الإبداع يبدأ من جدة

* كنت هناك في مركز الملك فيصل للمؤتمرات بجامعة الملك عبدالعزيز، كنت في حضور الفكرة المذهلة التي تبنَّتها محافظة جدة، وهي جائزة جدة للإبداع وتكريم المبدعين، وحديث سمو الأمير مشعل الجميل عن الإبداع وضرورته وحاجتنا له وللفكرة الإنسانية، التي جاءت لتضع المستقبل في يد المخلصين والمبدعين والمحسنين، الذين هم وقود الآتي وقوته، لاسيما والإنسان هو العنصر الأول الذي إذا وجد مَن يدفعه ويُقدِّمه ويُسعده ويَعتني به، قام من مكانه وتحرَّك في كل الاتجاهات ليبدع، ويُقدِّم للوطن مِن تعبه نجاحات وإبداعات، وهو ما نحتاج إليه في المستقبل، وما تلك الفكرة التي جاءت في نسختها الأولى سوى فكرة حضارية جاءت لتقول للمبدعين: إننا معكم، وتقول لهم عن أن محافظة جدة هي مع كل مَن يُخلص وكل مَن يُبدع، ومن هناك أقولها: إنني كنت بأمانة أجلس وكلي يبتسم في حضور الإبداع والألق الذي يليق بجدة وأهل جدة، وجمال جدة وروعة جدة، ولا أجمل عندي من أن تمنح جدة بناتها وأبناءها المبدعين منها وردة، وهم والله يستحقون، كما هي تستحق منَّا أن نُغنِّي لها... جدة.. جدة.. جدة..!!!
* هناك وقف سمو الأمير مشعل مع كل مبدع، يتحدَّث معهم بحب، ويُهنّئهم بود، ويتمنى لهم النجاح من قلبه الكبير المملوء بالحب والإنسانية، التي يعرفها عنه الجميع، وهناك كان المكان كله يُصفِّق للإبداع، وهناك كان كل شيء يهديك منه أحلاماً قادمة وعطاءات لإبداعات سوف تمضي بنا وتتقدَّم وتتطوَّر لتكون على أرض الواقع أفعالاً وإنجازات ضخمة، تلبس الإخلاص وتتجمل به، ولا أروع من أن يكافئ المسؤول المبدع على إبداعه الذي نريده أن يكون زاد المستقبل، وتكون أيامنا وليالينا كلها إبداعاً في إبداع، وكم هو جميل أن ترى رجلاً في قامة الأمير مشعل يقف بتواضع مع بناته وأبنائه وإخوانه وأخواته المبدعين، وهو في قمة السرور، ومن حقه أن يفرح بهم، ذلك لأن الإبداع ليس كلمة فقط، بل هو تعب وجهود وطموح يفترض أن يجد كل مَن يُبدع مَن يقول له شكراً أنتَ أبدَعت ونحنُ معك، ليستمر في إبداعه ويجتهد أكثر وأكثر ليكون الرابح الأول الوطن، الذي هو حبنا وحياتنا وجنتنا ووجودنا الذي نرفض أن يمس أبداً، والموت دونه حياة..!!!
* (خاتمة الهمزة).. كان الحفل مضيئاً وجميلاً وأنيقاً، وكما قال سمو الأمير مشعل في كلمته: «نحن في منطقة مكة المكرمة لدينا أستاذ الإبداع، وهو صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل..»، أقولها قبل أن أختم مقالي نعم وبقوة.. هو دايم السيف البهي الذي يليق بالذكر والشكر.. وهي خاتمتي ودمتم.