جامعة محمد بن فهد تستذكر مؤسسها في احتفالية تخريج أبنائها وبناتها    فرنسا تصعد لنهائيات كأس العالم 2026 برباعية في أوكرانيا    مصرع طيار تركي إثر تحطم طائرة إطفاء في كرواتيا بعد انقطاع الاتصال بها    "أوتشا": استمرار الضربات العسكرية الإسرائيلية بالقرب من أو شرق الخط الأصفر    تراجع أسعار الذهب من أعلى مستوى لها في أكثر من ثلاثة أسابيع    موسم الدرعية 25/26 يستعد لإطلاق مهرجان الدرعية للرواية الأحد المقبل    %48 من القوى العاملة في المنشآت العائلية    أفضل خمس خدمات بث فيديو    الفن يُعالج... معارض تشكيلية في المستشفيات تعيد للمرضى الأمل    مؤشرات التضخم تحدد مزاج المستثمرين في الأسواق السعودية    «الأرصاد» في إنذار أحمر : أمطار غزيرة على جدة اليوم الجمعة    اللاعب السعودي خارج الصورة    الفيفا يختار هدف عمرو ناصر في الأهلي المصري ضمن القائمة المختصرة لجائزة بوشكاش    الأخضر السعودي يختتم استعداده لمواجهة ساحل العاج    إعلان أسماء المستحقين للأراضي البعلية الموسمية في الحدود الشمالية    شبكة عنكبوتية عملاقة    الرياضة السعودية ما بعد النفط.. الاستثمار في العقول لا العقود    غدٌ مُشرق    رحلة الحج عبر قرن    عدسة نانوية لاكتشاف الأورام    إنجاز طبي جديد بنجاح عملية فصل التوأم الملتصق الجامايكي    انطلاق "موسم شتاء درب زبيدة 2025" في محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية    المدير الرياضي في الأهلي: غياب توني لأسباب فنية    القبض على (3) يمنيين لتهريبهم (60) كجم "قات" في عسير    وزير "البيئة" يلتقي قطاع الأعمال والمستثمرين بغرفة الشرقية    وزير الحج والعمرة: الرعاية الكريمة لمؤتمر ومعرض الحج كان لها الأثر الكبير في نجاح أعماله وتحقيق أهدافه    هطول أمطار رعدية على معظم مناطق المملكة من يوم غدٍ الجمعة حتى الاثنين المقبل    مفتي عام المملكة يستقبل وزير العدل    خبراء: السجائر الإلكترونية تقوض حقوق الأطفال الإنسانية    توازن كيميائي يقود إلى الرفاه الإنساني    غرفة القصيم توقع تفاهمًا مع الحياة الفطرية    منسوبو وطلاب مدارس تعليم جازان يؤدّون صلاة الاستسقاء    "محافظ محايل" يؤدي صلاة الاستسقاء مع جموع المصلين    محافظ صبيا يؤدي صلاة الاستسقاء تأسياً بسنة النبي واستجابة لتوجيه خادم الحرمين الشريفين    شراكة مجتمعية بين ابتدائية قبيبان وجمعية «زهرة» للتوعية بسرطان الثدي    أول اجتماع لمكتب المتقاعدين بقوز الجعافرة    مصرية حامل ب9 أجنة    الثقوب الزرقاء ورأس حاطبة.. محميتان بحريّتان تجسّدان وعي المملكة البيئي وريادتها العالمية    محافظ محايل يزور مستشفى المداواة ويطّلع على مشاريع التطوير والتوسعة الجديدة    ورشة استراتيجية مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة 2026–2030    الشلهوب: الرسائل المؤثرة.. لغة وزارة الداخلية التي تصل إلى وجدان العالم    محافظ القطيف يرعى انطلاق فعالية «منتجون» للأسر المنتجة    ذاكرة