إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شعيرة من أهم شعائر هذا الدين العظيم، إذ إن القيام به وبحدود الله تعالى صمام أمان لهذه الأمة، كما جاء ذلك في حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم إذ يقول:(مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة، فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقاً ولم نؤذ من فوقنا فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاً، وإن يأخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعاً) أخرجه البخاري من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه، وهذا يدل على أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو الركن السادس من أركان الإسلام، وقد أقر بذلك بعض أهل العلم، فعليه يقوم بنيان الدين والملة، وإن مما يزيد هذه الدولة عزاً وفخراً قيام رجالها وولاة أمرها على نصرة القائمين بهذا الركن الركين، فوضعوا لهم السلطة وأيدوهم بالمنعة وأسسوا لها جهازاً مستقلاً له صلاحياته ومهماته وحرصوا على الذب عنه بل والثناء عليه وتأييده في أية فرصة تتاح لهم، فمعلوم أن مهمة الأمر بالمعروف واجبة على جميع المسلمين فلقد وظف النبي صلى الله عليه وسلم كل افراد الأمة في إحياء هذه الشعيرة وذلك بقوله صلى الله عليه وسلم: (من رأى منكم منكرا فليغيره...) ولكن الذي تغير هو الإنتاج والأثر ففي السابق تنصح وتنكر فربما يسمع لك وربما لا، حسب قبول المرء لما تقول وحسب أسلوبك في أدائك لهذه المهمة، أما الآن فالأمر بالمعروف متغير جداً فإنك إذا تكلمت سمع الناس لك فلا يجب عليك إلا أن تبذل الخير لهم بأسلوب جذاب تلين معه القلوب والأفئدة، يكون ذلك باختيارك الوقت والطريقة المثلى لهذا البذل، وقد قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم:{وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ} فالنبي يأمر وينهي من منصب النبوة الذي يوجب على الناس السمع والطاعة لذلك النبي ، ومع ذلك وجه الله سبحانه نبيه بعدم الغلظة والفظاظة مما يدل على أهمية الأسلوب والطريقة والآمر بالمعروف والناهي عن المنكر المؤيد بالسلطان متبع للنبي، فيجب عليه ما يحب على ذلك النبي.إن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تعد عينا من عيون الدولة، ساهرة وحريصة على منع ما يضر بهذه الدولة القائمة على المعروف الذي أمر الله به والمانعة للمنكر الذي نهى الله تعالى عنه، ذلك أن المعروف والمنكر يشملان العلم والعمل جميعاً، فالعمل ضد الشهوات، والعلم ضد الشبهات، وأن من أخطر الشبهات التي نواجهها الآن في هذه البلاد شبهة التكفير التي يترتب عليها فعل التفجير، ومن أعظم واجبات الهيئة منع هذا المنكر والأمر بضده من المعروف والسنة، فيجب المضي قدماً في إيصال رسالة هذه الأمة عن طريق هذا الركن.أحمد ربي على منته وفضله، واشكر القيادة الحكيمة على قيامها بركن الدين - الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
