أعلنت شرطة سكتلنديارد أمس السبت اعتقال رجل ثانٍ في ستوكويل، جنوبلندن، وذلك بعد اعتقال شخص في ذات الحي في وقت سابق يوم الجمعة في إطار واحدة من أكبر عمليات المطاردة في تاريخ بريطانيا، حيث جابت قوات الأمن شوارع لندن وفتشت منازل بحثاً عن أربعة مشتبه بهم فشلت محاولاتهم لتفجير شبكة النقل بالمدينة يوم الخميس. وقالت متحدثة باسم الشرطة: يمكنني التأكيد أن رجلاً ثانياً اعتقل مساء الجمعة.. وقتل صباح الجمعة رجل في محطة ستوكويل برصاص الشرطة في عملية كانت بحسب قائد شرطة سكتلنديارد (مرتبطة مباشرة بالتحقيق). ونشرت الشرطة صوراً للمشتبه بهم بعد ساعات من إطلاق رجال شرطة سريين النار على الرجل وقتله أمام الركاب المذهولين في قطار إنفاق بعد مطاردته. وفيما يتصل بعملية الاعتقال الأولى في وقت سابق من يوم الجمعة فقد داهم ضباط مسلحون مبنى سكنياً في جنوبلندن واعتقلوا رجلاً في الوقت الذي قام فيه قناصة بتغطيتهم من فوق الأسطح. وأثار حادث إطلاق النار في قطار الانفاق جدلاً قوياً حول اتباع الشرطة ما يبدو أنه سياسة إطلاق النار للقتل في دولة لا يحمل بها أسلحة إلا ضباط الشرطة المتخصصون. وقالت صحيفة التايمز في مقال افتتاحي يدافع عن الشرطة: الواجب الملح هو إنقاذ الأرواح والدقة المتناهية لعمل الشرطة في مجتمع مسالم يجب أن تنحى جانباً، ولكن صحيفة فاينانشال تايمز قالت: إن الشرطة اتخذت منعطفاً يحتمل أن يكون خطيراً، بينما قالت الديلي ميل: إن الشرطة تخاطر بأن تتهم بالتصرف بالشكل السيئ الذي يتصرف به الإرهابيون. وقالت الصحف: إن الشرطة تعمل بموجب قواعد سرية جديدة يطلق عليها الاسم الرمزي (العملية كراتوس) التي تسمح للشرطة بالتصويب على الرأس مباشرة وليس الجسد إذا كان المشتبه به معه قنبلة. وقالت سكوتلانديارد: إن القتيل له صلة بتحقيقاتهم في الانفجارات وانه تجاهل تحذيراتهم له بالاستسلام قبل أن يطلقوا النار عليه. وحكى شهود عن مطاردة الشرطة السرية لمشتبه به حتى عربة قطار إنفاق، وتعثر الرجل أثناء جريه، حيث أطلقت عليه النار حينئذ أكثر من مرة من مسافة قريبة بينما يرقد على الأرض. وقال أحد الركاب ويدعى مارك ويتبي (47 عاماً): رأيتهم يطلقون خمس طلقات عليه ومات على الفور، وقع الأمر على بعد لا يتعدى خمس ياردات (أمتار) مني. وقال شاهد عيان آخر: إن الرجل القتيل لم يكن يحمل مسدساً في يده، ولكن مجموعات الضغط المسلمة قالت: إنها صدمت بحادث القتل ودعت لإجراء تحقيق شامل. وقالت لجنة حقوق الإنسان الإسلامية: إنها قلقة للغاية مما يبدو أنه سياسة (اضرب لتقتل). وقال مسعود شادجاره رئيس اللجنة في بيان اللجنة تخشى: إن حادث القتل اليوم قد يكون الأول فقط في سلسلة من قيام الشرطة بالقتل في مرحلة ما بعد السابع من يوليو وهو اليوم الذي قتل فيه أكثر من 50 في سلسلة تفجيرات. وتعرضت لندن لمجموعتين من الهجمات خلال أسبوعين، وفي الحالتين فجرت أربع قنابل في ثلاث قطارات وحافلة في أربعة مواقع في أنحاء العاصمة. وأدت الهجمات الأولى إلى مقتل 52 شخصاً وإصابة 700 في أسوأ هجمات في تاريخ لندن في وقت السلم. ولكن يوم الخميس الماضي فشلت القنابل في الانفجار بشكل صحيح ولم يقتل أحد. وسيطرت متابعة تفاصيل التطورات المثيرة للأحداث على النشرات التلفزيونية البريطانية بينما نشرت الصحف صور المشتبه بهم تحت عناوين (الأربعة المتصدرون لقائمة أبرز المطلوبين) و(الهاربون) و(القنابل البشرية). وقال ايان بلير رئيس شرطة لندن: إن قواته تواجه (أضخم تحدٍ) في العمليات في تاريخها. وقال في مؤتمر صحفي: هذا تحقيق يتحرك بسرعة شديدة، إننا نواجه تهديدات غير معروفة من قبل وخطراً كبيراً. واشترك مئات من ضباط الشرطة كان بعضهم مسلحاً بالمدافع والأسلحة الآلية في ثلاث مداهمات على الأقل في أنحاء لندن. ورفضت الشرطة القول بما إذا كان الرجل المحتجز أو الرجل الذي قتل في قطار الانفاق من الأربعة المشتبه بهم الظاهرين في الصور. ولكن صحيفة صن الشعبية قالت: إن هناك شبهات في أن الرجل المحتجز حاول تفجير الحافلة في انفجارات يوم الخميس، ولم يصدر تعليق من الشرطة. وأعلنت كتائب أبو حفص المصري المرتبطة بالقاعدة مسؤوليتها عن تفجيرات الخميس وتلك التي وقعت في السابع من يوليو - تموز وهددت باستهداف إيطاليا والدنمرك وهولندا وهي دول لها أيضاً قوات في العراق. ولكن خبراء أمنيين شككوا في إعلان تلك الجماعة مسؤوليتها عن هجمات سابقة في أوروبا.