الحرمين    في أولى ودياته استعداداً لكأس العرب.. الأخضر السعودي يلتقي ساحل العاج في جدة    ترمب يواجه ردة فعل مشابهة لبايدن    تعزز مكانة السعودية في الإبداع والابتكار.. إطلاق أكاديمية آفاق للفنون والثقافة    «مغن ذكي» يتصدر مبيعات موسيقى الكانتري    160 ألف زائر للمعرض.. الربيعة: تعاقدات لمليون حاج قبل ستة أشهر من الموسم    القيادة تعزي رئيس تركيا في ضحايا تحطم طائرة عسكرية    وفد رفيع المستوى يزور نيودلهي.. السعودية والهند تعززان الشراكة الاستثمارية    آل الشيخ ورئيسا «النواب» و«الشورى» يبحثون التعاون.. ولي عهد البحرين يستقبل رئيس مجلس الشورى    وسط مجاعة وألغام على الطرق.. مأساة إنسانية على طريق الفارين من الفاشر    يجتاز اختبار القيادة النظري بعد 75 محاولة    شهدت تفاعلاً واسعاً منذ إطلاقها.. البلديات: 13 ألف مسجل في مبادرة «الراصد المعتمد»    النويحل يحتفل بزواج عمر    طهران تؤكد جديتها في المفاوضات النووية.. إيران بين أزمتي الجفاف والعقوبات    استعرض مع ولي عهد الكويت التعاون.. وزير الداخلية: مواجهة الجريمة والإرهاب بمنظومة أمنية خليجية متكاملة    تصفيات مونديال 2026.. فرنسا وإسبانيا والبرتغال لحسم التأهل.. ومهمة صعبة لإيطاليا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أمسية طلال السعيد في حائل مسك الختام لمهرجان الشعر الخليجي الثاني
في ليلة أعادته ثلاثين عاماً للوراء وأدهشت جمهوره
نشر في الجزيرة يوم 30 - 07 - 2006

عندما تغني البلابل .. ويضحك المساء .. وتتحول عروس الشمال.. إلى سحابة دهشة .. ووطن إبداع ..فتأكد أن المبدع طلال السعيد الشاعر الكويتي الكبير هنا !!
فقد أبدع (المطر) طلال السعيد .. وأعاد عقارب الساعة ثلاثين عاماً إلى الوراء ..فكان فارس الأمسية في أوج شبابه .. وكلماته في أوج عنفوانها .. ومعانيه تصيب (التايه) .. وتسحر الألباب .. فكان ختامها مسكاً وسعيداً لمهرجان الشعر الخليجي الثاني في عروس الشمال حائل الذي بدأ قوياً واستمر قوياً واختتم بأمسية الموسم !!
فلم تكن حائل ..في ليلة اعتيادية .. لقد كان المساء استثنائياً .. ورسم السعيد في قلوب معجبيه .. وأهل وزوار حائل أروع حروف الصدق والحب ..وأنبل المشاعر .. فانتصر الشعر .. وتنفست حائل ..عبق القصيد .. الذي لايمكن أن يكون إلا بريشة فنان ..وليس فقط شاعراً ..بحجم وإبداع طلال السعيد!!
هنا المغواة ..أصبحت كعروس فاتنة .. وهنا الأمسية .. تتلهف لفارسها .. الذي امتطى صهوة الكلمة .. محملاً بما لذ وطاب .. من معاني الإبداع .. وقادماً من بعيد .. من دانة الخليج .. الكويت الشقيقة .. ليعلن بوضوح وفي بداية الأمسية وبجرأة ودون التفكير بالحسابات الأخرى حيث كان جميع من في الصالة صامتاً ولاتسمع حتى للريح صوتاً وكأنه حبس الأنفاس.. تضامناً مع الجمهور اصغاءً..( لملك الكلمة).. وواحد من جيل عمالقة الشعر الشعبي في الخليج الذي أعلنها بوضوح وقال بثقة وفخر موجهاً كلامه للحائليين والحائليين فقط :
تصريح ناري ومثير !!
