علامات غير تقليدية للاكتئاب

من المعلوم طبياً الأعراض التقليدية لمرض الاكتئاب التي تصيب المرضى بدرجات مُتفاوتة منها: الحزن الشديد، والشعور بالإحباط والعجز وعدم الجدوى أو القيمة، والإحساس الطاغي بالضجر والشعور الزائد بالتوتر، وفقدان الاستمتاع بالنشاطات الاجتماعية والعائلية والعملية المختلفة، إضافة إلى اضطراب الشهية والوزن، وصعوبة التركيز واضطرابات النوم.
إلا أن هناك أعراضاً غير تقليديةٍ للاكتئاب، قد تُعطي بداية انطباعاً خاطئاً عن الحالة النفسية وتؤخّر التشخيص والعلاج منها: الانغماس في التسوّق وقضاء أوقاتٍ طويلة وأموالٍ طائلة في شراء حاجياتٍ ضرورية وغير ضرورية لتشتيت الانتباه وإعطاء دعمٍ مؤقت للمزاج، وهو قد يدل أيضاً على مرحلة الهوس في نوع من الاكتئاب المعروف باسم «ثنائي القطْب».
ومن ضمن العلامات غير التقليدية للاكتئاب، الإدمان على تناول المواد الكحولية، وضبابية التفكير وكثرة النسيان نظراً لتأثر الذاكرة وبخاصة عند التقدّم في العمر، كما أظهرت بعض الدراسات ارتباط الاستخدام المُفرط للإنترنت وإدمان مواقع التواصل الاجتماعي وتصفّح المواقع الإباحية، والارتباط الشديد بمواقع الألعاب عبر الإنترنت، بمستويات شديدةٍ لأعراض الاكتئاب والإحباط.
وربطت دراسةٌ أمريكية (عام 2010)، بين الاكتئاب وبين تناول الطعام غير الصحي بشراهة، وبالتالي زيادة الوزن حول الخصر، وهو ما يرتبط بدوره بارتفاع خطرِ الإصابة بأمراض القلب. وفضلاً عن الأرق المزمن، يعاني بعض المصابين بالاكتئاب بفرط النوم كوسيلةِ هروبٍ ومحاولة تأقلمٍ مع المشاعر السّلبية الطاغية، كما قد يعاني نحو (42%) من مرضى الاكتئاب من آلام أسفل الظهر، وأعراض الإعياء وآلام مزمنة في المفاصل والعضلات.. كما يُعاني بعض المرضى بالاكتئاب من تغيّر حادٍّ مفاجئ وشديد في المزاج، يظهر على هيئة رُدود أفعال عصبية مبالغٍ فيها، بحيث يؤثر سلبًا على تعاملهم مع الناس المُحيطين واستجاباتهم للأحداث من حولهم. ويلجأ عدد من المُصابين بالاكتئاب إلى التدخين بشراهة وإفراط، كما يرتبط إدمان مادة النيكوتين بالاكتئاب لدى كثير من المدخّنين الشرهين.
وختاماً، قد يشير الإهمال المفاجئ بالمظهر والنظافة الشخصية، وتجاهل إجراء الفحوصات الطبية المطلوبة وإهمال العناية بأمراض معينة كالسّكري وغيره، إلى أعراض الاكتئاب والحاجة للعرض على الطبيب المختص، كما من الضروري معرفة أن جميع الأعراض المذكورة، على الرغم من ضبابيتها لبعض الناس، يمكن علاجُها بصورةٍ فعّالة بالعلاج المعرفي السلوكي وتناول أحد أنواع مضادات الاكتئاب الكثيرة والآمنة صحيًا.