تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي خلال الأيام القلائل الماضية صوراً لمجموعة من عضوات مجلس الشورى اللاتي قمن بزيارة لمنطقة الحدود الشمالية وهن يجلسن في الصف الأول وخلفهن رجال، الأمر الذي استشاط منه البعض وصوَّره جريمة نكراء في حق الرجل الذي له الصدر مهما علا أو نزل شأنه، بينما المرأة في المؤخرة مهما كان موقعها الوظيفي الذي تشغله وبغض النظر عن مؤهلاتها التي تحملها !!، وخلطوا من خلاله بين ضوابط الشريعة وما تُمليه البروتوكولات الرسمية التي تُعد ذات أهمية قصوى في مثل هذه اللقاءات العملية التي تتسامى عن النظرة الضيِّقة للمرأة وتجعلها فاعلة في مُحيطها الاجتماعي باعتبارها نصف المُجتمع. لقد عكس هذا التعاطي نمط وعي غير موضوعي يُرسخ النظرة الدونية تجاه المرأة ويُعلي من قيمة الرجل بعيداً كل البعد عن أي اعتبارات أخرى ؛ مما يعني أن استيعاب التغيُّرات الحادثة في مُحيطنا والتي عززت من مكانة المرأة من قمة الهرم السياسي عن طريق تمكينها من المُشاركة في عملية صُنع القرار وتكليفها بمناصب قيادية على مستوى عالٍ من الأهمية لم تراوح مهدها عند البعض الذين ارتهنوا إما لعجز في مقارعتها علمياً أو عملياً أو لإسقاطات سلبية اختزلت دورها في أمور استطاعت أن تنجح فيها بالإضافة إلى تحقيق ذاتها في مجال عملها. المُضحك في الموضوع أن الصور المتناقلة والتي أحدثت هذه الزوبعة ليست الحقيقية بل كانت صوراً بعدية ،جلست العضوات في الصف الأول ينتظرن الحافلة لنقلهن لمقر إقامتهن بعد انتهاء مراسم الاحتفال ومُغادرة أمير المنطقة وكبار المسئولين الذين كانوا يشغلون تلك المواقع، ولكن رُبَّ ضارة نافعة فقد أظهرت ردود الأفعال أن ثمة خللاً في التفاعل مع الأحداث وعدم التثبُّت من صحتها مما انعكس سلباً على التفاعل معها وجعلها الشُغل الشاغل لنسبة ليست بسيطة من المُجتمع ، في تغييب مُخِّل للأولويات التي كان من الواجب طرحها ومناقشة العضوات والأعضاء فيها لعل من أبرزها هدف الزيارة وماهي نتائجها وما التوصيات التي سترفع للجهات ذات العلاقة بهذا الخصوص؟