نائب أمير المنطقة الشرقية يستقبل رئيس وأعضاء مجلس إدارة جمعية مبرة دار الخير    غداً .. "كبدك" تُطلق برنامج الطبيب الزائر «عيادة ترحال» ومعرضًا توعويًا شاملًا في عرعر    ولي العهد يهنئ فيليب جوزيف بيير بمناسبة أدائه اليمين الدستورية رئيسًا لوزراء سانت لوسيا    أمير الشرقية يستقبل رئيس وأعضاء مجلس إدارة جمعية مبرة دار الخير ويطّلع على برامجها التنموية    أمانة المدينة ترفع كفاءة شبكات تصريف المياه    شفيعًا تشارك في فعاليات جمعية أصدقاء ذوي الإعاقة لليوم العالمي لذوي الإعاقة بجامعة الفيصل    طيران الرياض وهواوي توقّعان مذكرة تفاهم لتعزيز القدرات الرقمية وتقديم تعريف مبتكر لمستقبل السفر الجوي    المحسن يكتب.. "النشامى" طريقنا للكاس، والخسارة قدامهم "بِدناش"!    لقاء تاريخي حافل لأبناء عنيزة القاطنين بمكة المكرمة    دور إدارة المنح في الأوقاف    التضخم في المملكة يتراجع إلى 1.9% في نوفمبر مسجّلًا أدنى مستوى في 9 أشهر    كايا كالاس: محادثات قرض التعويضات لأوكرانيا "تزداد صعوبة"    وفد أعضاء مجلس الشورى يطّلع على أدوار الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة    مرضى السكري أكثر عرضة للإصابة بالحزام الناري، ما الأسباب وطرق الوقاية لمن هم فوق الخمسين عاما    كيف ينعكس الجهاز العصبي غير المنتظم على أدائك المهني والقيادي؟    الفنار للمشاريع تفوز بجائزة المشروع الصناعي للعام ضمن جوائز ميد للمشاريع    إسقاط 130 طائرة مسيرة أوكرانية فوق عدة مقاطعات    قبيلة الجعافرة تكرّم الدكتور سعود يحيى حمد جعفري في حفل علمي وثقافي مهيب    ثلاث جولات في مختلف مناطق المملكة ، وبمشاركة أبطال السباقات الصحراوية    طلاب ابتدائية مصعب بن عمير يواصلون رحلتهم التعليمية عن بُعد بكل جدّ    ارتفاع أسعار النفط    المنتخب السعودي تحت 23 عامًا يتأهل إلى نهائي كأس الخليج لكرة القدم    مواجهات مع مستوطنين مسلحين.. اقتحامات إسرائيلية متواصلة في الضفة الغربية    بحثا تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية.. ولي العهد ووزير خارجية الصين يستعرضان العلاقات الثنائية    السعودية تدين الهجوم الإرهابي.. دمشق توقف 11 عنصراً للتحقيق في هجوم تدمر    رابطة العالم الإسلامي تدين الهجوم الإرهابي بمدينة سيدني الأسترالية    دعت جميع الشركاء في المنظومة لتفعيل البرنامج.. «الموارد»: 5 مجالات لتعزيز التنمية الشبابة    صينية تعالج قلقها بجمع بقايا طعام الأعراس    «الحياة الفطرية» تطلق مبادرة تصحيح أوضاع الكائنات    "أمِّ القُرى" تعقد لقاءً تعريفيًّا مع التَّقويم والاعتماد الأكاديمي    حائل: تعزيز الشراكة بين "الأمانة" و"الجامعة"    جولات لصيانة المساجد بالجوف    الخريجي: الحوار البناء أداة تفاهم بين الشعوب    القراءة الورقية.. الحنين إلى العمق والرزانة    لغتنا الجديدة    أطلقها الأمير فيصل بن مشعل.. مبادرة لتعزيز الأعمال والتقنية بالقصيم    ديبورتيفو الكوستاريكي يتوّج ببطولة