حادثة دهس الرياض «قتل غيلة»

أشعل مقطع جدلًا تم تداوله على مواقع التواصل غضب المتابعين على خلفية اعتداء شخص على آخر بدهسه عمدًا والاعتداء عليه بعد ذلك ودهسه مرة أخرى ما تسبب في وفاته- رحمه الله- وحول العقوبات النظامية بحق الجاني في مثل هذه الحالة الغريبة على المجتمع السعودي، أكدت المستشار القانوني الهنوف القحطاني ل»المدينة» أن ما رأيته من مقطع حادثة الدهس التي وقعت بالرياض أمر جلل تقشعر منه الأبدان، وكلنا ثقة بأن الأمور ستأخذ مسارها الطبيعي لمحاسبة الجاني وحفظ الأمن.
وقالت: أعتقد أن ما حدث صورة من صور القتل غيلة ما لم تثبت العداوة، حيث إن القتل كان على حين غرة ومن الخلف، وإن حصل في مكان عام فقد أمن فيه المقتول على نفسه، ولا يشترط أن يستدرجه للبراري حتى ينطبق عليه وصف الغيلة، فضلًا عن تعاطي الفاعل للمسكر وأثر ذلك على الوصف الجرمي. أما عن تحريك الدعوى فسوف يكون من قبل النيابة العامة بناءً على المادة 126 من نظام الإجراءات الجزائية؛ وفيما يتعلق بالعقوبة وتكييفها فقد أشار قرار المحكمة العليا رقم (9/م) وتاريخ 25 /3 /1435ه على أن القتل الغيلة: هو ما كان عمدًا عدوانًا على وجه الحيلة والخداع يأمن معه المقتول من غائلة القاتل، سواءٌ كان على مال، أو لانتهاك عرض او خوف فضيحة وإفشاء سرها، أو نحو ذلك، وهو نوع من أنواع الحرابة.
وأشارت إلى أنه تقرر أن القاتل غيلة يُقتل حدًا لا قصاصًا، ولا يقبل فيه العفو، وهو مقدم على الحق الخاص، والاجتهاد في تطبيق العقوبة يعود للقضاء لدراسة القضية وأبعادها التي قد لا تظهر بالمقطع، فقد يكون تم استدراجه فعلًا للخروج في هذا الوقت وباتجاه معين والقاتل متربص به في زاوية الشارع ثم باغته بالدهس، إلا أن الأكيد أنه قتله عمدًا وعدوانا. وكان المتحدث الإعلامي لشرطة منطقة الرياض الرائد خالد الكريديس قد أعلن أن الجهات الأمنية تمكنت - بفضل الله - من تحديد هوية الجاني والقبض عليه، وهو مواطن في العقد الرابع من العمر، وأشارت إجراءات الاستدلال الأولية إلى أن المتهم ترصد للمجني عليه نتيجة خلاف بينهما، وأنه تحت تأثير المسكر أثناء ارتكابه الجريمة، وضبط في مركبته مادة مسكرة، وجرى إيقافه واتخذت بحقه الإجراءات النظامية الأولية كافة، وإحالته إلى النيابة العامة.