السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد.. اطلعت على اللقاء الذي اجراه الصحفي المخضرم عبدالرحمن المصيبيح مع المهندس خالد البهلول مدير ادارة التسمية والترقيم والمسح الجوي في امانة مدينة الرياض، والذي تطرق من خلاله المهندس البهلول الى مراحل تطور مشروع التسمية والترقيم في مدينة الرياض حيث قامت الامانة قبل عدة سنوات ومن خلال حرصها المتواصل للنهوض بعاصمة بلادنا الغالية بتنفيذ مشروع تسمية وترقيم احياء وطرق وشوارع مدينة الرياض هذا المشروع المهم الذي اكسب الرياضالمدينة وجهاً حضارياً وتنظيمياً هي بأمس الحاجة اليه نتيجة للتوسع الهائل والمستمر في حركة التنمية والعمران بالمدينة، ورغم ما اثير سابقاً من ملاحظات من هنا وهناك حول طريقة الترقيم والتسمية إلا أنه لا يختلف اثنان ان هذا المشروع كان له من الايجابية الشيء الكثير ورغم مرور عدة سنوات على تنفيذ هذا المشروع إلا أنه يلاحظ ان الاستفادة من طريقة الترقيم كانت معدومة نظراً لعدم قيام الامانة بحملات توعية وتوضيح لطريقة العمل بالارقام فليس المهم اقامة مشروع ما بل الأهم هو مدى الاستفادة منه، فعندما تريد الوصول لموقع ما ومعك العنوان كاملاً فإنك لا تعلم اين يقع هذا الموقع من خلال عدم معرفتك بطريقة ترقيم المنازل والبيانات فتضطر لاستخدام الطريقة التقليدية في معرفة موقع ما «أول شارع يمين بعد المحطة، ثاني شارع يسار او قبلة المسجد، عندما ينتهي الشارع على شكل حرف تي خذ يمين.. الخ» بمعنى ان الاستفادة من هذه الارقام معدومة تماماً وتنحصر عندما تصل للمكان المطلوب بطريقة الوصف التقليدية ان تتأكد انه هذا الباب او ذاك، ولعل متابعة طرق استلام بلاغات الطوارئ في غرف عمليات الشرطة او الدفاع المدني او الهلال الاحمر السعودي واساليب توجيهها للوصول الى مكان الحادث تثبت اننا ابعد ما نكون - في عاصمة حضارية تتمتع بوجود هذا المشروع - من الاستفادة منه وما يعنيه ذلك من عدم قدرتنا في ادارة الوقت بصورة صحيحة. وعندما يسافر احدنا الى العواصم الاوروبية على سبيل المثال يتضح ان هذه الارقام هي وسيلتنا للوصول الى مكان ما من خلال ابلاغ السائق باسم الشارع ورقم المبنى المراد الوصول له وماهي إلا مدة بسيطة وانت تقف عند الموقع المطلوب ولم يأت هذا التنظيم من فراغ بل نتيجة الوعي بأهمية هذه الارقام وبالتالي اهمية تنظيم الوقت لدى هذه المجتمعات. وتطرق المهندس البهلول في حديثه الى اعمال الصيانة التي تتم بنوعيها الصيانة الذاتية او عن طريق التعاقد مع مقاولين، إلا أن المتابع لهذا المشروع يلاحظ انه لايكاد يخلو شارع او طريق رئيسي في مدينة الرياض من وجود لوحات لأرقام او قواعد للوحات في الجزر الوسطية في الطرق والشوارع قد اصابها التلف بسبب الحوادث المرورية ولم يتم استبدالها وتجديدها او ازالتها بسبب خطرها على المشاة. ومما يلفت النظر ان طريق الملك فهد والذي تشرف عليه الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض وهو شريان رئيسي في المدينة والذي يقطعها من الشمال الى الجنوب والعكس صحيح لايوجد به اي لوحات ارشادية للطرق والشوارع الرئيسية المهمة التي تتقاطع معه وهي شارع الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وطريق الأمير محمد بن عبدالعزيز، وطريق الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، وشارع موسى بن نصير، وشارع الأمير نايف بن عبدالعزيز، وطريق الإمام سعود بن عبدالعزيز بن