ممارسة التمرينات الرياضية تبقي الجسم والعقل في أوج نضجه وتطوره حسبما ذكرت مراجعة للدراسات المنشورة حول هذا الموضوع. وخلصت المراجعة إلى أن البيانات تفترض أن الاثنين معا وهما التمرينات الرياضية والنشاط البدني ربما يبطئان من التراجع في الوظائف الإدراكية المرتبطة بالتقدم في العمر. وعلاوة على ذلك فإن تدريبات اللياقة قد تحسن بعض العمليات الذهنية بشكل ربما يفوق النشاط المعتدل. وقال الدكتور ارثر اف. كرامر لرويترز (على الرغم من انه لدينا الكثير الذي يجب علينا تعلمه بشأن العلاقة بين النشاط البدني والإدراك إلا أن ما نعرفه حالياً يفترض أن النشاط البدني يساعد في بقائنا في حالة لياقة صحية وعقلية). وقدم كرامر وهو من معهد بيكمان في جامعة ايلينوي في اوربانا فريق العمل المصاحب له الأسبوع الحالي خلال الاجتماع السنوي لرابطة الطب النفسي الأمريكي. ومن المقرر نشر البحث في العدد القادم من دورية علم وظائف الأعضاء التطبيقي. في محاولة لفك الاشتباك بين (الآراء المتباينة) حول تأثير التمرينات الرياضية على الوظائف الإدراكية أجرى كرامر وزملاؤه مراجعة (حديثة) للكتابات العلمية حول هذا الموضوع. ووجد الباحثون أن العديد من الدراسات تشير إلى (أهمية وأحيانا جوهرية) العلاقة بين النشاط البدني وما يستتبعها من الوظيفة الإدراكية وحالات الإصابة بتدهور الإدراك. وهناك أدلة على أن هذه العلاقة يمكن أن تمتد لعدة عقود. في إحدى الدراسات علي سبيل المثال جاء أن المشاركة مرتين أسبوعيا في النشاط البدني الذي يمارس في أوقات الفراغ في منتصف العمر يصاحبه انخفاض مخاطر الإصابة بتدهور الإدراك مع تقدم السن. وأشار كرامر وزملاؤه إلى انه وعلى الرغم من (الطبيعة المرتبطة بالملاحظة) التي تتسم بها غالبية تلك الدراسات بشأن التدريبات والمخ فإن علاقة (السببية) لا يمكن إيجادها. واضافوا (لحسن الحظ فإن هناك أعدادا متزايدة من الدراسات بشأن التدخل العشوائي التي بحثت في العلاقة بين تدريبات اللياقة والإدراك والإصابة بتدهور الإدراك). وبعض هذه الدراسات أظهرت تحسنا ملحوظا في الأداء العقلي وتأخر تدهور الإدراك من خلال تدريبات اللياقة رغم عدم إظهار البعض الآخر ذلك. وافترضت البيانات التي تم جمعها من 18 دراسة وجود تأثير إيجابي (معتدل) لتدريبات اللياقة خصوصا على وظائف (التحكم التنفيذي) مثل التخطيط والجدولة وعمل الذاكرة وتعدد المهام والكثير من العمليات التي غالبا ما تسجل تراجعا كبيرا مع التقدم في العمر. وكتب الفريق البحثي أن التدريبات ليست مفيدة للأصحاء فحسب ولكنها تبدو كذلك بالنسبة للذين يظهرون بوادر على الإصابة بتدهور في الإدراك وما يتصل به من الضعف الذهني. واضافوا أن الكتابات الخاصة بالأبحاث الطبية تحتوي أيضاً على أدلة تشير إلى أن (التدخلات الخاصة بالتمرينات الرياضية حتى ولو كانت قصيرة نسبيا يمكن أن تبدأ في استعادة بعض الخسائر في حجم المخ المصاحب للشيخوخة).