*مقدّم مظلِّي تركي بن نجر القبلان / عضو الجمعية السعودية للإعلام والاتصال: عندما ألقى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز - حفظه الله - الخطاب السنوي في حفل افتتاح أعمال السنة الثانية من الدورة الرابعة لمجلس الشورى يوم السبت 3-3-1427ه الموافق 1-4-2006م، تطرّق - حفظه الله - إلى عدة نقاط كان من بينها نشر العدل بين الناس وأن الناس سواسية .. وأضاف - حفظه الله - أنه لا يكبر من يكبر إلا بالعمل ولا يصغر من يصغر إلاّ بذنبه، وفي هذه الرؤية بين من يؤدي العمل ومن يقترف الذنب تبرز استراتيجية للعطاء ومعيار للتقييم. وعندما تقوم الأمور على العدل وأن الناس سواسية فإنّ العدالة ذات ارتباط وثيق بالمساواة، وهنا يقول جون راولز في كتابه نظرية العدالة حيث يعرف العدالة بأنّها: (المبدأ القائم على الإنصاف) .. إذاً فالأمن الاجتماعي في بلادنا قائم على ركيزة صلبة وهي العلاقة بين الحاكم وشعبه والتي أساسها العدل، وتنشأ علاقة بين أفراد المجتمع وهي أنها سواسية أمام ولي الأمر. لقد أسند خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - إلى أفراد المجتمع السعودي مسؤولية المشاركة بجهودهم وأفكارهم، وإذا ما نظرنا إلى هذه المشاركة وتناولناها من الجانب الأمني فإنها تولد الخبرة الفعلية الناتجة من الممارسة العملية والتفاعل بروح المجتمع الواحد في مواجهة الأخطار المحدقة، ويؤدي ذلك إلى تلمُّس أفراد المجتمع لمواطن الخطر وبالتالي ارتقاء الحس الأمني لدى الجميع. وعندما يؤكد المليك - حفظه الله - على روح المشاركة فهو إيمان بالدور الفعال للمجتمع في درايته باحتياجاته وتطلُّعاته، حيث إن كل فرد في المجتمع هو داعم أساسي للقائمين على شؤونه علاوة على أن تحفيزه للمشاركة يفضي إلى اكتساب خبرات متعددة تسهم في إدارة شؤون الحياة اليومية، وهذا يصب في خانة تدعيم الأمن الاجتماعي لدى المجتمع. إذاً فعلى كل فرد من أفراد المجتمع وفي ظل هذا التفويض تقع مسؤولية كبرى في تحقيق الخير وتجنُّب الشر. ومن وجهة نظري فإنّه عندما يتحقق العمل الدؤوب ويتنامى حب العمل الذي كرّمه الإسلام وأكد عليه القرآن الكريم في مواضع كثيرة، حيث قال تعالى: {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ... ...} (105)سورة التوبة صدق الله العظيم، فإن التنمية تتحقق في جو من الأمن والأمان كما أشار خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - وهذان العنصران هما أساس دعائم الأمن الاقتصادي للتنمية المستدامة فلنضرب بيد من حديد على كل من يحاول المساس بدعائم التنمية جنباً إلى جنب مع جهود رجال الأمن المخلصين فالإنجازات الأمنية تتحقق يوما بعد يوم التي أساسها المبادرة وليست ردة الفعل لتعقب أعداء التنمية وأعداء المجتمع السعودي وأعداء رفاهيته وسعادته وصفاء باله. خادم الحرمين الشريفين -حفظك الله -، نعم لقد عرفناك أباً لصغيرنا وأخاً لكبيرنا، لقد عرفناك محباً للإنسان أينما كان حتى تمت تسمية المملكة بمملكة الإنسانية وهذا ناتج عن فيض عطائك ولقد عرفناك تتلمّس حاجة الأسرة السعودية وتقف على معاناتها بنفسك فبنيت الدور وأقبل من محياك النور وأدخلت في نفوسهم السرور، ولقد عرفناك تكفل للأرملة السعودية دخلاً شهرياً يسهم في تحقيق أمنها الاجتماعي فهي قوية بالله ثم بعبدالله بن عبد العزيز، ولقد عرفناك داعماً لأبنائك الشباب السعودي تبني لهم الصروح ليتحقق لهم أمنهم الوظيفي لكيلا يكونوا أداة في أيدي الغدر والابتزاز من أعداء هذا البلد. خادم الحرمين الشريفين لو أردنا أن نذكر كيف نعرفك طال المقام، فمقامكم أكبر من أن يكتب عنه في أسطر، غير أنّ الولاء لله ثم لعبدالله ولتحيَ يا وطن. [email protected]