اختتمت يوم الخميس الماضي فعاليات الدورة التدريبية التي أقيمت على مدار أربعة أسابيع بواقع دورة كل خميس من الفترة 3 فبراير حتى 23 فبراير 2006م وذلك بمقر مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين القسم النسائي بالتعاون بين المؤسسة والمجلس الثقافي البريطاني، التي جاءت بعنوان (نقطة الانطلاق) وقد تم توزيع شهادات اجتياز الدورة على المتدربات البالغ عددهن 20 متدربة من مختلف الشرائح. وتحدثنا بعد نهاية الحفل مع عدد من السيدات الحاضرات فتحدثنا في البداية مع المدربة السيدة كارين غرابي من المجلس الثقافي البريطاني التي أبدت سعادتها الشديدة لزيارتها لمدينة الرياض والتعرف على العديد من السيدات السعوديات، ولقد أبدت إعجابها بالمرأة السعودية نظراً لما تتمتع به من ثقافة عالية وتقدم علمي على مختلف المستويات، فقد كانت كما ذكرت السيدة غرابي، لديها فكرة خاطئة عن المرأة السعودية وتصور أخذته من الإعلام البريطاني، فقد اختلفت تلك النظرة وسوف تنقلها إلى صديقاتها في بريطانيا بالشكل الإيجابي الذي شاهدته، وأضاف كارين أن هذا يعتبر من حسن حظها بأنها قدمت للسعودية وانقشعت الضبابية التي كانت لديها عن السعوديات وتعتبر أن الإنسان يستطيع أن يتفهم المجتمعات الأخرى ويكون ذلك من خلال التواصل والتفاهم. وحول سؤالي لها ما إذا كان هناك إمكانية بأن يقوم المجلس الثقافي البريطاني ومن خلال المركز الرئيسي في لندن بإنتاج فيلم وثائقي عن السعودية وتوضيح الصور الحقيقية للشعب البريطاني؟ قالت: لكي أقوم بإنتاج فيلم عن السعودية أو عن المرأة السعودية فسوف يكون هناك صعوبة في تنفيذ ذلك عن طريق المجلس؛ لأن ذلك ليس من مهامه الرئيسية، ولكن في الوقت الحاضر عملوا مؤتمرا صحفيا ولقاء مع أول سيدة سعودية مديرة لبنك وذلك في مدينة جدة هو كذلك عدة لقاءات مع عدد من السيدات السعوديات الناجحات لنقل تلك الصورة إلى الآخرين في بلادي. وتواصل السيدة غرابي حديثها قائلة: لكن يجب أن لا ننسى نقطة مهمة جداً هي أنه لكي يقوم الإعلامي بنقل صورة عن أي دولة فسوف ينقل الأشياء السلبية والإيجابية مثل منع المرأة السعودية من قيادة السيارة، وبصراحة في السابق لم تكن السعودية ضمن اهتماماتنا في بريطانيا، ولكن الآن أصبحت من أبرز المهام التي يركز عليها الإعلام البريطاني. وسألتها حول ما إذا كانت وبصراحة استفادت من الدورة التدريبية التي أقامتها في السعودية؟ فأجابت: لقد استفدت من البرنامج وجعلني محترفة، فهذا البرنامج صحيح ومنظم واحترافي وجدي جداً في تطوير المرأة، وحتى لو كان لدى السيدة خبرة طويلة في مجال العمل فهي بحاجة لتطوير حياتها والتوقف لأخذ فرصة للتفكير وإعطائها فرصة لتقييم حياتها وتطويرها وهذا البرنامج هو أداة للنجاح في حياتها وهو يلمس شخصية المرأة، وسوف تجد كل واحدة ما تحتاجه بطريقة أو أخرى عند تطبيقها لهذا البرنامج. وفي ختام حديثها وجهت شكرها إلى مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين وللأميرة عادلة بنت عبد الله نائب رئيسة اللجنة الاستشارية للمؤسسة، كذلك إلى المشرفة على القسم النسائي بالإنابة أمل بنت صالح الصايغ حيث قالت: أتمنى وجود نموذج لأمل في كل مكان، لسهل لنا المهمات الصعبة. تحدثنا بعد ذلك إلى الأستاذة فاتن حيدر مديرة قسم الامتحانات في المجلس البريطاني الثقافي وأول مدربة عربية معتمدة لشركة سبرنج بورد حيث قالت: أعتبر أنا وزميلتي الأستاذة مريم ضاهر أول عربيتين على مستوى العالم العربي تحصلان على شهادة اعتماد كمدربتين لهذا البرنامج من شركة سبرنج رود، وبالنسبة للبرنامج وحول تقديمه هنا في السعودية وبالتحديد في مدينة الرياض فقد قمنا لأول مرة بناءً على دراسة حصلت في مجتمع السيدات السعوديات التي قامت بها السيدة كارن ديلي غرابي التي كانت حصيلتها أن البرنامج يحتوي احتياجات المرأة السعودية للتطور وتم استضافة البرنامج باللغة الإنجليزية مع صاحبته جين ديليزي وتقدم باللغة العربية لأول مرة في المناطق الإقليمية في المملكة العربية السعودية في كل من الرياضوجدةوالدمام، وحقق نجاحا باهرا وإقبالا كبيرا، فأردنا أن يصل هذا البرنامج إلى أكبر شريحة ممكنة من المجتمع السعودي فتم ترجمته إلى اللغة العربية وتعريبه فوصل عدد السيدات المتدربات إلى 160 متدربة