القرآن كلام العزيز المنان، صاحب الرحمة والغفران، فحروفه ومعانيه تكلم بها ربنا وألقاه على رسولنا صلى الله عليه وسلم بواسطة جبريل عليه السلام، فهو كلام الله وحبله المتين، وصراطه القويم، من اعتصم به نجا ومن أعرض عنه هلك وغوى، قال تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى}. وكما قال ربنا جل جلاله آمراً عباده بالتدبر فقال عز من قائل: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} فهو مبارك في ثوابه فلن يقرأ المسلم حرفاً إلا بحسنة والحسنة بعشر أمثالها. وللقرآن في رمضان مزية حيث إنه أنزل فيه كما قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ}. وعن عبدالله بن عمرو رضي عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة يقول الصيام أي رب منعته الطعام والشراب فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه، قال فيشفعان). ومن تأمل سير السلف الصالح وجد أنهم يحرصون على الإكثار من تلاوة القرآن في رمضان، فحيث كان الشافعي رحمه الله يختم القرآن ستين مرة في الشهر فحري بالمسلم الإكثار من تلاوة القرآن في هذا الشهر المبارك بتدبر وحضور قلب حتى ينتفع بتلاوته.. نسأل الله أن يوفقنا لاغتنام أوقات الطاعات إنه سميع مجيب. عبدالرحمن بن عبيد السدر مدير إدارة التوعية والتوجيه بهيئة عرجاء