مهد الدولية للقارات لكرة القدم    نجوم القارة السمراء يستعدون لترك أنديتهم.. «صلاح وحكيمي وأوسيمين» تحت المجهر في كأس أمم أفريقيا    أمير نجران يُشيد بإنجازات "الصحة" في جوائز تجربة العميل    دراسة: دواء جديد يتفوق على «أوزمبيك» و«ويغوفي»    في ورشة عمل ب"كتاب جدة" خطوات لتحفيز الطفل على الكتابة    10.86% نمو قروض الأمن الغذائي    الأحمدي يكتب.. وابتسمت الجماهير الوحداوية    أمانة الرياض تطلق فعالية «بسطة» في حديقة الشهداء بحي غرناطة    الذكاء الاصطناعي يخفض استهلاك أرامكو للطاقة 15%    الراجحي يدشن صالونه الأدبي الموسمي ويحتفي بضيوفه بمنتجعه بالرياض    ‫رينارد: علينا التركيز والحذر    ولي العهد يتلقى رسالة خطية من رئيس الصين    الغامدي يزور جمعية عنيزة للخدمات الإنسانية    اختتام المؤتمر الدولي لخالد التخصصي للعيون ومركز الأبحاث    استعدادت لانطلاق النسخة الأولى من المؤتمر الدولي للأوقاف    نمو أعداد الممارسين الصحيين إلى 800 ألف    أمير منطقة جازان يستقبل سفير إثيوبيا لدى المملكة    لا تكن ضعيفا    الغرور العدو المتخفي    بدء المرحلة الثانية من مبادرة تصحيح أوضاع الكائنات الفطرية بالمملكة    السعودية تدين هجوما إرهابيا استهدف قوات أمن سورية وأمريكية قرب تدمر    تنظمها وزارة الشؤون الإسلامية.. دورات متخصصة لتأهيل الدعاة والأئمة ب 3 دول    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مع قصيدة (لماذا يا هوامير التجني؟) للشاعر صالح بن حمد المالك
نشر في الجزيرة يوم 16 - 05 - 2006

وما زال العرض مستمراً، وما زال شعر الثقافة ينزل في صفحة الاقتصاد، ولعل هذه القصيدة الرابعة لنفس الشاعر في غرض (الأسهم والاكتتاب) والقصيدة من البحر الوافر (مفاعلتن مفاعلتن فعولن) مرتين والعنوان نعرض له فيما بعد حيث هو صدر البيت الثامن عشر:
1- متى نستطيع كشف اللاعبينا
بأسهم سوقنا المتآمرينا
2- ونوقف كل من أخذوا احتيالاً
مكاسب إخوة مستضعفينا
3- ونمنع من هُمُ نصبوا شباكا
لصيد الناشئين الطامحينا
4- متى نجد الشجاعة ليت شعري
أنصبح قادرين وقائلينا
5- لمن ملكوا الثراء ألا تساموا
عن الأطماع واسموا مصلحينا
6- أيرضى مسلم لأخيه فقراً
وأن يلقاه ضمن المعدمينا
ونموذج القصيدة بنفس الوزن والقافية معلقة عمرو بن كلثوم ومطلعها:
ألا هبي بصحنك فاصبحينا
ولا تبقي خمور الأندرينا
والمعلقة كلها فخر: بأنّا وأنّا وأنّا... حتى قال شاعر ينعى على بني تغلب:
ألهى بني تغلبٍ عن كل مكرمةٍ
قصيدة قالها عمرو بن كلثومِ
وبنفس الوزن والقافية قصيدة شوقي:
قفي يا أخت يوشع خبرينا
أحاديث القرون الغابرينا
وأخت يوشع هي الشمس و(القرون الغابرين) يقصد أهلها القدماء.
يبدأ شاعرنا الأستاذ صالح بن حمد المالك قصيدته بالاستفهام وهو محمود في الشعر حيث يتطلب الشعر الإنشاء لا الخبر، والبدء بالاستفهام هنا لا يعني أنه يريد جواباً من أحد ولكنه الاستبطاء، فقد مضى الوقت الطويل ولم يُكشف اللاعبون - المتلاعبون - بأسهم سوقنا المالية.
