دروس.. مستفادة..!

عبدالواحد المشيقح

جاء قرار الأمير نواف بن فيصل بإيقاف الحكم ممدوح المرداس حتى نهاية الموسم الحالي.. بسبب الأخطاء الكبيرة.. والشحن النفسي.. والحالة المتوترة التي كان عليها أثناء إدارته مباراة الهلال مع الشباب.. ليؤكد حرص سموه وهو الذي يتولى الاشراف على شؤون التحكيم وتطويره.. على عدم بعثرة جهود الأندية.. واننا أصبحنا في زمن جديد.. وواقع جديد.. يحتاج إلى وقفة جادة وصريحة.. بألا يأتي من يشوه كرتنا الخضراء.. كرتنا السعودية التي هي محل فخر وإعجاب الكثير..!!.
إيقاف الدولي المرداس هو دعوة لتحكيم أفضل.. وهو فرصة جديدة للبُعد عن الأخطاء الفادحة التي باتت تلازم أغلب حكامنا، وهو دعوة أيضاً لوداع مقولة إن الحكام بشر معرضون للخطأ.. وادراج أخطائهم على أنها من باب التقدير الشخصي للحدث..!!.
ليس منطقياً أن تظل أخطاء الحكام (مستورة) وبصورة تسيء لهم أكثر مما تخدمهم.. فنحن بحاجة إلى تبديل كثير من المفاهيم والقناعات.. والتجرد من أمور لم يعد هذا زمنها.. واستمراريتها تعني مزيداً من التراجع..!!.
إعلان عقوبة المرداس من قبل الأمير نواف بن فيصل.. يحمل الثقة في مستقبل خال من الأخطاء.. وتأكيد على حفظ حقوق الأندية.. كلي ثقة بأن يكون هذا القرار حاملاً في طياته دروساً مستفادة لجميع الحكام ولجنتهم.. كلي ثقة من أن تمنح لجنة الحكام الثقة بالحكم الناجح.. ومن لديه الشجاعة في تطبيق القانون بعيداً عن أية تأثيرات أخرى.. وأن يعاد النظر كاملاً في وضع الحكام من بدايتهم إلى أن يصلوا للشارة الدولية..!.
بداية مثيرة..!!
شهدت مسابقة كأس سمو ولي العهد بداية مثيرة جداً لمبارياتها.. كان هناك مفاجآت حدثت وأخرى كادت أن تحدث.. وهي المفاجآت التي غابت طويلاً عن المسابقة.. فمن جماليات مسابقة الكأس انها دائماً تخالف التوقعات.. وبالتالي تحدث المفاجآت..!!.
ففريق الحزم الصاعد للتو لأندية الممتاز كاد يبدد حلم الشبابيين ويحولها إلى سراب لولا براعة البرازيلي روجيريو الذي حفظ ماء الوجه الشبابي وانقذ الموقف في آخر لحظات المباراة بعدما سجل هدف التعادل.. ومن ثم هدف التفوق في الشوط الاضافي.. كما أن الفريق الاتحادي وهو الذي عاد للتو من المشاركة في بطولة العالم للأندية كاد أن يكون ضحية لاحد فرق الدرجة الأولى.. غير أن الخطأ الدفاعي من مدافع الرياض نقل الفريق المونديالي إلى دور الثمانية..!.
كما أن الوحدة (بالعافية) تجاوز الفيصلي أحد أندية الدرجة الأولى بفارق هدف رغم أن اللقاء أقيم على أرضه.. فيما كانت المصيبة كبيرة لدى أنصار الطائي بعد خسارة فريقهم أمام الحمادة أحد فرق الدرجة الثانية.. وهي المفاجأة الأكبر والنتيجة التي لم تكن في الحسبان.. وجاءت باقي النتائج طبيعية.. رغم أن الفوز الهلالي النصراوي لم يكن مقنعاً بدرجة كبيرة لأنصارهما..!!.
ما يميز مباريات الكؤوس هو النتيجة غير المتوقعة التي غالباً ما تصاحب نهاية معظم مبارياتها.. وكرة القدم وان اعتبرها البعض مريرة بنتائجها المعاكسة.. إلا أني أجدني منحازاً مع النتائج التي تخالف التوقعات.. بل هي من أجمل ما يميز مباريات الكؤوس ويجعلها أكثر متعة من غيرها من المسابقات الأخرى..!.
تنشد عن الحال..!
ظاهرة الانتكاسة التعاونية.. ظاهرة أصبحت مألوفة لدى جماهيره.. ظاهرة تتكرر في كل موسم.. والجماهير ليس لها حول ولا قوة.. إلا أن تضرب كفاً بكف على حال فريقها.. الذي أصبح يتندر به المتندرون.. وبه يتهامزون ويتغامزون..!!.
