تأملوا في قول الله تعالى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) أمر الله - عز وجل - في أول آية نزلت من القرآن قوله: (اقْرَأْ)، مع العلم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يكن متعوداً على القراءة، بل لم يكن يعرف القراءة أصلاً، ولهذا قال: (ما أنا بقارئ). وما نافية؛ أي إنني لا أعرف القراءة، فكان المانع فقط أنه لا يعرف القراءة، فعندما نسمع كثيراً من الناس يقول ماذا أفعل، عندي مشكلة في عدم القراءة؟ فكيف أعالج هذه المشكلة؟ فنقول: بداية لا نضخم كل أمر حتى يصعب علينا علاجه، وأن مسألة عدم القراءة ليست بمعضلة تحتاج إلى عقد الاجتماعات الكثيرة، وتكرار الأسئلة دائماً وتصنيف الكتب وطرح البحوث من أجل أن نقبل على القراءة، ونحن نعرف الحروف والكلمات، بل الأمر أبسط من ذلك؛ لأن عدم القراءة ليست مشكلة لمن يعرف القراءة ويعرف الحروف، ولكن المسألة هي الرغبة في القراءة أو عدم الرغبة والرغبة الحقيقية ليست مجرد أمر عارض.. فإذا كنت ترغب أو تريد القراءة فأقبل على الكتاب واقرأ.. ولا تحتاج إلى كبير عناء، وإنما فقط تفتح الكتاب وتقرأ ولا تحتاج في كثير من الأحيان إلى شراء الكتب، بل توجد المكاتب العامة في غالب المدن وفي بعض المدن الكبرى تجعل دور بيع الكتب مكاناً لمن رغب أن يقرأ من كتبها، ولا يعترضون على ذلك، بل يسهلون له المهمة.. لكن نحتاج فقط أن نقرأ ولا حاجة أن نقرأ في كتب بلغات لا نعرفها، بل يكفي أن نقرأ في كتب بلغات نعرفها، ولا نحتاج أن نقرأ في موضوعات لا نفهمها، بل يكفي أن نقرأ في موضوعات نفهمها مع العلم أن قدرة العقل كبيرة، ويمكن أن يفهم أموراً كثيرة، والذي لا تفهمه سل عنه المهم من ذلك.. أن نقرأ فحقيقة لا توجد معضلة في عدم القراءة، وإنما المسألة فقط تحتاج إلى تعود وصبر، ثم نرى النتائج العجيبة في حب القراءة، وفي استغلال الوقت في القراءة، ولكن مع ذلك علينا أن ننتبه فنختار النافع من الكتب في أمور الدين والدنيا والله الموفق.