نصحت الولاياتالمتحدةالامريكية الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بعدم التوجه الى الخارج بعد رفع الحصار عنه الذي قالت: انه بات وشيكا وطلبت من عرفات البقاء في الاراضي الفلسطينية لاعادة بناء هياكل السلطة والتصدي لمن تسميهم واشنطن بالارهابيين ، وتوقعت واشنطن في ذات الوقت حلا وشيكا لأزمة حصار كنيسة المهد . وفي غضون ذلك واصلت اسرائيل مماطلاتها بشأن عدم استقبال بعثة تقصي الحقائق لكن وزير الخارجية الاسرائيلي حذر حكومته من ان هذا الرفض قد يوحي بان اسرائيل تخفي شيئا مقللا في ذات الوقت من شأن الجرائم التي ارتكبتها اسرائيل في مخيم جنين، وفي ذات الوقت واصلت القوات الاسرائيلية اعتداءاتها في عدة مناطق واحتلت امس قريتين واعتقلت العديدين من السكان فيهما قال الجيش الاسرائيلي وشهود عيان ان الدبابات والمدرعات الاسرائيلية اجتاحت قرية قرب بيت لحم بالضفة الغربية امس الثلاثاء بحثا عن نشطاء. وادعى الجيش الاسرائيلي ان قواته اقتحمت قرية الشواورة شرقي بيت لحم «لاحباط النشاط المعادي في القرية». وقال الشهود: ان القوات الاسرائيلية فرضت حظر التجول على القرية الفلسطينية وفتشت المنازل وشنت حملة اعتقالات. وهذه هي المرة الثانية التي تقتحم فيها القوات الاسرائيلية قرية الشواورةخلال أسبوعين. وقالت وكالة الانباء الفلسطينية «وفا» ان أعدادا كبيرة من الجنود دخلت القرية «وسط عمليات اطلاق نار مكثفة». وقال مسؤولون فلسطينيون: ان القوات الاسرائيلية دخلت ايضا الى قرية قرب جنين شمال الضفة الغربية واعتقلت خمسة عناصر من الجهاد الاسلامي. واعلن الجيش الاسرائيلي ان قواته انسحبت من الشواورة بعد خمس ساعات ومعها ستة معتقلين بينهم ثلاثة من المطلوبين. شهيد في غزة وافاد مصدر طبي فلسطيني مسؤول من جانب آخر ان فلسطينيا استشهد ليل الاثنين الثلاثاء برصاص الجيش الاسرائيلي في منطقة ابو العجين غرب مدينة دير البلح جنوب قطاع غزة. وقال المصدر لوكالة فرانس برس: ان محمد سعيد ابو غرابة (30 عاما) وهومن حي ابو العجين في بلدة وادي السلقا غرب دير البلح قتل عندما فتحت دورية اسرائيلية النار عليه داخل البلدة. كما اصيب طبيب فلسطيني بجروح خطرةبالرصاص الاسرائيلي اثناء توغل الجيش في الخليل فيما اوقف طبيب آخر يعمل لحساب الهلال الاحمر الفلسطيني. واوضح المصدر نفسه ان الطبيب ابراهيم سلامة (45 عاما) اصيب برصاصة في المعدة عندما حاول اسعاف اشخاص جرحوا خارج منزله. وتم نقل سلامة الى المستشفى «في حال خطرة». وفي وقت لاحق من اليوم نفسه. اوقف الطبيب يونس سلوم (45 عاما) مساعد مدير فرع الهلال الاحمر الفلسطيني في مدينة الخليل بعد ان اوقف الجنود الاسرائيليون سيارة الاسعاف التي كان على متنها مع عدد من الرعايا الفرنسيين. وقد اعادت اسرائيل قبل فجر الاثنين احتلال مدينة الخليل جنوبالضفة الغربية اثر موافقتها بضغط اميركي على رفع الحصار عن عرفات في رام الله «خلال ايام». توقعات واشنطن من عرفات وفيما يتصل بوضع عرفات ايضا قالت وزارة الخارجية الامريكية انه يتعين على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات البقاء في الضفة الغربية وأن يستغل حريته التي حصل عليها مؤخرا في ممارسة دوره كقائد بمكافحة العنف والسعي للسلام مع إسرائيل بدلا من السفرللعواصم الاخرى، وسيكون عرفات قادرا على مغادرة المجمع الذي يضم مقره في رام الله للمرة الاولى خلال شهر، وذلك بموجب اتفاق تم التوصل إليه يوم «الاحد» بوساطة الرئيس الامريكيس جورج بوش. يذكر أن عرفات محاصر في المدينة منذ كانون الاول «ديسمبر» الماضي. كما دعا المتحدث إسرائيل إلى السماح لفريق لتقصي الحقائق تابع للامم المتحدةبدخول بلدة جنين الفلسطينية للتحقيق في المذابح التي ارتكبتها القوات الاسرائيلية ضد المدنيين . باول حل وشيك وقال وزير الخارجية الامريكي كولين باول بأنه يتوقع التوصل إلى حل سريع للازمة بين الاسرائيليين والفلسطينيين بشأن كنيسة المهد في بيت لحم. يذكر أن