قال: متى نستطيع؟ وأنا متأكد أنه قال نسطيع ولكنها الأخطاء المطبعية التي لا أمل في القضاء عليها، والتاء محذوفة تخفيفاً قال تعالى: {ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا}(82) سورة الكهف. وقال طرفة في معلقته:
ألا أيهذا اللائمي أحضرَ الوغى
وأن أشهد اللذات هل أنت مخلدِي
فإن كنت لا (تسطيع) دفع منيتي
فدعني أبادرها بما ملكت يدي
وقال أبو العلاء:
سر إن اسطعت في الهواء رويداً
لا اختيالا على رفاة العبادِ
والبيت الأخير من قصيدة الأستاذ المالك تكرر الخطأ فيه وكتب (تستطيع) وهي (تسطيع).
وقد قرأت في عدد آخر تنويهاً من (الجزيرة) بأن تستطيع خطأ مطبعي والصح تسطيع كما جاءت من الشاعر، وتركت التعليق كما هو لعل فيه فائدة، وأنا برّأت الشاعر قبل التنويه.
وفي الاستفهام مثله (الاستبطاء) قوله تعالى: {مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ}(214) سورة البقرة.
والأسهم اصطلاح اقتصادي حديث، شركات مساهمة لا دور للمساهمين الصغار فيها إلا شراء الأسهم وجني الأرباح (يا ليت).
والسهم بمعنى المشاركة، وفي الحديث الشريف: (إن قوماً استهموا في سفينة فصار لبعضهم أسفلها وبعضهم أعلاها فكان الذين في أسفلها إذا استقوا مرّوا على من فوقهم فقالوا لو نخرق لنا خرقا فنستقي منه.. فإن أخذوا على أيديهم نجوا جميعاً وإن تركوهم هلكوا جميعاً).
والسهم: النبل. وفي المثل للاستعداد قبل العمل قول العرب: (قبل الرمي يراش السهم)؛ أي يوضع عليه ريش فيكون أسرع. وقال شاعر:
ماذا على الرامي إذا حزم القنا
وأراد رمي السهم فانقطع الوتر؟
والجواب: لا حول ولا قوة إلا بالله.
ونوقف كل من أخذوا احتيالا مكاسب المستضعفين: هل ستوقفهم عند حدهم أم ستوقفهم في قسم الشرطة.
وتقول وقَفَهُ - لا أوقفه - قال تعالى: {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ}(24) (سورة الصافات) . وقال الشاعر:
ونمنع من هم نصبوا شباكاً
لصيد الناشئين الطامحينا
ويقول: نصب الشباك ونصب الشراك، قال أبو الحسن الحصري القيرواني:
يا ليلُ الصبُّ متى غدُهُ
أقيامُ الساعةِ موعِدُهُ
رقد السُمّارُ وأرّقهُ
أسف للبين يسّهدهُ
كَلِفٌ بغزال ذي هَيَفٍ
حسدُ الواشين يهددهُ
نصبت عينايَ له شركاً
في الليل فعز تَصيُّدُهُ
ولعل الشبك لصيد البحر والشَّرَك لصيد البر. ولا بأس بشعر شوقي عن الطامحين:
شبابٌ قُنّعٌ لا خير فيهم
وبورك في الشباب الطامحينا
قول الشاعر: ونمنع من هم: إما أن يوضع على ميم همُ ضمة وتشبع وإما أن تكتب هكذا (همو).
وقوله: متى نجد الشجاعة: الاستهفام هنا للإغراء والتشجيع للعمل على فضح المتسببين، وكلمة عن ليت شعري: أي ليتني أشعر وأعلم. أو ليت علمي حاضر. قال حسان بن ثابت رضي الله عنه:
يا ليت شعري وليت الطير تخبرني
ما كان بين عليّ وابن عفانا
ويا للنداء والمنادى محذوف تقديره (قدّر ما شئت)
وقال جميل بن معمر:
ألا ليت شعري هل أبيتنّ ليلةً
بوادي القرى إني إذن لسعيدُ
وقال ابن زيدون مخاطباً ولاّدة:
يا ليت شعري وعندي
في الحب ما ليس عندك
هل طال ليلك بعدي
كطول ليليَ بعدك
فكي من الأسر قلباً
عليه طابعُ حبّك
ثم يضعف الشاعر ويدعو الأثرياء من المتاجرين بالأسهم أن يتعالوا عن الأطماع وأن يكونوا من المصلحين، ويستفهم بقوله: (أيرضى مسلم لأخيه فقراً؟) والاستفهام هنا للتعجب والاستغراب والإنكار ويا ليت ظنك بالمسلم يتحقق. وكلمة عن المعدِمين بكسر الدّال:
قالت بناتُ العمّ يا سلمى وإنْنْ
كان فقيراً معدما قالت: وإننْ
وإنن: كتبت هكذا لأن هذا يسمى تنوين الترنم.