لقد رفضت كل الأمسيات هذا الصيف رغم إنني تلقيت دعوات رسمية من كل المهرجانات الشعرية سواءً في مناطق المملكة أو في الخليج وكلها رفضتها أما دعوتكم أيها الحائليون فلن ولايمكن أن أرفضها لأن لحائل وأهل حائل مكانة في القلب.. كبيرة وخاصة.. ولأن الشعر هنا.. والكرم هنا ..والتنظيم الاحترافي هنا .. تعانقت قامتان في أمسية.. شموخ الجمهور الحائلي وأصالته ..وشموخ قامة المبدع طلال السعيد بأصالته وإبداعه ووفائه!!
وقال السعيد وهو واقف على منصة الشعر ولوقفته معانٍ فهو يقف دوماً وقفة الإعجاب والاحترام لجمهوره قال لقد اعتزلت أو اعلنت عزوفي عن الأمسيات ولهذه عدة أسباب منها أنها ماعادت تناسبني خصوصاً وأنها أحياناً تجمعك بشعراء ليس لهم من الشعر إلا الاسم وهذا يضايقني ثم استرسل قائلاً: أما أمسية حائل ماقدرت اعتذر عنها وصحيح قطعت إجازتي ورجعت لأن هذه المنطقة لا ترد دعوتها ثم قال لو واحد منكم عزمني على عرس في حائل لما تأخرت إطلاقاً ثم فاجأ الجمهور بأنه كتب في حائل عشرات القصائد وكان ينوي أن يقدمها كتحية لحائل إلا أن حبه وعشقه لحائل جعلت يديه تمزقها كلها بسبب أنه في كل مرة يعيد قراءة القصيدة التي كتبها يجدها أقل مما يطمح إليه وأقل من مكانة حائل في قلبه وفي هذه الأثناء أصاب الجمهور الوجوم بعد عدة هتافات وتصفيق ساخن مقاطعاً السعيد أكثر من مرة فشعر طلال السعيد أن الجمهور كأنه صدم وكأنه متلهف لقصيدة في حائل وماهي إلا برهة بين صمت ونظرات الجمهور الوفي إلا وعلا صوت السعيد وكأنه يغني في هياج روحي أخاذ وقال قصيدته في حائل والتي كاد أن يخفيها من أجل ماهو أجمل في نظره فكانت هذه الدرة في حائل وفيها يقول:
ماهي حايل لو أن الاسم حايل
أنا عندي براهين ودلايل
بلادن تنجب رجالٍ نشاما
وتنجب شيوخ فرسان القبايل
وتنجب كل رجال مسمّا
حصانن عانق الحصن الاصايل
هوى وجبال ونفوس عزيزة
بلادن تجمع عيال الحمايل
غريب الدار لاجاها رغبها
يفوت العمر مادور بدايل
تحت ظل السعود إخوان نوره
ماهي حايل لو أن الاسم حايل
لترتفع هتافات الجمهور وتتحول الصالة كلها إلى شعلة من التصفيق ويقف طلال السعيد مزهواً بثقة مواصلا ً إبداعه في حائل ويقول:
وحايل طيبها من طيب اهلها
هل الطولات ماضين الفعايل
عزيزين الجوار اهل الحميا
لهم عادات في كسب النفايل
هل الشيمات والعادات دايم
جوابن يقتنع به كل سايل
اهل قولت هلا من قلب صافي
هلا تجلي عن الكبد الغلايل
هل الترحيب ورجال الشكاله
هل الفزعات وافين الخصايل
بلد طاعة بلد طيبة وهيبه
ماهي حايل لو ان الاسم حايل
ليقاطع الجمهور فارس الأمسية بالتصفيق ويقف الجميع مع الرائع طلال السعيد وكأنه أصبح يعزف على القلوب ليكمل قائلاً:
وحايل لو تحدث عن كرمها
قضى عنك الحكي ماطلت طايل
كفاية حاتم الطائي ولدها
بحاتم تضرب الناس المثايل
سجايا حاتمية حايلية
شمايل ماتماثلها شمايل
عناوين الشهامة والكرام
مواريث من رجال أوايل
الى شح الزمان وشان وجهه
لاهل قولت هلا شد الرحايل
ماكل اسم يبي يطابق مسمى
ولاهي حايل لو ان الاسم حايل
فوصل الانسجام إلى ذروته بين فارس الأمسية وجمهورها وبات طلال السعيد أكثر إبداعاً وامتاعاً خصوصاً وهو يختم قصيدته في حائل بقوله :
عروس بالشمال ارض المحبه
لها ودٍ بوسط القلب هايل
عليها سابقتني ذكرياتي
طفوله حالمه وعقال مايل
سلام الله على حيّ الزباره
وعلى ذيك المرابع والمسايل
الى هب الهوى من صوب ربعي
ذكرت اللي يعشقون الجمايل
وذكرت مبرهجن ماصك بابه
بوقته والعرب مامن صمايل
واكيد اللي مسميها ظلمها
ماهي حايل لو ان الاسم حايل
أبواب وقلوب مشرعة !!
