حينما شاهدت الخبر على قناة ال «بي بي سي» جامعة الملك عبد العزيز تتصدر الجامعات العربية في تصنيف التايمز فرحت جداً وتيقنت أن الجهود والتعب لابد أن يثمرا، وكلنا يلاحظ هذه الجامعة كيف تمضي تجاه المستقبل وتتقدم بقوة وهي جهود مشكورة وتعب بات الكل يلمسه والكل يعيشه على الواقع. والحديث عن هذه الجامعة هو حديث انتماء وولاء عشته أنا بين حناياها، عشته طالباً بسيطاً فقيراً يحاول جاهداً الاعتماد على نفسه وبناء مستقبله من خلال التعليم، كانت الجامعة صغيرة جداً وكان كل شيء فيها يمضي ويتقدم وينمو ويتطور حتى أصبحت اليوم مدينة ضخمة في داخل مدينة، وأصبح كل شيء فيها يدلُّك على أن خلف هذه الجامعة رجالاً محسنين ومخلصين لله ثم لهذا الوطن، وهي حقيقة غادرت المكان لتصل إلى العالم، إلى التصنيفات العالمية، الى القنوات الفضائية الشهيرة، الى عالم لا يتحدث من فراغ ولا يقدم تصنيفاته هدايا ولا يهمه سوى الحقيقة التي يبني عليها قراراته، وحين يقدم هذه الجامعة في تصنيفه ويمنحها المركز الأول فذلك يعني أنها تستحق بجدارة هذا المركز، كما تستحق أن نبارك لها ونصفق لكل العاملين فيها الذين يتعبون من أجلنا ومن أجل الأجيال الذين هم عماد المستقبل، وهم أهم عناصر الإبداع والنمو والحضارة في المستقبل الذي يعتمد على العلم والابتكارات والبحث الدقيق في عالم المعرفة الذي تتبناه هذه الجامعة وتصرعلى أن تكون الأول ويكون خريجها المؤهل هو القادر على إدارة المستقبل. أنا كعادتي أفرح بالنجاحات وأحتفي بها جداً خاصة الوطنية وبروح صادقة أكتب اليوم عن هذه الجامعة التي أفتخر بجد أنني تعلمت فيها وتخرجت منها ومنحتني من خلالها درجة البكالوريوس في الإدارة العامة، صحيح أنها أتعبتني جداً ولكنها لم تكن سوى مدرسة بَنَتْ في ذاتي الرجولة والصمود والحرص والجد والاجتهاد حتى أنهيت دراستي ونلت شهادتي الجامعية، وكلي يفخر بأن التعب أثمر وأن فرحي بجامعتي هو فرح طبيعي لعلاقة استمرت سنين وما أظنها سوف تنتهي أبداً. ( خاتمة الهمزة).. لمعالي مدير جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور عبدالرحمن بن عبيد اليوبي مني تحية ضخمة على إنسانيته وحبه لأبنائه وبناته التلاميذ وإحساسه بالبسطاء ومساعدته لهم وجهوده التي بحق أثمرت وحققت لهذه الجامعة مكانة بين الجامعات وثقوا كلكم أنها ماضية للأمام والصدارة، وفق الله الجميع .. وهي خاتمتي ودمتم.