وهذا على رأي الصبوحة الشحرورة:
ما بدّي مال ولا جاه
بل بدّي عاشق إهواه
ما بدّي فراطَه ولا مال
خلّي لْغيري الفراطا
خلّي لْغيري الفراطا
والفراطة هي الفكّة من النقود كما تسمى هنا..
والبطاطا هي البطاطس وتسمى البطاطا في بلاد الشام أما البطاطا عند المصريين فنحن نسميها البطاطا الحلوة:
علبساطة البساطه
يا عيني علبساطه
عندك مستحليّا عيش
جنبك يا بو الدراويش
تغديني خبزة وزيتون
وتعشيني بطاطا
وأبو الدراويش في بيروت كناية عن الفقير، يسمون الفقير الدرويش. فالمعدِم هو الفقير الذي لا يملك شيئاً.
وليلى رضيت به وإن كان معدماً وغنّت (وإنْ) موّالاً ومن هنا سمي تنوين الترنّم.
7- ملايينٌ بكوا مما دهاهم
بسهمٍ فيه فوز القادرينا
8- بسهم جرّح الضعفاءَ منّا
فمن يأسو جراح المعسرينا؟
9- ومن يسعى لكبح جماح قومٍ
تراهم للثراء محققينا؟
10- رصيدهم ملايينٌ تبدت
وقد أعيت حساب الحاسبينا
11- وها هم رحّلوا الأموال جهلاً
إلى بلد العداة الكافرينا
12- وعنهم غاب ما فعل الأعادي
بمن قد أودعوا مستثمرينا
13- رصيدهمُ ببنك أجنبي
يخطط لاصطياد النافرينا
14- لعمرك إن ما ارتكبوا قبيح
نتائجه اكتئاب المودعينا
15- سيصدر من قوى الأسرار أمر
بحجز المال طغياناً مبينا
16- بدعوى أنهم لم يستجيبوا
إلى تأييد حرب معارضينا
ولعمرك: اللام للابتداء وعَمْرُ مبتدأ والكاف مضاف إليه والخبر محذوف تقديره قسمي، وقد أقسم الله سبحانه بعُمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وحياته فقال: {لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ(72) }سورة الحجر. والكلام واضح والمودعون سيخسرون ما أودعوا بالبنك الأجنبي فإما أن يصادر بدعوى مساعدة الإرهاب وإما أن يجمّد بدعوى غيرها، حيث سيصدر عن قوى (الأسرار) لعلها (الأشرار) أمر بحجز المال بدعوى عدم تأييد حرب المعارضين (ولا داعي للشرح أكثر).
ويصور شاعرنا صالح المالك ما أصاب المساهمين فقد بكى الملايين (فيه مبالغة) والمليون ألف ألف وعرفه العرب هكذا دون معرفة المليون، والبليون والمليار ألف مليون والتريليون ألف مليار ولا أدري متى أستطيع تجميعها حتى لو كانت وحدتها الهللة، والسهم استعمله الشاعر بالمعنيين سهم يجرح مادياً ومعنوياً، ويطلب من يأسو الجراح (يداويها) والآسي الطبيب والمؤاسي (المواسي) المسلي، قال عمر أبو ريشة:
أي جرحٍ في إبائي راعفٍ
فاته الآسي فلم يلتئمِ
وقال الشاعر عن الكتاب:
عندها لا أرى أنيساً يواسي
ويزيل الهمومَ غير كتابي
ويطلب من يكبح جماحهم وهذه استعارة مكنية شبههم بالخيل الجامحة، وثروتهم بالبلايين لا يحصيها العادّ، وقد رحلوا أموالهم جهلاً حيث ستجمد أرصدتهم عند أدنى حادث.
