات العامة ؛ بينما مسمى وظيفته مُجَلّد أو مفهرس كتب في المكتبة؛ بينما بعض من يعملون بقسم المحاسبة في إدارته؛ لا يحملون إلا الثانوية!) أرجوكم كفاية، ورحمة بالموظفين التُعَسَاء؛ أعيدوا صياغة أنظمة الخدمة المدنية بما يحفظ حقوق الموظفين، ويساعدهم على العيش الكريم؛ ويُحَفّزَهُم على الإبداع والعطاء! هي دعوة صادقة وإن كانت دقات قلبي تقول: (يا لَيْل ما أطولك، ويا مَوت ما أعدَلك) ! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة.