قال لي أحد الاخوة المتابعين للصفحات الرياضية انني استغرب جداً لجوء بعض المحررين والكتاب الرياضيين واشباههم إلى الكتابات المطولة عن لاعب معين وبشكل تفصيلي كبير بحيث لا يمكن في هذه الحالة إلا أن تقتنع أن هذه الكتابة لا تعدو إلا ملئاً للفراغ.. الحاصل من شوارع الاعمدة الثمانية. ثم أن ما يكتب أطول من قامة هذه القدرة الكروية إن كان ثمة قدرة.. وأكبر من المساحة التي تحتلها.. ثم ماذا يفيد اللاعب إذا كتبتم عنه هذه النقاط العديدة وعشرات الأسطر عن حياته ومميزاته.. هل سيكون أكبر من مقدرته الآن.. وهل يستفيد منها؟ بل العكس ربما انتفخت اوداجه وشعر انه شيء كبير جداً بحيث يجد كل هذا الاهتمام.. والإطراء.. وتركت صاحبي يلهث خلف كلماته.. او كلماته تلهث خلفه حتى انتهى.. وبعد ذلك قلت له: يا سيدي: أنت محق في كلامك إلى حد ما.. وغير محق إلى حد ما أيضاً. أنت أولاً تريد صفحات من دون اثارة ولا تزويق وهذا لن يحدث. وأنت تريد ايضاً اقتصاراً في الحديث وهذا لن يحدث أيضاً. ولكنني أحترم رأيك حينما تقول.. إن بعض الكتاب الذين يتناولون اللاعبين لا يستطيعون للاسف الشديد أن يلجؤوا الى الموضوعية.. ويتكلمون بدقة عن القدرة التي يريدون استعراضها.. بقدر ما يملؤون الاسطر بتدبيج المديح للاعب والاشادة بقدراته.. والتقليل من اللاعبين الذين سبقوه أو لحقوه وهذا ليس معقولاً جداً. مع أن هذا يتعارض مع ابسط الف باء (التقييم الرياضي) لان أهم شيء يجب أن يتعرض له الكاتب تحديد.. قدرات اللاعب، مميزاته.. بالمليمتر، مواهبه.. منطلقات البروز فيه، مكامن السلب في عطائه.. معطيات التفوق التي لم يستثمرها.. جوانب فنيه جداً عنه.. وهذا لا يحدث اطلاقاً وإن حدث فلا يخلو من المبالغة والعموميات التي تشعرك أن الامر لا يعدو محاضرة انشائية يراد منها في النهاية الشهرة على أكتاف الآخرين وتطريز الاسم تحت الموضوع فقط!! أنا لست معك في أن اللاعب لا يستفيد.. ولا يستيطع أن يكون قادراً على تحسين قدراته ولكن متى يستفيد وهذا هو السؤال..