من جميع شرائح المجتمع المختلفة من السيدات السعوديات لمدة شهر واحد اشتمل على أربع ورش عمل بواقع كل يوم خميس، وحول ما أضاف لها كمتدربة ذلك البرنامج فتقول فاتن: أضاف لي أن أصبحت إيجابية أنظر للحياة بشكل إيجابي وفعال وعرفني على الكثير من المهارات التي كانت موجودة في داخلي وعلى من حولي وكيفية استغلالها الاستغلال الإيجابي بمعرفة مزاياي ومنحني الثقة الكبيرة بنفسي. وأما كمدربة فقد كنت أحلم أن يكون عندي مهارة الإلقاء والإقناع فكان بالنسبة لي فرصة عظيمة وأن أقدمها بشكل فعال وأطور هذه المهارات لدى المرأة، وكذلك أصبح لدى المرأة اهتمام بقضاياها المختلفة، وتختم حديثها قائلة: لعل أجمل العبارات التي سمعتها من بعض السيدات اللواتي شاركن في هذا البرنامج: أنني كنت أرى العالم من خلال نافذة صغيرة فاختفت وأصبحت أرى عالماً فسيحاً مليئاً بالتحدي والحوافز. وسيدة أخرى: أعتبر البرنامج برنامج المحظوظات. ما برنامج سبرن بورد (نقطة الانطلاق)؟ هو برنامج تطوير ذاتي أعد خصيصاً للنساء حتى يتمكنّ من اكتساب تقدير الغير وإحداث تأثير كبير من حولهن وتضيف لقدراتهن على الصعيد العملي والشخصي، يعقد هذا البرنامج حول العالم للمؤسسات بمختلف أنواعها، وتعتبر السعودية هي نقطة الانطلاق الأولى لهذا البرنامج على مستوى العالم العربي، وفي مدينة الرياض على وجه التحديد، ومحطته الثانية جدة بعد ذلك الدمام وسوف يعود إلى الرياض في شهر مارس. ماذا قالوا عن البرنامج: بداية تحدثت لنا البندري العشي، موظفة في المستشفى العسكري حيث قالت: قبل أن ألتحق بالبرنامج كانت شخصيتي تمتاز بالثقة بالنفس ولكن ينقصني التحلي بالجرأة في بعض المواقف التي تتطلب ذلك وكذلك لبعض الحزم والعزم، ولكن بعد التحاقي به أصبحت إلى جانب ثقتي في نفسي أكثر جرأة وتعرفت على مهارات موجودة في شخصيتي لم أكن أعرفها وأصبحت أجيد فن التعامل مع الآخرين بمختلف شخصياتهم وأصبحت أكثر حزما وصاحبة عزيمة قوية، كذلك في صدد إقامة مشروع ثقافي كان بالنسبة لي حلما وسوف أحققه بإذن الله. أما شقيقتها دولة العشي، وهي كذلك موظفة في المستشفى العسكري فقد قالت: كان التحاقي البرنامج بهدف البحث عن معلومة تفيدني في عملي أو الحياة أو أضيفها إلى من خلال عملي فقط، ولكن ما وجدته من خلال هذا البرنامج أكبر من ذلك، فقد كان بالفعل نقطة الانطلاق لحياتي حيث أصبحت أكثر ثقة بنفسي وبمن هم حولي وأكثر دقة وقوة في اتخاذ قراراتي وحققت حلماً كنت أتمناه وهو أن أدعم هوايتي بشكل عملي وهو ما سوف يكون مفاجئة للجميع، بمعنى آخر فقد نفض البرنامج عن غبار التسويف لكل طموحاتنا وجعلني أتقدم بشكل أفضل. وختاماً تحدثت لنا الدكتورة الكاتبة المعروفة سهام السيف حيث قالت: البرنامج كان جيدا، استطعت من خلاله التعرف على تجارب الآخرين.... لم يكن التغير كبيرا بل هو التعرف على وجوه وخبرات جديدة مما أعطى البرنامج نكهة خاصة، فقد كانت حياتي قبل ذلك روتينية خصوصاً أنني هذا العام قليلة الحضور وكثيرة العمل، ومن خلاله استطعت أن أنطلق إلى أجواء أخرى، رائع أن نعيد اكتشاف أنفسنا بالرغم من معرفتنا بها. ونختم هذه اللقاءات مع المشرفة على القسم النسائي بالإنابة في المؤسسة أمل بنت صالح الصايغ: انتهت الدورة التدريبية بتحقيق النتائج المرجوة ولله الحمد التي أقيمت من أجلها وهي: تحقيق السبق بأخذ المبادرات في تنفيذ هذا البرنامج في القسم النسائي، وهو يختص بالمرأة ويعنى بتطويرها الذاتي. التواصل مع الجهات المتميزة لمد جسور التعاون والاستفادة من تجارب الآخرين، وكذلك ارتباط مؤسسة الملك عبد العزيز بالمجلس الثقافي بمناسبة إقامة تلك الدورة، فقد جمعهم هدف مشترك وهو نشر ثقافة التطوير والإبداع. وحول بداية الفكرة تقول أمل: إنني قد التحقت بتلك الدورة عند إقامتها لأول مرة في الغرفة التجارية فوجدت أنها مفيدة جدا لي على الصعيد الشخصي والعملي، وكذلك على بقية السيدات اللواتي التحقن بالبرنامج مما دفعني إلى الرغبة في نشر هذه التجربة للبعض من القيادات النسائية لتعم الفائدة فتم الاتفاق بين المؤسسة والمجلس الثقافي بإقامة هذا البرنامج من خلال إجازته من قبل السيدة كارن، وبتقديم المدربتين العربيتين: فاتن حيدر ومريم ضاهر، ولقد حقق البرنامج النجاح المرجو وذلك ما لمسته من خلال المتدربات.