الفريق الآن يلعب أفراده وكأنهم تائهون في الملعب.. كأنهم مجبرون على اللعب.. وعندما أقول ذلك فأنا (أعي) ذلك تماماً.. ويرى البعض أن مسؤولية اخفاق الفريق تتحملها الإدارة واللاعبون بمشاركة المدرب.. وأثبتت المباريات الأخيرة براءة المدرب السابق المنذر العذاري الذي حُمّل هزائم الفريق..!!.
الإدارة أخطأت بشكل كبير.. في أمور كثيرة.. لم تتعامل مع الواقع بصورة صحيحة.. هي تجعل الأخطاء تحدث ومن ثم تعالج الأمور بعد أن تطير الطيور بأرزاقها.. لم يستفيدوا من المدرب الوطني عبدالرحمن الخميس بالعمل بالجهاز الفني.. جعلوا المدربين يقعون في بعض الأخطاء ويصمتون تجاهها ومن ثم يحدث الإبعاد.. هذا ما حدث أيضاً مع الجهاز الإداري الدخيل والفهيد.. وأتوقع أن يكون الضحية القادمة الأكيزم.. مباريات في أول الموسم لم يستلم فيها اللاعبون مكافآتهم حتى الآن..!!.
بكل تأكيد وحتى نكون منطقيين فإن مسؤولية الاخفاق والهزائم المتكررة تتحملها الإدارة بمشاركة من المدرب.. وهذا ربما يكون منطقياً في مباراة أو مباراتين، ولكن في عدة مباريات يظهر الفريق بهذا المستوى الضعيف وبهزائم يألفها التعاونيون من قبل فهذا يتحمله اللاعبون أنفسهم.. الفريق الآن يسير إلى هاوية مظلمة لن يزيحه عنها سوى وقفة جادة من الإدارة وعلاج لكل الأخطاء.. ولتكن البداية بتكليف المدرب الوطني عبدالرحمن الخميس مع الجهاز الفني بصورة رسمية.. ثم يُبحث عن الأسباب الأخرى التي من أبرزها افتقار الفريق إلى هيبته وابقاء اللاعب المحترم المقدر لناديه أما المتهاون فليكن عقابه جماعياً برفضه نهائياً؛ فالتعاون صانع النجوم يبحث عنه اللاعب ولا يبحث هو عنه..!!.
بقايا..
** العنبر والصويلح في الموسم الفائت كانا احتياطيين للأنجولي ديسلفا وفي الموسم الحالي للبرازيلي جيلسون..!!.
** لو أصبح حكامنا بمثل التساهل الذي كان عليه الحكم عبدالرحمن القحطاني في مباراة الهلال والأنصار فسيكون نصف لاعبينا مصابين اصابات خطرة..!!.
** في لقاء النصر بالاتفاق ظهرت روح النصر، ولهذا تمكن العالمي من الوصول الى دور الثمانية.
** الروح دائماً تغطي بعض النواقص الفنية.
** ان استمرت الروح النصراوية فمن الممكن أن يحقق حلم جماهيره الصابرة.
** ما زلت عند رأيي أن جماهير الرائد نقطة في بحر جماهيرية التعاون..!!.
** عموماً.. سيكون لي حديث موسع بمشيئة الله مع الجماهيرية ومع من يقلب الحقائق..!!.
** إذا كانت اصابة البرازيلي ليما تتضاعف مع برودة الطقس فإن هذا يعني أن الجماهير لن تشاهده سوى في الصيف القادم..!!.
** لو علم لاعبو التعاون بما تعاني منه جماهيرهم من جراء خسائرهم لبذلوا وسلكوا كل الطرق لارضائها..!!.
** الجبلين.. سيكون قادراً على أن يكون أول الصاعدين هذا الموسم..!!.
** الآن.. ادرك الجبلاويون أن الالتفاف الحقيقي حول النادي هو من يقود الفريق إلى الانتصارات..!!.
** بعد أن كان الطائي صائداً للكبار (جاه) من يصيده..!!.
** من سمع مداخلة ممدوح المرداس في اوربت لم يستغرب عدم تطور مستواه كل هذه السنين..!!.
** يبدو أن قناعات الكساندر لا تختلف كثيراً عن قناعات باكيتا، فكلاهما يقتلان القوة الهجومية في فريقهما..!!.
** مباريات دور الثمانية لا تتحمل أخطاء تحكيمية جديدة..!!.
آخر الكلام..
قد تعيد مباراة الغد المنافسة المفقودة بين الأهلي والاتحاد.. خاصة في ظل التفاؤل المفرط لدى الأهلاويين هذه الأيام..!!.