جسدت مجموعة من الفتيات السعوديات المتطوعات في لوحة عظيمة التنافس الشريف في خدمة ضيوف الرحمن لحجاج بيت الله الحرام في منى، حيث تسابقن في العمل التطوعي، وتقديم المساعدة ليضعن بصمة لامعة في تاريخ الوطن، ويواصلن القصص المعطرة للمرأة المسلمة عبر مراحل التاريخ الإسلامي. التقينا بمن كرسن وقتهن وبذلن جهدًا في تنظيم حركة الحجاج ورعايتهم والحفاظ على أمنهم وسلامتهم وتسهيل هذا الركن طيلة أيامه الفضيلة، حيث أكدت الشابة من منطقة مكةالمكرمة عهود طابعجي قائلة: إن المرأة الحاجّة قد تتحرّج في طرح التساؤلات أثناء تأديتها المناسك وتواجدها في المشاعر من الرجال لهذا سمحت الدولة بضرورة تواجد فتيات لخدمتهن، وتكون يدًا مساندة للجهود المبذولة للسعي إلى موسم حج خال من العثرات لضيوف الرحمن بقدر المستطاع ضمن الأهداف الجوهرية لترسيخ ثقافة التّطوّع والعمل لما من شأنه رفعة هذا البلد المعطاء الذي سخّر الغالي والنفيس للمواطنين والزوار وضيوف الرحمن، موضحة أن هذه المشاركة الثالثة لها، حيث تقوم خلال تواجدها بالحملة بتذكير الحاجات بدخول الوقت المناسب لكل الصلوات وأداء المناسك وتوجيههن عن مستحبات ومحظورات الإحرام إلى جانب مساعدة ومتابعة مريضات السكري وارتفاع الضغط وكبيرات السن بالحملة. وأوضحت ليلى مهرجي إحدى الشابات بمنطقة جدة أن خدمة الحجاج شرف اعتادت عليه منذ الصغر، وهذه المشاركة الخامسة عشرة لها، حيث تقوم برفقة مجموعة من فتيات عائلتها وجيرانها بتجهيز الوجبات الخفيفة والمياه والمظلات الشمسية وبعض الكتيبات الإرشادية ووضعها في حقائب وتوزيعها على الحجاج خلال انتشارهم بين المشاعر، إلى جانب مساعدة التائهين من الأطفال وكبار السن وإيصالهم إلى أقرب مركز وتسجيلهم عبر برامج التطبيقات الذكية التابعة لوزارة الحج والعمرة. وأشارت نوف المزين وسعاد الجديعي من مدينة الرياض أنهما تنتميان إلى فريق تطوعي تابع إلى جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية وقررن المشاركة لأول مرة للانضمام لبعض الحملات في الحج بالتنسيق مع وزارة الحج والعمرة، حيث بدأتا بعمل خطة متكاملة لحفل العيد من خلال تجهيز حقيبة صغيرة لضيوف الرحمن بداخلها أدوات شخصية كالكمام والمناديل المعطرة وكتيبات توعوية عن المحافظة على نظافة البيئة وأهميَّة النظافة الشخصية وبعض الهدايا التذكارية، التي اشترينها من جمعية أصالة الخيرية وجمعية بنيان الخيرية النسائية، التي تحوي الأكسسوارات اليدوية ومفارش الكوروشيه وعمل المسابقات، ووصفن شعورهن بالفرحة الغامرة حين سماع الدعاء من الحجاج لهن بالتوفيق بعيون تملؤها الابتسامة والفرح وأخذ الصور التذكارية مع الحجاج. فيما أكدت المتطوعة إيمان المزين وهي خريجة قسم اللغات والترجمة من جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن بالرياض أن موسم الحج هو فرصة ثمينة لمن يريد الأجر والثواب وزيادة الخبرة الحياتية، مبينة عملها هو التواصل مع الحاجّات الناطقات بغير العربية من المملكة المغربية ودولة تونس والجزائر وكينيا من خلال ترجمة برنامج الحج ومرافقتهم بزيارة الأماكن السياحية والتجارية في مكةالمكرمةوجدة، إلى جانب زيارتها للمرضى المنومين من ضيوف الرحمن في المستشفيات ومواساتهم وتقديم الهدايا التذكارية البسيطة، مشيدة بالجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة العربية السعودية حكومة وشعبا لخدمة حجاج بيت الله الحرام، وحرصها على توفير مظلة الأمن والأمان والراحة والاطمئنان طيلة رحلتهم الإيمانية.