محمد، فهذه الشوارع والطرق من اهم شوارع وطرق مدينة الرياض، ورغم ذلك لم يتم الاشارة لها بما يتناسب واهميتها للمدينة وخاصة لغير ساكني مدينة الرياض الذين يجهلون مواقع هذه الطرق والشوارع وذلك على غرار اللوحات الحديثة التي وضعت في طريق الامام سعود بن عبدالعزيز بن محمد وللأسف ان وسائل الاعلام وخاصة الصحافة لم تساعد الأمانة في نشر وتوعية المواطنين بأهمية استخدام هذا المشروع الاستخدام الأمثل من خلال الزام المعلنين باستخدام المسميات الجديدة والارقام بحيث يكون مثلاً كالتالي: 66 طريق صلاح الدين الأيوبي الرياض، ورفض استخدام المسميات القديمة مثل شارع الوزير، شارع الخزان، شارع الستين.. إلخ، ولا يمنع ان يتم وضع الاسم القديم بين قوسين بجوار الاسم الجديد حتى يتعود الناس على استخدام الارقام والمسميات الجديدة، وآمل ان تبادر وزارة الاعلام بالزام المطابع باستخدام المسميات الحديثة والارقام عند طباعة المنشورات التجارية، كما انه على الامانة ان تنسق مع الجهات الحكومية عند وضع اللوحات التي تشير الى مواقعها وخاصة تلك الجهات التي لها فروع عدة في المدينة مثل مراكز الشرطة والدفاع المدني وهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمدارس الحكومية وان تكون هذه اللوحات ذات مواصفات معينة لتمييزها وتحقيق الفائدة منها وبما يعود بالمظهر الجمالي والتنظيمي على المدينة، والزام محلات كتابة وتصميم اللوحات الاعلانية بالتنسيق مع ادارة التسمية والترقيم في الامانة قبل تصميم او وضع اي لوحة في شوارع الرياض لأي جهة كانت حكومية أو خاصة لضمان عدم العشوائية في وضع مثل هذه اللوحات التي تثبت غالباً بعدد من الاحجار بصورة بدائية لاتتناسب ومظهر مدينة الرياض الحضاري، كما ان الطريقة المتبعة سابقا في وضع مسميات الطرق او الشوارع غير عملية بمعنى ان العديد من هذه اللوحات تعرضت للعبث والتلف بسبب سهولة وصول اليد اليها، فالمفروض ان يتم وضع هذه اللوحات على البنايات بمستوى مرتفع كما هي الحال في شوارع بعض العواصم مثل باريس او لندن وهو ما اشار اليه المهندس البهلول في حديثه لصحيفة «الجزيرة» واعتقد ان ذلك سيساعد كثيراً على تحقيق استفادة اوسع لمشروع التسمية والترقيم، كما انه من الضروري وجود تنسيق على مستوى عال بين الامانة والادارة العامة للطرق والنقل بمنطقة الرياض والتي حسب علمي هي الجهة المسؤولة عن اللوحات الارشادية في الطرق التابعة لها ومن الملاحظات في ذلك ان القادم لمدينة الرياض من جهة الغرب «طريق القديه» وعند محاذاته لمجلس الشورى يفاجأ بلوحتين تشيران الى وسط الرياض الأولى صحيحة وهي المؤدية الى بداية طريق مكةالمكرمة من جهة الغرب والذي يقطع مدينة الرياض من الغرب الى الشرق، ولوحة أخرى تشير الى وسط الرياض وهي التي تؤدي الى طريق الملك خالد ومجلس التعاون الخليجي وهذا التقارب للوحتين يحدث لبساً وارباكاً لقائد السيارة هو في غنى عنه، فحبذا لو تمت الاشارة الى طريق الملك خالد في اللوحة الثانية، كذلك عدم وجود لوحات ارشادية لمداخل جامعة الملك سعود ومستشفى الملك خالد الجامعي على طريق الملك خالد والمؤدي شمالاً الى محافظة الدرعية وصلبوخ. واملنا ان تتكاتف جهودنا جميعا من اجل ان تبقى الرياض عاصمة حديثة وحضارية دوماً برعاية واهتمام قيادتنا الحكيمة ومتابعة سمو اميرها المحبوب صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز وسمو أمين مدينة الرياض. مهندس عبدالعزيز بن ابراهيم الناصر