جمع الكاتب الراحل حسين عبدالرحمن أبو راشد في شخصيته صفات جميلة تميّز بها، تجسّدت في البساطة وخفة الظل وبعد النظر بالإضافة إلى رؤاه الفكرية والأدبية التي كان يسطرها حرفاً في كتاباته ومقالاته.. وقد عُرف عنه انشغاله بهموم الوطن ومواطنيه وشأنه العام.. وكان يمتلك طيفاً واسعاً من المعارف والعلاقات العامة.. فكان مجلسه منتدى للحوار الذي تجتمع فيه النخب مع مختلف الفئات المجتمعية لمناقشة مستجدات القضايا المحلية وهموم الوطن والمواطن. عشق -يرحمه الله- مكةالمكرمةمسقط رأسه، حيث النفحات الإيمانية، وأطياف الثقافات المتنوعة، وتعلَّق بجدة حيث النشأة التي تابع عبر نوافذها التاريخ والتراث، والحارات والرواشين التي سرت مشاهدها في جوانحه وسكنت قلبه حباً ووفاء، فشارك في حراكات تطويرها منذ كان مديراً للعلاقات العامة في أمانة جدة، زمن المهندس محمد سعيد فارسي -يرحمه الله-، فكان أحد المشاركين في وضع رؤية أعمال تخطيط الشوارع والطرقات وتصميم الكورنيش، كما شهد في هذه الفترة تحويل جدة الى معرض مفتوح للأعمال الفنية والابداعية من خلال المجسّمات والمنحوتات التي قدمها كبار الفنانين العالميين. كتب كثيراً من المقالات في صحيفتي (المدينة) و(عكاظ) وغيرهما، وركز من خلالها على مشروعات جدة وتصريف السيول، وعن صندوق الاستثمارات، والغرف التجارية، ودعم الصناعة المحلية ومجابهة العراقيل التي تواجه المصانع، كما تناول عدداً كبيراً من الموضوعات الاجتماعية المتنوّعة التي تتحدث عن الحوار والتعايش والوسطية والاعتدال وتأهيل المقبلين على الزواج، والبطالة والسعودة الوهمية. كما أفرد عدداً من مقالاته للحديث عن أمانة جدة ومشروعاتها متوقفاً مع تصريحات الأمين صالح التركي مع بداية تعيينه حول بطء تلك المشروعات، وعلاقة المقاولين مع الأمانة، وغيرها من الموضوعات. كما كان الفقيد من أوائل الكتَّاب الذين تناولوا موضوع القضاء ومدونة أحكامه. العزاء بمسجد بر الوالدين رحل حسين أبو راشد.. مهندس العلاقات العامة.. بعد معاناته مع مرض الفشل الكلوي منذ عدة سنوات، انتقل خلالها للإقامة في مصر، ولم يمهله القدر كثيراً حيث أصيب بجلطة نقل على إثرها إلى مستشفى الحرس الوطني الذي توفي فيه قريباً من مكةمسقط رأسه، وجدة عشقه. وقد رثاه الكثير من الذين عرفوه، فكتب عصام أبو راشد: «انتقل إلى رحمة الله تعالى أخي حسين عبدالرحمن أبو راشد ويتقبل العزاء اعتباراً من يوم غد الاثنين الموافق 20 صفر (أمس) بمسجد بر الوالدين بحي المحمدية بجدة». وكتب البروفيسور عبدالمجيد داغستاني: «رحم الله تعالى الأخ العزيز جيران الفلق حسين عبدالرحمن أبو راشد، فعلاوة على صداقة الحارة الحميمة كان طيب الله ثراه همزة الوصل و«ضابط اتصال» العملاق تهامة وبلدية جدة في التسعينيات الهجرية، لعلي أوفق في استرجاع بعضها وعرضة، اللهم اطرح الهدى والتقى والعفاف والغنى في عقبه، اللهم آمين». وقال وسام شاولي: «انتقل إلى رحمة الله تعالى المغفور له بإذن الله خالي طيب القلب الغالي الاستاذ حسين عبدالرحمن أبوراشد أسكنه الله فسيح جناته وألهمنا وألهم محبيه الصبر والسلوان».