فكانت بداية البدايات المثيرة والمدهشة مفتاحاً لقلوب أبوابها مغلقة فكيف بأبواب قلوب الحائليين والتي انفتحت للغرباء قبل الأحباب ولطلال السعيد قبل أن تلتقيه فكيف وهو يزهو بها شعراً.
أمسك فارس الأمسية بخيوط التمكن ولا عجب أن صاح بأعلى صوته (يالنشامى وين الماء) وهو تفسير لخروجه من حالة قلق البداية للشعراء الكبار وتأكيده أنه أصبح واحداً من أهل المكان فاستأذن الجمهور بإلقاء قصيدة قال إنها ربما (تضيّق خلقكم) ولكنها حديث الساعة وأحد همومنا الحالية ويعني مايحصل في لبنان الشقيق وقصيدة ملؤها الاحساس والحزن والتأثر ولم يقطعه فيها إلا إصرار أحد العمالة الوافدين على تقديم الماء والمشروبات لفارس الأمسية وهو في قمة تأثره فقطع قصيدته فجأة وصاح به قائلاً : أنتو وين والقصيد وين فتعالت ضحكات وهتاف وتصفيق الجمهور ثم علق قائلاً والله لو المسألة قصيدة غزلية كان ممكن لكن قصيدة وفي لبنان وبهذه الحماسة والمشاعر وفجأة يفسدها الكرم فلا واعذروني !!
ومنها قوله :
حسافة تحترق لبنان بين القصف والغارات
تجي غارة ورى غارة تزف الموت لاطفاله
وبعد أن تحولت الصالة إلى كتلة من التعاطف والمشاعر العربية والإسلامية مع أشقائنا اللبنانيين تحول المبدع طلال السعيد 180 درجة وباتجاه الغزل وقال الحين نبي نتغزل ثم مازح العامل الوافد وقال الحين كان عندك ماء أو أي شيء هاته في إشارة إلى أن قصائد الغزل من الممكن أن تقاطع ولكن قصائد الوطن وقصائد مصائب الأمة العربية والإسلامية لاتقاطع !
ليعود طلال السعيد للغزل ويقول
ابتعرف يالحبيبة قصتي قصة غريبة
وينهمر المطر عذباً ليسقي ظمأ العشاق في ليلة حائلية فريدة وتصل الإثارة الى أعلى مستواها وأبو بندر ينزف إبداعاً وقصيدة (حنا بدو) والتي تفاعل معه الجمهور فيها كثيراً فقال السعيد :
إثارة وجمهور يتفاعل!!
وقالت بدو
وصدت وقالتها بقرف
بنت الأكابر والترف
متكبره .. متعاليه
يعني بدوي يقعد طرف !!
قالت بدو
والمعنى دون المستوى
ماحنا وياها سوى
احنّا بنظرها من نكون ؟
ريشة يطيرها الهوى
مفهومهما حنّا عدد
رقم ولا أكثر بعد
يعني مجرد تكملة
ولا فهي أصل البلد
قال بدو
تعني صفر على الشمال
هذا على أحسن احتمال
تصدر حكم ، ما تلتفت
تحكم ولا تترك مجال
قالت بدو
متصورتني باستحي
وأترك مكاني وانتحي
وتفاجأت ، تغيرت ، تلعثمت
ما تدري أني بافتخر
ولي الفخر !!
