تشتهر منطقة بني مالك في جازان بوجود عين للمياه الحارة، يقصدها المئات للاستشفاء من أمراض عدة، لما تحتويه من مياه كبريتية. تأخذ العين التي تنبع من الصخور وتصل درجة حرارتها الى نحو 60 درجة مئوية، طابعاً مميزاً، بعدما قامت هيئة تطوير وتعمير فيفاء بتطويرها وصيانتها، وتقسيمها إلى قسمين، أحدهما للرجال والآخر للنساء، في كل منهما مسبح كبير، ووضعت حاجزاً يمنع الدخول الى البركة الطبيعة. ويغذي المسبح المسقوف مواسير كبيرة تمتد من البركة الأم ويتجدد ماء المسابح تلقائياً. كما يوجد دورات مياه ومسلخ واستراحات منظمة، وجلسات داخلية، إضافة الى مسجد للرجال وآخر للنساء. وأثبتت الدراسات التي أجريت على مياه العين أن لها فوائد كبيرة في علاج الأمراض الجلدية، مثل الحساسية، إضافة إلى أمراض الروماتيزم، إذ اظهرت النتائج تحسناً كبيراً لدى المرضى، الذين كانوا يعانون منه، واستمروا على استخدام مياه العين. وتبعد العين 25 كيلومتر من جنوب محافظة الداير بني مالك، والطريق اليها من جزأين، جزء مسفلت عن طريق جبل خاشر والبقية ترابية صخرية. ويشتكي بعض الزائرين للعين من قلة الاهتمام، فيما يشير آخرون إلى صعوبة الطريق، الذي يحتاج الى سيارات الدفع الرباعي. ويرى ماجد هادي من محافظة أبي عريش أن العين لم تعد كما كانت، إذ قل الاهتمام بها من حيث الصيانة والنظافة. ويضيف أنه يصحب والده الذي يعاني من الروماتيزم الى العين الحارة في بني مالك دائماً، وأن هذه المياه ساعدت كثيراً في تحسن حالته الصحية. أما أحمد الفيفي فيصف الوصول إلى العين بالمعاناة"يصعب على السيارات الصغيرة الوصول إلى مكان العين بسبب وعورة الطريق". ويشير إلى أن للعين أهميتين، الأولى علاجية، والثانية سياحية استشفائية، لا سيما أن المنطقة المحيطة بالعين تحتوي على الكثير من المتنزهات الجميلة، والأودية التي تمتلئ بالشلالات الطبيعية المنحوتة في تلك الصخور. وأضاف أنه أتى من جدة للعلاج من مرض الروماتيزم. أما عبدالله السفري، فيؤكد أن والده الذي يقيم في جدة أصبح من مرتادي هذه العين باستمرار"بعدما خففت مياهها المعدنية من آلام الروماتيزم التي يعاني منها". ويضيف أن ما يعكر صفو الزائرين هو قلة أماكن السكن إلى جوار العين، ما يجعلنا نعود يومياً إلى الداير، وتمنى أن يُمنح القطاع الخاص فرصة إدارة العين واستثمارها واقامة فندق في ساحة العين. استثمار العين يؤكد أحد رجال الأعمال في منطقة جازان أن العين تعتبر من الفرص الاستثمارية، التي لو أتيح للقطاع الخاص الاستثمار فيها لكانت ذات جدوى جيدة، وستقضي على الكثير من السلبيات، المتمثلة في انعدام السكن المريح أو حتى قلة النظافة والصيانة. ويوضح أن الأرض الكبيرة الواقعة داخل محيط العين مناسبة لإقامة فندق عليها، بحيث تكون هناك مسابح للجنسين في قبو الفندق، تُجلب إليها المياه من العين.