هكذا يجعلون الطبيب السعودي عاطلا!!

من يقول أنّه ليس لدينا مسلسل مثل المسلسل التلفزيوني الأمريكي (مهمّة مستحيلة) أو (Mission impossible
) فهو مخطئ بنسبة 105 في المئة!.
نحن لدينا مسلسل اسمه (معادلة مستحيلة) أو (Equivalence impossible
)، ويختلف عن المسلسل التلفزيوني بأنّ المعادلة أصعب تحقيقًا من المهمّة، التي رغم وصفها بالمستحيلة لكنّها تُنجز دائمًا على يد البطل الخارق والبطلة الجميلة في نهاية المسلسل، بينما المعادلة تظلّ لشهور غير مُنجزة فتصبح هي المُستحِقّة لوصف (المستحيلة) لا المهمّة!.
لكن ما هي هذه المعادلة؟ (كويّس) إنّكم سألتموني، إنّها معادلة شهادة مبتعث الطبّ السعودي بعد تخرّجه في الجامعات الأجنبية في بلاد «برّة»، وهي ضرورة لا بُدّ منها كي يختبر الطبيب قدراته ويتمكّن من الحصول على وظيفة في بلده!.
والجهة المسؤولة عن المعادلة هي اللجنة الطبية في هيئة التخصّصات الصحية، التي بعث لي بعض المبتعثين الخرّيجين يشتكون من تأخّرها وبطئها في إجراء المعادلات، وتظلّ الشهادات حبيسة أدراجها لأيام وأسابيع وشهور، وتكثر إجازات أعضائها بمناسبة وبدون مناسبة، والمُحصّلة غير السعيدة هي وجود أطبّاء سعوديين جاهزين ومُتلهّفين للعمل بسرعة خدمةً لبلدهم، الذي أنفق عليهم الملايين لهذا الغرض، لكنّ اللجنة الموقّرة لها رأي آخر، وهي تغطُّ في سُبات عميق، وبيات صيفي وشتوي طويل، وتؤخّر المعادلات، والهيئة صامتة صمتًا مُريبًا، وهكذا تأخير سيجعل الطبيب السعودي عاطلًا ممُتطيًا لقطار البطالة، فضلًا عن تضرّره بتجاهل المنشآت الصحية له وتوظيفها لغيره من الوافدين، إذ لا تستطيع تأجيل مصالحها، فهل هذا يُرْضِي وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة؟ الذي يُعرف عنه تشجيعه للطبيب المواطن، وتسخير الفرص الوظيفية له!.
هلّا تدخّلت أيها الوزير، وجعلْتَ المعادلة جسرًا لتوظيف الطبيب السعودي، بعد أن جعلوها في طريقه عقبةً كأْداءْ، شاهقة الارتفاع، وصعبة الاقتحام!