في طفولته كان شغوفا بالتقنية بحثا واطلاعا وابتكارا ، لم يقف صغر سنه عائقا أمام حلمه في أن يكون مبدعا في العالم الرقمي بشتى أشكاله ، و استطاع أن يحقق إنجازاً برمجيا مهما عندما تمكن من حل بعض مشاكل أنظمة التشغيل الحاسوبية عبر إنتاج نسخة «هجين» تجمع بين ايجابيات برامج الويندز ، بالإضافة إلى ذ لك فهو ذو خبرة وباع في العالم الافتراضي «السكندلايف» وله العديد من المشاريع التي أثارت جدلا في الصحف الغربية. «المدينة» التقت بالشاب فواز القرني ، وكان لنا معه هذا الحوار. * من تكون ؟ - أنا من مواليد عام 1407 بمدينة خميس مشيط ، أكملت المراحل الدراسية بمنطقة عسير ، تخرجت في أكاديمية الطيران الملكية في الأردن. * متى بدأت اهتماماتك ومواهبك الالكترونية ؟ - في سن العاشرة بدأت اهتم بالعالم الرقمي ، و كان المحيط الأسري مساعدا لي لاسيما والدى الذى كان من المهتمين بالتقنية والالكترونيات ومستجداتها ، لكن اتجاهي إلى تخصص التقنية بشكل فعلي بدأ عندما اشترى لي الوالد جهاز حاسوب كهدية نجاحي وانتقالي من الصف الثالث الابتدائي إلى الرابع ابتدائي ، وتلك كانت نقطة الانطلاق الفعلية في المجال الرقمي. * ما الدافع وراء اهتمامك المبكر بهذا العالم ؟ - بطبيعتي كان من خصالي الفضول المستحب ، حيث كنت شغوفا بالاطلاع والبحث عن الجديد في الأجهزة التقنية لاكتشف كيف يعمل ، و كانت لديّ ابتكارات منذ صغرى في البيت وذلك من خلال تجميع الأجهزة وتركيبها بشكل مختلف للخروج بمعطيات جديدة ، فمثلا كانت غرفتي تدار الكترونيا وكنت افتح و أغلق بابها ببطاقة كنت أوزعها على جميع إفراد الأسرة ، حيث كنت اعلم من سوف يدخل الغرفة من خلال بطاقته. * كيف اكتسبت هذة الخبرة ، عن طريق دورات ام ماذا ؟ - اكتسبتها من الاعتماد الشخصي ، حيث لم يكن الوقت أو السن يسمح لي بأن ادخل أي دورة فقد كانت مخصصة للكبار فقط في حين كنت مازالت في المرحلة الابتدائية ، لكن كان أبى يشجعني دائما لخوض هذا الغمار ويعطيني بعض الدروس العامة ، لكن التعليم الأساسي كان من خلال أخطائي وهى طريقة اعتبرها احترافية لانى لكي أتوصل للنقطة الصحيحة كنت أمر بعدة تجارب واحتمالات خاطئة وكان هذا تعليما ذاتيا لي. * هل هناك شخصيات أخرى غير الوالد ساهمت في تنمية موهبتك ؟ - البيئة المدرسية ساهمت كثيرا في تنمية مواهبي ، ففي الأنشطة المدرسية كانت توكل لي المهام المتعلقة بالكمبيوتر وبرامج التقنية كالبوربوينت والاوفيس والفتوشوب ، وكان اغلب وقتي في المدرسة خارج الحصص وفي الأنشطة اللاصفية ، والحمد الله لم يؤثر ذلك على دراستي فالحياة مغامرة وقد تعلمت أمورا لم أكن اعرفها في التعليم الصفي. معالجة أنظمة التشغيل * ما هى ابرز انجازاتك في عالم التقنية من وجهة نظرك ؟ - باعتبار أنى مازلت هاويا ولم أصل لدرجة الاحترافية ، فإن ابرز عمل قمت به واعتبره انجازا هو قيامي بمعالجة بعض مشاكل أنظمة التشغيل التي تعترى برامج الكمبيوتر مثل «ويندوزاكسبي» و»فيستا» وويندز سفن» حيث قمت بإنتاج نسخة محدثة «هجين» تجمع بين ايجابيات البرامج الثلاثة وبين احتياجات المستخدم ، وذلك بنزع الأجزاء الكمالية من كل برنامج و أضفت بدلها المميزات الأخرى بهدف معالجة سلبيات أنظمة التشغيل لينتج بذلك نظام تشغيل جديد مهجن. * ألم تفكر بتسويق هذا البرنامج الهجين؟ - طبعا تسويق النسخة بشكل ربحي ممنوع وهي للاستعمال الشخصي فقط ، لذا اطمح أن أقدمها لشركة «مايكروسوفت» لتعتمدها كإصدار محدث ضمن إصداراتها باعتبارها تناسب الشباب السعودي فهى تجمع بين القوة والخفة والقيمة والاستايل. * هل لديك اهتمامات أخرى في العالم الرقمي ؟ - لدى اهتمام كبير في العالم الافتراضي أو ما يعرف «بالسكندلايف»، وسأكون قريبا ضيفا على احدى القنوات الفضائية لأتحدث عن تجربتي في هذا العالم ، حيث أقمنا عدة مشاريع خاصة بالشباب السعودي في جزر السكندلايف تنوعت بين بناء المساجد وإقامة المناسبات التي تجمع الشباب السعودي المتواجد في دول مختلفة بالإضافة كما اقمنا عدة ندوات ومحاضرات خاصة بالشباب كان اخرها محاضرة «رمضان ياشباب» والتي استضفنا فيها الشيخ احمد الغامدى ، مدير هيئة الامر بالمعروف بمنطقة مكةالمكرمة ، وكانت المحاضرة الأولى من نوعها بالنسبة للهيئة ، واثارت تلك الخطوة جدلا كبيرا في الصحف السعودية التى تحدثت عنها بكثير من التحليل وقالت إحدى الصحف ان شباب سعوديين يمارسون الدعوة عبر السكندلايف * بصفتك شاب مهتم بعالم الكمبيوتر والانترنت والبرمجيات ، بماذا تنصح الشباب ؟ - أولا أريد أن أشير أن الاهتمام بالكمبيوتر أو التقنية لا يعني إدمانه والذي أصبح ظاهرة شبابية بامتياز ، لذا انصح الشباب بتقسيم الوقت بين الترفيه والاستفادة الحقيقية من ناحية المعلومات و الاطلاع و التجربة العملية وغيرها، فالكمبيوتر بات وسيلة للإبداع والتطوير وأصبح قناة لإيصال هذا الإبداع للآخرين كي يستفيدوا منه.