وأذكر من تاريخنا أن أمير المؤمنين معاوية أرسل إلى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أموالاً لا تحصى فوزعتها كلها قبل أن تغرب الشمس وكانت صائمة فقالت لها جاريتها: لو تركت لنا درهماً نشتري به لحماً نفطر عليه فقالت: لو ذكّرتِني لفعلت.
وكلمة عن تبدّت: أي ظهرت بوضوح.
قال أمير المؤمنين عبدالله بن المعتز العباسي:
كأن سماءنا لما تجلّت
خلال نجومها عند الصباحِ
رياض بنفسجٍ خضل نداهُ
تفتح بينه زهر الأقاحي
وهذا في البيان من علم البلاغة (تشبيه تمثيلي) حيث المشبه صورة منتزعة من متعدد والمشبه به مثله ووجه الشبه مثله:
فالمشبه السماء الزرقاء عليها النجوم اللامعة البيضاء والمشبه به: روضة من البنفسج الأزرق (نسبياً) وعليه زهر الأقاحي البيضاء.
ووجه الشبه: صفحة زرقاء عليها أجسام صغيرة بيضاء.
وقال عبدالرحمن الداخل:
تبدَّت لنا وسط الرصافةِ نخلةٌ
تناءت بأرض الغرب عن بلدِ النخلِ
فقلت شبيهي بالتغرب والنوى
وطول التنائي عن بنيَّ وعن أهلي
17- أعود إلى الألى بالسوق كانوا
جناة ناهبين وطامعينا
18- لماذا يا هوامير التجنّي
على إخوانكم ومواطنينا
19- ألم تخشوا عقاباً سوف يأتي
إليكم معشر المتسلطينا
20- ألم تدروا بأن لنا ولاةً
ثقاةً صادقين ومنصفينا
21- ولاة يعملون بكل صدق
وإيمان الكرام المؤمنينا
22- حماة للمواطن لم يقروُّا
ولم يرضوا بجور الجائرينا
والثقات بالتاء المفتوحة ملحقة بجمع المؤنث السالم لأن مفردها ثقة بالتاء المربوطة.والألى هم (الذين) ولا مفرد لها، والشاعر يعود إلى حرامية (ناهبين) السوق الطامعينا ولو غير فقال: (الطامعين الناهبين) لكان أحسن، فالطمع أولاً ثم النهب، والجناة جمع جان والجناية الذنب الكبير وتجنّى عليه ظلمه كذباً وزوراً، وفي القوانين الجنحة والجناية، وأبو العلاء المعري عدّ إنجابه جنايةً من والده فقال:
هذا جناه أبي عليَّ
وما جنيت على أحدْ
وقالوا: إن هذا البيت كتب على قبره.
أما شوقي فحين أُخبر بولادة ابنه عليّ قال:
صار شوقي أبا علي (بدون تشديد)
في الزمان الترلَِّلي
وجناها جنايةً
ليس فيها بأولِ
فالخِلفة (على رأي المصريين) جناية ولكن شوقي لم يبتدعها، وليس فيها بأول وقول شوقي (الزمان الترلّلي) إشارة الى البيت المذكور في كتاب (المستطرف في كل فن مستظرف)
للإبشيهي: شهاب الدين بن أحمد.. والبيت هو:
إن لم تكن لي والزمان شُرُمْ بُرمْ
فلا تكن لي والزمان ترلِلّي
والهوامير أشبعت بحثاً في تعليق على قصيدة أخرى للشاعر ويقصد بها آكلوا أموال الناس بسوق الأسهم ومواطنينا نسبة ل(نا) ضمير المتكلمين، والمواطن اصطلاح أجنبي ترجمة لكلمة citizen)) عكس أجنبيForeigner) ) وفي المملكة يلطفون كلمة أجنبي بكلمة وافد أو مقيم (جبراً للخواطر) مع أن Foreigner) ) اصطلاح دولي متفق عليه. وكانوا يسمُّون المواطنين رعايا وهو مسمى شرعي، ففي الحديث الشريف: (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) وكانوا يسمَّون (أتباعا) وبطاقة الهوية تدرجت من تابعية إلى حفيظة نفوس إلى دفتر أحوال إلى بطاقة أحوال.
