انقطع التفكير عندي لحظة مطالعتي لخبر مثول المواطن عبدالعزيز بن شرف الشنبري بين يدي الملك.. والذي عاد للوطن ليتمتع بالأمن والأمان بعد أن أعياه التعب وليذهب عنه الرجس للفترة التي رافق فيها تلميذ الشيطان ومندوب مبيعات الأوهام، ذلك الغبي الذي لم يشف بعد من عُقده النفسية ونزواته الجنونية.نعم لقد حصحص الحق وبان الوضوح بالصورة.. والشجاع وحده الذي يتراجع عن الخطأ، والعاقل هو الذي يستقبل المسارات ليختار الأصلح والأنقى بعد تلك الكبوة.. وكان نِعم الاختيار إذ اختار الوطن العظيم ليرفل بالاستظلال تحت شجرته الوارفة ليهنأ بالعيش وسط أهله الكرام في هذا البلد الأمين المملكة العربية السعودية. كنت لحظتها أتابع المسلسل الفضائي غير الممتع في حلقته ال 26 (محاكمة طاغية) وضحكت لأني بداخلي أردت المقارنة بين الحكم عندنا وبين الحكم لدى المدعو صدام حسين...! فاتضح لي أنه من الغباء عقد وجه للمقارنة بيننا وبين أي من الآخرين حتى الأقربون إلينا فنحن نختلف عنهم.. فقادتنا لديهم النفس الطويل والصبر على الآخرين والارتقاء بالتعامل ويكظمون غيظهم ويعفون عن الناس وإذا عاد أحدهم عن غيه ممن خالفهم أو ناصبهم العداء أكرموه وأحسنوا مثواه ويتميزون بعفوهم عند المقدرة.. لا كصدام عفوه لا يصدر حتى عند المقبرة..!! أنا متأكد لو أن حالة الشنبري كانت مع صدام حسين لأرسل إليه في البداية مجموعات الإعدام بالخارج، ولتم التنكيل بكل أفراد عائلته وإخراج جميع أقاربه حتى الدرجة الثالثة، وتعرف ذلك حقيقة السيدة رغد بأن والدها أصدر مثل هذه القوانين خلال فترة حكم الإمبراطورية التكريتية... مثلما يعلمها كل العراقيين وتمَّ توقيعها من جميع موظفي الدولة حينها، حتى إن الجميع كان يتساءل منا نحن السعوديين المقيمين ببغداد هل يوجد لديكم مثل ذلك ونجيبهم بالنفي... لا يوجد مغاوير الداخلية وسرايا الدفاع للتنكيل بالشعب كما هي الأجهزة الموجودة في الأنظمة الأخرى، بل موجود لدينا.. أن رجال الأمن هم الأقرب إلينا بشهادة كل زوارنا من كل فج عميق، وتعامل مع أجهزتنا الأمنية بكل منافذها. إننا نحمد الله تعالى أن من يحكم لدينا ينهل من القرآن والسنَّة، وتربى على مكارم الأخلاق والعفو عند المقدرة، ويسترشد بآراء الجميع ولا يفتك بأحد، لأن قدوتهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدون والصحابة والتابعون، فكل واحد منهم يدعو الله سراً وعلانية أن لا يجعله طامعاً في هذه الدنيا الفانية، لأنه يعلم علم اليقين بأن هناك عزيزاً مقتدراً سيحاسبه يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.. أيها السادة: هذه هي إيديولوجيتنا يتسامى فيها الأب والوالد والقائد والخادم للبيتين بأن يعفوا عمن غلط غلطة لا تغتفر عند الآخرين، لأنه يعرف شعبه الطيب الأعراق، ويعطي الفرصة لمن يريد العودة لجادة الحق، فنخلتنا شامخة جذورها في الأرض ورأسها فوق هام السحب، وجذعها عبدالله نهز إليه ليتساقط منه الحب والرأفة لكل من يسكن بخيمتنا ويأكل من طعامنا ويشرب من قهوتنا.. بل يتعدى ذلك إلى كل محب لنا مهما تباعدت المسافات. اللهم ارزقنا من حيث لا نحتسب بأن تدلنا على طريق الخير.. اللهم احمنا من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا.. اللهم أعطنا القوة لمؤازرة قيادتنا.. اللهم زد من بركاتك علينا فربان سفينتنا محبٌ للخير عافٍ عن الناس.. اللهم وفقه ليبحر بنا لكل شواطئ الأمان وأن تحمي هذا البلد الأمين من شرور الحاسدين والطامعين.