تُعرف (المهارات الحياتية) بأنها مجموعة المهارات النفسية والشخصية التي تساعد الأفراد على اتخاذ قرارات مدروسة بعناية، والتواصل بفاعلية مع الآخرين، وتنمية مهارات التأقلم مع الظروف المحيطة وإدارة الذات التي تؤدي إلى التقدم والنجاح، كما أنها السلوكيات والمهارات الشخصية، والتي تلزم كل فرد؛ ليتعامل مع المجتمع بثقةٍ أكبر وبقدرةٍ عالية على اتخاذ القرارات المهمة في حياته، ومن تلك المهارات مهارة اتخاذ القرار وحل المشكلات والوعي الذاتي والتعاطف مع الآخرين والتفكير الإبداعي والتفكير الناقد للتمييز بين الحقيقة والرأي، ومهارة التواصل مع الآخرين، وكذلك إدارة الانفعالات ومواجهة الضغوط. اليوم نجد بأن مصادر المعرفة أصبحت متعددة للفرد، ولم تعد محصورة في المدرسة فقط، بل إنها أصبحت متوفرة وبسهولة من خلال العديد من الوسائل المختلفة، والتي قد يحتاج بعضها إلى بعض المهارات؛ ليتمكن من التعامل معها بفاعلية وإيجابية، خصوصًا مع توفُّر التقنية الحديثة وأدوات التعلم الإلكتروني؛ ما أسهم في توفير بعض تلك المهارات المختلفة، والمتاحة على شبكة الإنترنت، وكذلك من خلال برمجيات متخصصة وتطبيقات على الهاتف الجوال وكُتب إلكترونية تفاعلية تم بناؤها ضمن بيئة علمية افتراضية، تتيح للفرد المشاركة في وجود جهة متخصصة تُشرف على تقديم تلك المهارات الحياتية. من الوظائف الأساسية للجهات التعليمية هي إعداد الطالب والطالبة؛ ليعيش ويتكيَّف مع مجتمعه، وذلك من خلال تزويده بالعلوم وبعض من تلك المهارات الحياتية والخبرات اللازمة لمواجهة ظروف الحياة ومتغيراتها، وكيفية التعامل مع المواقف التي يمكن أن تمر عليه، ليتمكَّن من العيشِ بصورةٍ أفضل، ويتكيَّف مع التغيير المستمر، ويتعوَّد على التفكير العلمي، ويعمل على حل مشكلاته بأسلوبٍ علمي متطوِّر، ويتخذ القرارات اللازمة تجاهها، ويتحمل مسؤولية تلك القرارات. مُؤخَّرًا قام وزير التعليم السابق د. أحمد العيسى بتدشين برنامج مهارات التفكير الناقد والفلسفة لمعلمي ومعلمات المهارات الحياتية في التعليم الثانوي؛ لتكون بذلك إحدى مواد المرحلة الثانوية الإثرائية والتي سيتم البدء في تدريسها من الفصل الدراسي القادم، كما ألمحت وزارة التعليم إلى نيّتها في تدريس مقررات جديدة مستقبلًا، مثل مقدمة في القانون والثقافة المالية، وجارٍ حاليًّا تأهيل المعلمين والمعلمات لتطبيق البرنامج في 200 مدرسة ثانوية في الرياض. الطلاب والطالبات اليوم، خصوصًا مَن هم في مرحلة الثانوية العامة، هُم في أمسِّ الحاجة لمثل هذه البرامج العصرية، والتي من شأنها أن تُسهم في تنمية مهاراتهم وتطوير مهارات التفكير لديهم، وتشجيعهم على طرح الأسئلة، وخلق بيئة محفزة يتم من خلالها احترام وجهات النظر المختلفة، ورفع مستوى الثقة، واستخدام الحجج المنطقية عبر أسلوب حوار راقٍ يحترم التنوع ويتعاطف مع تجارب الآخرين؛ ما يُسهم في بناء المواطنة الحقيقية، والتي تستشعر مسؤوليتها تجاه الوطن والعالم، وذلك بما يتوافق مع رؤية المملكة 2030.