الأمن حاجة إنسانية ملحة، ومطلب فطري لا تستقيم الحياة بدونه، ولا يستغني عنه فرد من أفراد المجتمع، فلا تُتصور الحياة بلا أمن، بل لا يمكن أن تُقبل أو تُطاق، فإذا فُقد الأمن تعطلت مصالح الناس وتوقفوا عن طلب العيش والكسب، بل وقد يتوقفون عن أداء كثير من العبادات التي كانوا يؤدونها بكل طمأنينة وخشوع في أيام الرخاء والأمن، فتنحصر هممهم في طلب الأمن لانفسهم ومَنْ تحت أيديهم، ودفع الظلم والعدوان الواقع أو المتوقع عليهم، فتتعطل بذلك المصالح وتتوقف أنشطة الحياة، وتدب الفوضى ويشيع الفساد إذا فُقد الأمن. فكيف يتأتى للإنسان أن يبدع وهو يتوجس الخوف ويتوقع المصيبة في أي لحظة؟ وكيف للإنسان أن يتمكن من السعي في الأرض لطلب الرزق وهو يخشى اللصوص وقطاع الطرق؟!.بل كيف يستطيع الإنسان القيام بواجبات الإيمان وأداء شعائر الإسلام الظاهرة من صلاة وحج وعمرة وأمر بمعروف ونهي عن منكر وهو خائف على نفسه وأهله وماله؟.فنحمد الله عز وجل على هذه النعمة التي نعيش في كنفها وتحت ظلالها، في حين ان الناس من حولنا يتخطفون، حتى أصبح الأمن في بلادنا مضرب المثل في جميع أصقاع المعمورة.ولكي تدوم نعمة الأمن والأمان كان لابد من شكر الخالق جل وعلا على هذه النعم، وأن نلزم جماعة المسلمين وننبذ الفرقة والخلاف، وأن نسمع ونطيع لولاة أمورنا وعلمائنا الربانيين، وان نوحد الكلمة ونقف صفاً واحداً في وجه كل من اراد ان يوقد الفتنة في بلاد الحرمين الشريفين: مهبط الرسالة وقبلة المسلمين وقاعدة الإسلام وحصن الايمان ومعقل الدعوة.نقف صفاً واحداً في وجه كل حاسدٍ وحاقد امتلأ قلبه غيظاً وكمداً مما نعيشه من أمن واستقرار. نقف صفاً واحداً في وجه كل من أراد ان يهز كياننا ويفرق كلمتنا مهما استخدم من عبارات براقة وخطابات مضللة تخفي تحت انيابها الحقد الدفين للإسلام وأهله. نقف صفاً واحداً في وجه كل من جعلوا من أنفسهم وقوداً لفتنة عمياء واجرام أسود انقض على الأطفال والنساء في بلاد الحرمين الشريفين.إن مصدر الأمن في بلادنا هو التمسك بشرع الله وسُنّة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ولذا مهما حاول الأعداء الكيد والتآمر فلن يصلوا الى مطلوبهم ما دمنا متمسكين بشرع الله المطهر، ملتفين حول ولاتنا وعلمائنا.فالسفينة واحدة والمصير واحد، وما تعيشه بلادنا اليوم من تلاحم وترابط بين القيادة والشعب في نبذ تلك الأفعال الشنيعة والأفكار الهدامة إلا أكبر دليل على انتمائنا لهذا الكيان العظيم الذي نتفيأ ظلاله وننعم في أكنافه. نسأل الله عز وجل أن يديم علينا هذه النعم وأن يوفقنا للقيام بشكرها. شرطة منطقة القصيم مركز شرطة بريدة الشمالي [email protected]