فانتشت الصالة كل الصالة ومن فيها بروعة السعيد وكلماته التي خرجت من القلب بالفعل ووصلت لكل القلوب وصورت البدو كما هم بشهامتهم وعطائهم وكبريائهم وتابع قائلاً :
حنّا بدو
حنّا عمى عين العدو
حنّا البداوة وضعنا
وأهل الوفا هم ربعنا
حنّا نتفاخر بأصلنا
يا بنت هذا طبعنا
ماهي بداوة تلفزيون
ولا مسلسل أردني
بس بدوي بالميكرفون
ولا هد سيفه ينثني
ولا بدو بيت السدو
لتتعالى ضحكات الجمهور وتصفيقهم الحاد وطلال السعيد هائماً بأجواء الأمسية وكأنه ولد من جديد وكأنه شعر أنه أمام جمهور استثنائي فقال :
حنا البدو
حنا بداوتنا الأصل
بالقمة حنّا مو أقل
حنّا بداوتنا تراث
من جيل لي جيل انتقل
حنا معاني ساميه
نروي السيوف الضامية
نرد المنايا ما نهاب
لو هي سعاير حاميه
حنّا بدو
حنّا البداوة عيدنا
ما ناكل إلا صيدنا
ما نعيش عالة مجتمع
نموت .. ما نمد أيدنا
فسمت أرواح الجميع عالياً وجاوبت طلال السعيد موافقة ومنسجمة ولسان حالها يقوم سلمت لنا أبا بندر أيها المبدع ثم قال:
حنّا البدو
حنّا البداوة بدمنّا
ما نسمي أحدٍ عمنّا
حتى ولو منهو يكون
لو هو زعل ما همنّا
حنّا بدو
حنّا البداوة عمرنا
ماحد بيصبر صبرنا
لأنها مصنع للرجال
نمشي وتمشي بأمرنا
حنّا البدو
حنّا البداوة أصلنا
حنّا البداوة فصلنا
حنّا بدو متماسكين
وهذي نتيجة وصلنا
يا بنت ياللي تضحكين
قلتي : ابدوي تستهزئين؟
غرج لباسج الأجنبي
والمشكلة ما تعرفين
أن البدو أصل العرب
تبغين هالكلمة طرب
صارت نشب
يا آنسة
يا عانسة
يا ضايعة ومستانسة
يا تارسة وجهج صبغ
يا تارسة عينج شدو
حنّا البدو
ولو كان قلتيها بقرف
لنا الشرف
أنّا بدو
حنّا بدو
حنّا بداوتنا شيم
دين وقيّم
معنى كبير
ما أظن مثلك يعرفه
لو تدعين المعرفه
شي عسير
ما أظن مثلك ياصله
صعبه ولاهي حاصله
كلمة بدو !!
تعني التمسك بالجذور
ماهو التخلف والجهل
ولا بعد حب الظهور
ولا التنكر للأهل
كلمة بدو
تعني الشمم
فعل وكرم
مبدأ حضارات الأمم
حنّا القمم
نارٍ على راس العلم
يشهد لنا سيف وقلم
وإن كان ما عندك خبر
لنا الفخر
حميمية نادرة !!
فتوالى الانسجام وازدادت الحميمية بين فارس الأمسية وجمهورها وكأن علاقة شاعر ومعجبيه تحولت إلى علاقة روح وجسد وأكثر فقال متابعاً بحماس وإبداع :
لو عشنا ببيوتٍ شعر ..
عيشة ألم ..
عيشة فقر ..
عيشة تعلمنا الصبر
ما نقترض لجل السفر
ونحسّب أيام السفر
ما نفترض
ونعيش واقعنا بحذر
وبالضيق نرخص بالعمر
نشرب من الماي الهماج
ونكحل نواظرنا بعجاج
وغسيلنا حفنة رمل
هي الدوا
واهي العلاج
عيشة رضا
ماهي نكد !!