طرفة: كنت فيما مضى أستمع إلى مقابلة مع مدير عام الجوازات والجنسية سابقاً (الغيث) ومعذرة عن نسيان اسمه الأول - مقابلة إذاعية - وطلب منه المذيع أن يحدث المستمعين الكرام - وأنا منهم - عن موقف طريف حصل معه فقال: جاءنا رجل كبير السن يريد أن يتوظف في إحدى الجهات الحكومية فطلبوا منه حفيظة نفوس وطلبوا منه إحضار وثائق كذا وكذا وبعد أخذ ورد وذهاب وإياب وراجعنا بكرة أعطوه الحفيظة فقال: (تابعّيةْ)؟ هذي في مخباتي.
ونعود إلى القصيدة، فها هو الشاعر المالك يحذر الهوامير استفهاماً: ألم تخشوا؟
ويقصد بالاستفهام الأمر اخشوا، ويخبرهم بأن ولاة أمورنا (ثقاة) هكذا كتبت كرام مؤمنون حماة الوطن منصفون صادقون لن يرضوا بجور الجائرين من الهوامير ولن يقرّوه: وكلمة عن الصادقين:
سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المؤمن هل يكون جباناً قال نعم، بخيلاً قال نعم، كذاباً قال: لا، قال تعالى: {إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأُوْلئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ }(105)سورة النحل.
23- ألا حيوا المليك وباركوه
وقولوا عاش منصوراً سنينا
24- وبورك في الحبيب ولي عهد
وبورك بالرجال الصادقينا
25- وإنا حين نرفعها شكاوى
إلى والٍ عرفناه قمينا
26- بحل المشكلات وذاك حسبي
وحسب أولئك المتضررينا
27- وهل بعد الإله لنا معينٌ
سواكم يا خيار الحاكمينا
28- فهيئة سوقنا كلت وملت
وأرهقها عتاب الخاسرينا
29- وما من ذاك شيء في يديها
ولن تستطيع منع اللاعبينا
وختام القصيدة مسك: تحية مباركة للمليك وهو أهل لها ودعوة بالنصر المبين أبد الآبدين، ودعوة بالبركة لولي العهد الأمين ورجال الدولة الصادقين، ويرفع شكواه باسم (الغلابى) إلى وليّ الأمر حفظه الله خادم الحرمين الشريفين القمين (الجدير) تقول قمين وقمِن، بحل المشكلات وذاك حسبي وحسب المتضررين (حسبي بمعنى ظني الحسن أو بمعنى يكفيني)، وهو يدافع (الشاعر) عن هيئة السوق .وهذا عجيب فقد اتهموها من قبل - حيث تعبت وأصابها الملل من كثرة من عتبوا عليها، وهي عاجزة لا شيء بيديها تفعله لمنع اللاعبين بالسوق المتلاعبين بالأسهم.
تعليقات لغوية ونحوية: ألا أداة استفتاح لاستدعاء السامعين وجذب انتباههم وهلا للعرض وهلاّ للتحضيض.
وبورك في الحبيب: الجار والمجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع نائب فاعل.
وذاك حسبي: لا بأس بالتذكير بقوله تعالى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ،فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ}( 174)سورة آل عمران. وهل بعد الإله لنا معين؟ الاستفهام للنفي.
تستطيع: تسطيع كما قلنا.
وعن علامتي التعجب وعلامتي الاستفهام !!؟؟ معاً فتكفي واحدة من كل منهما ولا يكرر: التعجب هكذا! والاستفهام هكذا؟
وإن احتمل النص المعنيين فهذا ينوّه عنه في علم المعاني من البلاغة. (وبس).


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.