الأحد 11/5/1423ه يوم ترجل فيه فارس طموح مقدام من ابناء هذا الوطن عن صهوة جواده.. الامير احمد بن سلمان بن عبدالعزيز عمل لسنوات في صمت وروية للنهوض بأكبر امبراطورية صحفية في الشرق الاوسط، قناعة سموه، رحمه الله كانت كبيرة جداً تجاه اهمية تثقيف المواطن السعودي خاصة والمواطن العربي بصفة عامة، هل عرفتم بيتاً على امتداد الوطن العربي يخلو من مجلة المجلة او مجلة الرجل او صحيفة الشرق الاوسط، وغيرها من المطبوعات؟. ان مصابنا، كمنتمين للمؤسسات الثقافية، برحيل سموه لا يقبل الا عزاء استمرار العطاء، فالثقافة همّ وهاجس يحتاج لرجال لهم من سمات الفرسان جلها، ولهم النصيب الاوفر من سخاء الحس الانساني والايمان بمبدأ وجوب الارتقاء بعقلية الشعوب، وذلكم هو احمد بن سلمان الفارس المعطاء، اريدكم ان تشاهدوا اميرنا الراحل وهو يقبل يد احد الاطفال المعاقين الذين يحفلون برعاية شقيقه سلطان..لذلك اعرف يقيناً ان لا حدود لانسانية ابناء امير الرياض..!!. خسارتنا بفقدان احمد خسارة انسانية واجتماعية، لا يراودني شك في انها ستجد لدى اخوته من اصحاب السمو وعياً كاملاً بضرورة متابعة المسيرة التي بدأها اخوهم - رحمه الله -، كما اتمنى ان يقوم نادي الفروسية برجاله الاوفياء بدراسة تخصيص جائزة سنوية للفروسية باسم سموه - رحمه الله -، عرفاناً للكثير مما بذله في سبيل الارتقاء بهذه الرياضة النبيلة لدرجة رفع اسم بلادنا الغالية عالياً في العديد من المحافل العالمية. عاشق الخيل ترجل، ورحل الى مثواه الاخير، تاركاً ارثاً من الانجازات التي تحدت سنوات عمره القصير، امير وفارس ومثقف وانسان.. حسبنا ان ننصت لدعاء كل من امتدت لهم اياديه البيضاء في صمت جابري عثرات الكرام، واحتساب مغيثي كل ملهوف، نسأل المولى ان يتولى فقيدنا برحمته الواسعة، وان يسكنه فسيح جناته. ولوالدي صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز، ارسل عزائي وعزاء زملائي الذي نستلهمه دوماً من صمود وصبر سموكم في مواجهة النوائب دمعتكم الغالية مصدر فخر، ودافع لنا في ارساء مفاهيم الانسانية الشفافة التي ما فتئت تطل دوماً من عباءة خصال الرجال عند سموكم الكريم. كما ارسل عزائي وعزاء زملائي لوالدة الفقيد اعانها الله والهمها الصبر والسلوان، كما ارسل عزائي الى اخواني المواطنين والى كل عربي يعنى بالثقافة والرياضة ممن شهد احلاماً كثيرة تترجم الى واقع ملموس على يد اميرنا رحمه الله .