تشكِّل العين الحارة في بني مالك بمنطقة جازان أحد المواقع السياحية الهامة التي يقصدها السياح للاستشفاء، وقد أثبتت الأيام أنّ أعداد السياح والزوار الذين يأتون إليها سنوياً في ازدياد مستمر، وقد عرفت منذ القدم كعلاج للكثير من الأمراض لاسيما الجلدية بإذن الله تعالى .. كانت الناس وما زالت تفد اليها من كلِّ مكان للاستشفاء، فهي مياه كبريتية تنبع من تلك الصخور وتصل درجة حرارتها إلى حوالي 70 درجة مئوية، فقد كانت في السابق عبارة عن عيون متقاربة تنبع من مكان واحد بصورة طبيعية في جرف صخري وعر قليلا، إذا ما أردت الوصول إلى داخلها وتسيل إلى الجانبين، فكان هناك مكان للنساء والآخر للرجال، حيث ظلت كذلك حتى قامت هيئة تطوير وتعمير فيفا بالاعتناء بها وتنظيمها فقامت بوضع حاجز يمنع الدخول إلى البركة الطبيعية، ثم أقامت قسما خاصا بالرجال به مسبح كبير للرجال يتمكن الجميع من الدخول إليه بما فيهم الأطفال، حيث إنّ لهم مكاناً مخصصاً يتناسب من طبيعتهم السنية ويغذي المسبح مواسير كبيرة تمتد من البركة (الأم) وقامت بسقفها ووضع عازل لحماية الناس من حرارة الشمس. ويتجدد ماء المسابح تلقائياً كون العين في الأصل مياهاَ جارية .. بالإضافة إلى وجود دورات المياه والمسلخ والاستراحات المنظمة والجلسات الداخلية، بالإضافة إلى مسجد يستوعب الجميع ومثل ذلك قسم مستقل خاص بالنساء تتوفر دورات المياه ومسبح ومصلى وهو معزول بحاجز من البناء يتفق وخصوصية المرأة. فوائد جمّة وبالرجوع إلى الدراسات الطبية التي أجريت على مياه العين وجد لها فوائد كبيرة في الأمراض الجلدية لاسيما الحساسية، بالإضافة إلى أمراض الروماتيزم حيث اظهرت النتائج تحسناً كبيرا لدى المرضى الذين كانوا يعانون منه واستمروا على استخدام مياه العين.وتقوم الهيئة بصيانتها والاهتمام بها. ومع الأيام بدأ الاهتمام يقل، وقد يكون ذلك لضعف الإمكانيات لدى الهيئة .. المواطنون الذين التقت بهم (الجزيرة) اجمعوا على التحسن الذي طرأ على حالاتهم الصحية بفضل الله تعالى. طريق غير معبَّد المواطن حسين الحربي تحدث (للجزيرة) قائلا: أتيت من جدة بعد أن نصحني أحد اصدقائي بذلك، فأنا أعاني من روماتيزم مزمن وقد مضى على مكوثي هنا خمسة ايام وشعرت بتحسن كبير جداً بفضل الله تعالى ثم بفضل الفائدة الموجودة، التي وضعها الله سبحانه وتعالى في مياه العين .. وأضاف: نتمنى من المسؤولين عن الطرق في منطقة جازان الاهتمام بالجزء المتبقي من الطريق الذي يربطها بالطريق المسفلت، حتى يستطيع الناس الوصول اليها بيسر وسهولة. تحسُّن كبير في حالتي الصحية أما أحمد العمري فقال: سمعت بالعين الحارة كثيراً وقررت إحضار الوالد إليها كونه يعاني من صعوبة في الحركة، والحمد لله حالته بدأت في التحسن وبدأ في المشي وما يعكر صفو الزائر هو قلة الخدمات وصعوبة جزء من الطريق واضاف: توجد غرف للإيجار ولكنها دون المأمول ونضطر العودة يومياً إلى الداير حيث السكن المناسب والخدمات المتوفرة. واضاف استغرب قلة الاهتمام بالطريق اليها فهي تمثل منتجعاً سياحياً هاماً، إضافة إلى الأودية التي تقع خلفها والتي تمتلىء بالشلالات الطبيعية أنها جديرة بالاهتمام. أما عن قلّة الاهتمام بالعين فذكر عيسى الحسن أنّه قد جاء إلى العين قبل ثماني سنوات وقد كانت افضل من الوضع الذي هي عليه الآن حيث يشاهد قلة النظافة حاليا، إضافة إلى دورات المياه التي تحتاج إلى الصيانة وغيرها الكثير وكنت أتوقع أن العين قد شهدت تحولاً كبيراً كونها تمثل عامل جذب سياحي للاستشفاء، إلاّ أنّ ما حدث هو العكس واعتقد أنّ قيام القطاع الخاص باستثمار العين والاعتناء بها مقابل سعر رمزي بسيط كفيل بتنظيمها التنظيم الأمثل. تنظيم استثماري حامد رجل أعمال تحدث إلى الجزيرة بنظرة استثمارية قائلاً: كما تشاهد الأرض الموجودة داخل العين كبيرة وهي مناسبة لإقامة فندق عليها بحيث تكون هناك مسابح للجنسين في (قبو الفندق)، ويجلب إليه الماء من العين بحيث يكون هناك خصوصية تامة لنزلاء الفندق ولو منح ذلك إلى أحد المستثمرين مقابل صيانة العين والاعتناء بها لكان كفيلا بالقضاء على نقص الخدمات الموجودة حاليا بالعين، ولأعطي ذلك راحة تامة لمرتادي العين لاسيما الذين يأتون من مناطق بعيدة ويحتاجون إلى الإقامة لفترة طويلة. الصيانة مستمرة مصدر بهيئة تطوير فيفاء أوضح (للجزيرة) أنّ الهيئة لم تهمل او تقصر في صيانة العين، وقد أنفقت عليها مبالغ كبيرة في الإنشاء والصيانة وما زال الاهتمام قائماً، كما في السابق .. وأضاف: نحن نرحب بأي أفكار بنّاءة لتطوير العين الحارة، الطريق تمت ترسيته على إحدى المؤسسات الوطنية، مصدر مسؤول بإدارة النقل بجازان أوضح للجزيرة أن الطريق قد تمت ترسيته مؤخراً على إحدى المؤسسات الوطنية، وسوف تحل معضلة الطريق .. وأضاف طريق (آل محمد - آل زيدان) سوف يمر بجوار العين الحارة.