ما فيها تعقيد أبد
ساعات ما نلقى ذرا
يكفي نتلحف بالنجوم
وفراشنا رمل الثرى
وسراجنا نور القمر
لا من ظهر
وننام من عقب العشا
ونصحى قبل وقت الفجر
نؤمن بقضانا والقدر
ماهو كسل
ولا نعيش بلا أمل
نملك طموح
علم وأمل
ونرعى الإبل
ونرعى الغنم
ونعزف من الونه نغم
ونتابع أخبار المطر
وندوّر الروض الخَضَر
ونسري ورا
برقٍ سرى
ولا نتراجع للورى
ونبحث عن المرعى العشيب
ومن شعيب إلى شعيب
ما نستقر
عنواننا كل الديار
تجوالنا ليل ونهار
نعيش عيشه هاديه
وهذي حياة الباديه
سنة الربيع ، سنة دهر
ورغم الفقر
نخاف من قولة أفا
ونتعب على قولة نِعِم
ونعيش عاليين الهمم
من فضل ربي ما نخون
نرعى الذمم
ونركض ونتعب ما نمل
ماحنا مثلك لا شغل ولا عمل
ما غير بس أكلٍ ونوم
ومن الشحم ضاقت عباتج والهدوم
يا أسمن أنواع الحريم
يا عايشه على الريجيم
يا آنسة
يا عانسة
يا ضايعة ومستانسة
يا تارسة وجهك صبغ
يا تارسة عينج شدو
حنّا البدو
ولو كان قلتيها بقرف
لنا الشرف
أنّا بدو
ياللي تقولين ابدوي
أنا ابدوي
ولي الفخر أني ابدوي
عزمي قوي
ما أخون
ما أبوق الخوي
يبدأ نهاري بالصلاة
وأصارع أمواج الحياة
ما ضاقت الدنيا أبد
ولاني من أصحاب الحسد
أرفع ايديني للسما
وأطلب من الله واستخير
ما اقول يمكن ربما
ولا يصير .. أو ما يصير
محافظ على الخمس الفروض
واضح ولا أحب الغموض
ولا أتلون والتوي
لاني ابدوي
متمسك بأصالتي
ولا أغير لهجتي
أنا ابدوي
في فزعتي
وفي قومتي
وبقعدتي
وفي مشيتي
وفجلستي
وفي كلمتي
وبنخوتي
وحتى عقالي ولبستي
ولو قلتي عني فوضوي
ما ضرني
بالحيل يا بنت ابدوي
ويسرني أعرف .. من أنتي ؟
ومن أنا ؟
والفرق واضح بيننا
تدرين وأدري من أكون ؟
ويكفينا نعرف بعضنا
أنتي مثل عمر الزهور
مالك عمر
مالك سنين
شهرين ويجيك الجفاف
وتذبلين
وتصبح ألوانج باهتة
وأنا جذوري ثابته
ماخذ من الصحرا الهدو
وإن كان هذا يسعدج
حطي على راسك يدج
هالمرة لا قلتي بدو
يا تارسه وجهك صبغ
يا آنسة
يا عانسة
يا ضايعة ومستانسة
يا تارسة وجهك صبغ
يا تارسة عينك شدو
حنّا البدو
ولو كان قلتيها بقرف
لنا الشرف
أنّا بدو
فكانت هذه القصيدة من أجمل قصائد الأمسية إمتاعاً وجودة وتفاعلاً منقطع النظير بين طلال السعيد وجمهور الشعر في حائل، فتوالت القصائد الرائعة إلى أن عاد للوراء أيام غزو نظام صدام للكويت وطلب أحدهم من الشاعر طلال السعيد أن يتغزل ويقول قصيدة غزلية آنذاك فكان رده حاسماً وقال:
قالت تغزل!!
