«يجب على المجتمع الدولي والدول العربية تقديم الدعم إلى الدول والشعوب التي تتعرض إلى الهجمة الطائفية الإيرانية، وتبني قرارات فعالة لتجريم الميليشيات عابرة الحدود بنحو عام بصفتها إحدى أدوات الإرهاب التي تهدد الأمن والسلم الدوليين». هكذا طالب صباح العجيلي، القيادي العسكري السابق في الجيش العراقي، في كتابه «الميليشيات الإيرانية عابرة الحدود.. التهديدات والمخاطر»، واصفا الميليشيات في المنطقة العربية، في الوقت الراهن، بأنها أضحت تنظيمات وعناصر مسلحة، وواجهات سياسية ودينية ومصادر تمويل، وبالتالي أجندات وأهداف، كما أصبحت مشكلة تزداد صعوبتها كلما استمر بقاؤها، وتتركز خطورتها لقيامها بدور حيوي ومؤثر في الصراعات السياسية، التي تلجأ إليها أطراف الصراع لتحقيق أهداف وأجندات عبر استخدام القوة والتهديد بها. وأوصى بدعم الشعوب في مواجهة الأنظمة والحكومات التابعة لإيران، والتي توفر الغطاء والحماية والتمويل للنشاطات الميليشياوية في المنطقة، والمتابعة الدقيقة لمصادر تمويل الميليشيات والعمل على تجفيف منابع الإرهاب، ومراقبة الشركات والواجهات التي تختفي خلفها، بغية تحجيم عملها وتحركاتها، واعتبر المؤلف أن الميليشيات العابرة للحدود أصبحت في الوقت الراهن، أحد اللاعبين الرئيسين وأطراف الحرب بالوكالة أو النيابة، والتي تنشأ عندما تستخدم القوى المتحاربة أطرافا أخرى للقتال بدلا عنها بنحو مباشر. وشدد على أن ممارسات الميليشيات الموالية لإيران وانتهاكاتها في العراقوسوريا ولبنان، ليست مجرد عمليات عشوائية يمكن أن تقوم بها عناصرها المسلحة بنحو فوضوي في زمن ما ومكان معين، وإنّما هي من أنماط استخدام القوة في الصراع السياسي المعاصر وفي المستقبل القريب. وسلط الكتاب الضوء على الميليشيات الطائفية التابعة لإيران والعابرة للحدود كخلفية وأهداف وممارسات، ودراستها منهجيا وأكاديميا للوقوف عند مخاطرها وتهديداتها، التي تستهدف الأمن والسلم الأهلي بالمنطقة العربية لصالح أهداف وتمدد المشروع السياسي والقومي الإيراني، الساعي إلى فرض هيمنته على المنطقة وشعوبها. ويقسم العجيلي كتابه إلى خمسة فصول متوازنة، يتضمن الأول دراسة الأطر المفاهيمية وماهية الميليشيات، فيما يستعرض الثاني المشروع الإيراني الراعي للميليشيات بصفتها إحدى أدواته التي تنفذ أجندته ومشروعه القومي، وأبرز تنظيماته العابرة للحدود: الحرس الثوري، البسيج، جيش التحرير الشيعي. ويتطرق الفصل الثالث إلى الميليشيات الطائفية العراقية الموالية لنظام ولاية الفقيه، الركن المهم والأساسي في المشروع الإيراني العابر للحدود، ويعالج الفصل الرابع موضوع قتال ميليشيات إيران بالوكالة أو النيابة عبر الأوطان، متخذا من مشاركة الميليشيات بالقتال في سوريا أنموذجا، في حين ناقش الفصل الخامس مخاطر ميليشيات إيران العابرة للحدود وتهديداتها للأمن القومي العربي والإستراتيجية العربية والدولية المقترحة لمواجهتها. أبرز مرتكزات ونتائج الكتاب 1- النظام الإيراني، يعد المحرك الأساسي للميليشيات الطائفية التابعة له والعابرة للحدود، كأداة لتنفيذ إستراتيجية تصدير الثورة إلى الخارج والتي هي في حقيقتها، تصدير للإرهاب والفوضى. 2- إيران تسعى إلى فرض الهيمنة على المنطقة العربية والإسلامية، تحت غطاء الدين والمذهب، وخداع الشعوب وتضليلها باسم المقاومة والممانعة والحرص على القضية الفلسطينية. 3- الأدبيات السياسية والدراسات الأمنية تتفق على أن الميليشيات جماعات مسلحة تنفذ أجندة معينة قد تكون سياسية أو عرقية عنصرية أو دينية مذهبية ذات بعد طائفي. 4- مصطلح الميليشيات أصبح شائعًا في المرحلة الراهنة، والأكثر تداولا في العالم والمنطقة العربية بنحو خاص، بسبب الظروف السائدة والصراعات التي تشهدها. 5 - الميليشيات الطائفية العابرة للحدود والتابعة للنظام الإيراني، باتت تشكل تهديدًا جديًا وخطرًا على الأمن القومي العربي وورقة ضغط سياسي قوية بيد النظام الإيراني في المرحلة الراهنة.