ألقى خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- في الأسبوع الماضي كلمة في افتتاح أعمال السنة الأولى من الدورة الثامنة لمجلس الشورى، وجاء خطاب هذا العام الذي ألقاه -يحفظه الله- بحضور صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع - يحفظه الله- مؤكداً بأن رؤية المملكة 2030 هي خريطة طريق لمستقبل أفضل لكل من يعيش في هذا الوطن. تضمنت الكلمة العديد من المعاني المهمة وقدمت لمحة عن أبرز الإنجازات التي تمت خلال الفترة الماضية ورصدت الكثير من الحقائق والأحلام التي تحققت على أرض الواقع وفي مقدمتها إقامة موسم الحج بالرغم من جائحة كورونا التي أصابت العالم والتي تعد ظرفاً استثنائياً مع الأخذ بالمزيد من احتياطات السلامة الوقائية لضمان سلامة ضيوف الرحمن من آثار هذه الجائحة وتبعاتها. وقد حرص الملك سلمان -يحفظه الله- على تقديم شكره وتقديره للمواطنين والمقيمين على أرض المملكة على تفهمهم وتعاونهم في اتباع التعليمات وتنفيذ الإجراءات إضافة إلى أجهزة الدولة كافة واللجان المشكَّلة وفرق العمل المنبثقة منها على ما تبذله جميعها في سبيل مكافحة هذه الجائحة العالمية كما شكر جنودنا البواسل في الحد الجنوبي داعياً لهم بالثبات وللشهداء بالرحمة والغفران. ألحقت جائحة كورونا ضرراً بالغاً بمفاصل الاقتصاد العالمي فكان تجاوب الدولة سريعاً عبر منظومة من المبادرات الحكومية لتخفيف الآثار والتداعيات لهذه الجائحة على الأنشطة الاقتصادية الداخلية والقطاع الخاص فقد تم رصد 218 مليار ريال لدعم القطاع الخاص وتمكينه من القيام بدوره في تعزيز النمو الاقتصادي كما تم دعم القطاع الصحي في المملكة ب 47 مليار ريال لمواجهة الآثار الصحية لتلك الجائحة. إن رؤية المملكة 2030 ساهمت هي أيضاً في تحقيق العديد من الإنجازات على العديد من الأصعدة وفي مقدمتها تحسين الخدمات الحكومية ورفع نسبة التملك في قطاع الإسكان وتطوير قطاعات الترفيه والرياضة والسياحة واستقطاب الاستثمارات الأجنبية إضافة إلى تمكين المرأة في المجتمع وتفعيل دورها وإتاحة المزيد من فرص العمل لها ونستعد حالياً لمرحلة دفع عجلة الإنجاز التي تتسم بتمكين المواطن وإشراك القطاع الخاص بشكل أكبر وزيادة فاعلية التنفيذ. لم تقتصر الكلمة الضافية على الشأن الداخلي بل استعرضت العديد من القضايا الدولية المختلفة وبينت المكانة المرموقة التي وصلت إليها المملكة خصوصاً مع ترؤسها لمجموعة العشرين هذا العام ودورها الهام في قيادة الجهود العالمية لإصلاح منظومة الاقتصاد العالمي. لم تكن كلمة موجزة بل كانت خارطة طريق تجاوزت حصر إنجازات الماضي وتوثيق تميز الحاضر لتضع النقاط لمستقبل أفضل.