قالت تغزل ليش ساكت ومنظام
لا ياخذك صمتك ويطويك ظله
عطني قصيده حب من شعرك العام
قول وتغزل عنك الصمت خله
قلت ايه ماذقتي طعم مر الايام
شعب بدون ارضه يعيش بمذله
شيء جرى ماصار حتى بالاحلام
بالليل امان ونصبح الصبح ذله
جونا بغفله والمخاليق نيام
اهل الحسد والحقد من كل مله
لا تبحثين الي غدى قلبه اقسام
مشرداً يشكي ثمانين عله
وين اتغزل والبلد بيد صدام
وين اتغزل والبلد مستحله
ماهوب وقت اسرار واشعار واحلام.
واقول احبك وانتي الحب كله
تبدلت امالنا كلها آلام
وضاع الطريق الي من اول ندله يابنت انا ماني على خبرك العام
هاتي بلادي واخذي العمر كله
ثم يختتم طلال السعيد روعة الأمسية بإعادة قصيدة حائل من جديد وسط تفاعل كبير من الجمهور والذي كاد يردد مع الشاعر أبياتها معه من فرط إعجابه وانسجامه.
لقطات من الأمسية!!
*كانت الأمسية من أنجح أمسيات الشعر التي أقيمت في عروس الشمال خلال السنوت الماضية تنظيماً وجماهيرية وعطاءً وإبداعاً من فارسها !!
* الكثير من الجماهير والشعراء والكتاب والمبدعين أصروا على الاحتفاء بالشاعر الكويتي الكبير طلال السعيد بعد الأمسية وكان السعيد قريباً وكريماً مع الجميع بصورة أدهشت الكل وضاعفت من شعبيته !!
*جمعت أمسية طلال السعيد في حائل بصورة فريدة وقل أن تحدث جمهور من كل الأعمار كان منهم كبار السن والشباب وحتى الصغار مما يعني تفرد السعيد بكسب عشاق الشعر من كل الأعمار!!
* بندر طلال السعيد كان من أسعد الموجودين بعد نجاح تنظيمه لمهرجان الشعر الخليجي الثاني وتألق التنظيم في الأمسية الختامية امتداداً للنجاح فتلقى التهاني والتبريكات فهنيئاً لحائل وللمنظمين لمهرجان حائل هذا النجاح !
*قام مشاري المشاري صاحب مجموعة الروشن منظم المهرجان بتقديم درعٍ تذكاري للشاعر الكبير طلال السعيد في نهاية الأمسية كما قدم دروعاً تذكارية لفرسان الأمسية الأولى استلمها نيابة عنهم عريف الأمسية آنذاك الشاعر والإعلامي ناصر المجماج .
*قام الشاعر الكويتي قبل الأمسية بجولة على معالم حائل السياحية كما زار عدداً من أهالي منطقة حائل الذين أصروا على استضافة طلال السعيد في بيوتهم وكانت وليمة الزميل الإعلامي إبراهيم الجنيدي مسك ختام ولائم الكرم الحاتمية احتفاءً بالشاعر الكبير !!
تصريح مابعد الأمسية!!
صرح طلال السعيد ل (الجزيرة) قائلاً : إن هذا الجمهور الذي كنت أبحث عنه في كل أمسياتي الماضية!!
وأضاف الشاعر الكويتي الكبير قائلاً: إن أمسية حائل هي من أميز وأجمل الأمسيات التي أقامها وقال إن جمهور الشعر الذي قابلني في حائل بذائقته الشعرية العالية هو الجمهور الذي كنت أبحث عنه في كل أمسياتي الماضية ووجدته في حائل فريداً في استماعه وتفاعله وإنصاته وقال عشت لحظات رائعة لاتنسى وأشكر كل من حضر واحداً واحداً وبالفعل حائل ومهرجاناتها وناسها هي وجهة السياحة الجادة والرزينة والأجواء اللطيفة والمعتدلة ودعا كل من لم يزرها بأن يغتنم فرصة عمره ويزورها عاجلاً ويستمتع بمهرجانها السياحي .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.