في مثل هذا اليوم من عام 1961 تعهد الرئيس السوفيتي نيكيتا خورتشوف أمام المؤتمر العام للحزب الحاكم في الاتحاد السوفيتي بأن يتجاوز إجمالي الناتج القومي للاتحاد السوفيتي إجمالي الناتج القومي للولايات المتحدة. وكان عقد الستينيات هو ذروة الحرب الباردة بين الولاياتالمتحدة والاتحاد السوفيتي حيث نجحت القوتان الأعظم في تكديس ترسانة عسكرية بما في ذلك الأسلحة النووية من مختلف الأنواع والأشكال بما يكفي لتدمير الكرة الأرضية عدة مرات. في الوقت نفسه كان الاتحاد السوفيتي قد وجّه عدة لطمات للولايات المتحدة في مجال سباق غزو الفضاء منذ إطلاق الاتحاد السوفيتي أول قمر صناعي في العالم عام 1958 ثم إرسال أول إنسان إلى الفضاء وهو لاري جاجارين. ولكن خروتشوف لمس تزايد القلق في صفوف أعضاء الحزب الشيوعي بسبب تخلف الاقتصاد السوفيتي عن الاقتصاد الأمريكي حيث خرجت الولاياتالمتحدة من الحرب العالمية الثانية كأكبر اقتصاد في العالم. ورغم سباق التسلح الرهيب الذي خاضته الولاياتالمتحدة ضد الاتحاد السوفيتي نجحت في الحفاظ على مكانتها كصاحبة أكبر اقتصاد في العالم. وكانت رؤية خروتشوف تعتمد على أساس (تجاوز الولاياتالمتحدة في المجال الاقتصادي بحلول السبعينيات واستكمال بناء المرحلة الأولى للشيوعية في مطلع الثمانينيات)، ولكن استمرت السياسات الاقتصادية في التركيز على القطاع الأول (إنتاج وسائل الإنتاج) وأهمل قطاع الإنتاج للاستهلاك وكذلك القطاع الزراعي. فتولت فئة المنتفعين المتميزين مهمة جديدة في نشر الدعوة إلى الزهد وإلى عقيدة معادية للاستهلاك بوصفه يتعارض مع شعور المواطن بالمسئولية. وقد انعكس هذا سلباً على نظرة المواطن السوفيتي للعمل، فأصبح التسيب والسرقة الخ شكلاً من أشكال إبداء التذمر والمقاومة الصامتة. وهو ما أدى في النهاية إلى انهيار الاتحاد السوفيتي لأسباب اقتصادية أكثر منه لأسباب سياسية أو عسكرية.