أزمة الكنيسة العتيقة التي يتحصن داخلها أكثر من 200 فلسطيني هي العقبة الكبرى الاخيرة أمام حل النزاع الاسرائيلي الفلسطيني الحالي بعدالاتفاق الذي تم التوصل بشأن رفع الحصار الاسرائيلي عن مقر عرفات، وفي تصريحات للصحفيين عقب محادثات مع وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشرحول الشرق الاوسط وقضايا أخرى يوم /الاثنين/. قال باول إنه يأمل التوصل إلى اختراق في أزمة بيت لحم خلال الايام القليلة القادمة، وتابع يقول أعتقد بأن هناك حلا، ولكن لا أعرف مدى قربه من متناول اليد.. كل العناصر متوافرة. ومازالت هناك بعض المناقشات الصعبة ستجري ولكن أعتقد ان الازمة ستحل في المستقبل القريب. وأضاف باول كذلك أن ممثلا أمريكيا من وزارة الخارجية سيسافر إلى المنطقة للانضمام إلى فريق طليعي من الخبراء البريطانيين موجود في المنطقة. وذلك لتقييم مدى التقدم في تنفيذ اتفاق رام الله، ولم يتم بعد الاتفاق على تفاصيل كيفية إشراف الفريق الامريكي البريطاني على اعتقال ستة فلسطينيين مازالوا موجودين مع عرفات في مقره رغم مطالب رئيس الوزراء الاسرائيلي أرييل شارون بتسليمهم لبلاده. وقال باول انه سيتم الاتفاق على هذه التفاصيل خلال يومين. والفلسطينيون الستة كانت حاكمتهم قبل ايام السلطة الفلسطينية بعد اتهامهم بقتل وزير السياحة الاسرائيلي السابق رحبعام زئيفي. وأضاف وزير الخارجية الامريكي أنه في هذه المرحلة «سيتسنى نقل الفلسطينيين الستة إلى السجن ، وهو ما سيتيح لعرفات بعد ذلك المرونة اللازمة للحركة في الاراضي المحتلة لكي يتسنى له الاضطلاع بمسئولياته مرة أخرى لانهاء العنف ولبناء هياكل عاملة للسلطة الفلسطينية من جديد». استمرار المماطلات الاسرائيلية وفي غضون ذلك ابقت الحكومة الامنية الاسرائيلية على رفضها لمجيء فريق الاممالمتحدة لتقصي الحقائق حول جنين كما اعلنت رئاسة الحكومة الاسرائيلية في بيان. من جهته اقر وزير الخارجية الاسرائيلية شيمون بيريز في حديث الى الاذاعة العامة ان «هذا القرار يضع اسرائيل في وضع غير سهل». واضاف بيريز «خلال النهار سيعقد مجلس الامن اجتماعا يمكن ان يأخذ اجراءات من جانب واحد ضدنا وبغيابنا معتقدا بان لدينا ما نخفيه». وجاء في البيان الاسرائيلي ان «اسرائيل قدمت شروطا اساسية لكي يتمكن الفريق من القاء الضوء على ما حصل بشكل نزيه، وطالما لم يتم التجاوب مع هذه الشروط لن يكون بامكان البعثة بدء اعمالها». وخلال اجتماع للمسؤولين الامنيين الاسرائيليين اعلن رئيس اركان الجيش الجنرال شاوول موفاز ورئيس جهاز الموساد افراييم هاليفي رفضهما قدوم مجموعة تقصي الحقائق التابعة للامم المتحدة الى جنين. وقال بيريز «هناك مخاوف لدى المسؤولين في الاجهزة الامنية والجيش الا انني لا اتوقف عن تكرار القول ان العدالة الى جانبنا، ليس لدينا ما نخشاه وفي حال واصلنا الرفض يمكن ان تشكل لجنة تحقيق دولية». ويؤكد الفلسطينيون ان الجيش الاسرائيلي ارتكب مجازر وجرائم حرب في مخيم جنين خصوصا بعد ان اعلنه منطقة عسكرية يحظر دخولها على اي كان. وتم حتى الآن العثور على جثث خمسين فلسطينيا في مخيم جنين الا ان الكثيرمن الجثث لا تزال تحت الانقاض كما ان الاسرائيليين دفنوا العشرات من الجثث ان لم يكن المئات في مقابر جماعية لاخفاء معالم جريمتهم. وتشير منظمات حقوق الانسان الى حصول خروقات للاتفاقات الدولية من قبل اسرائيل في مخيم جنين. خيبة امل وبشأن لجنة التحقيق ايضا اعلن موظف كبير في الاممالمتحدةانه تلقى «انباء مخيبة للآمال» من اسرائيل التي خلافا لما كان متوقعا، لم تتخذ قرارا بشأن فريق تقصي الحقائق الذي تريدالاممالمتحدة ارساله الى مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية. وجاءت هذه التصريحات قبل اجتماع الحكومة الامنية الاسرائيلية امس. وفي غياب الرد الاسرائيلي. اضطرت الاممالمتحدة وللمرة الثالثة الى ارجاء سفر الفريق الذي ينتظر في جنيف الضوء الاخضر من تل ابيب للتوجه الى القدسالمحتلة. وفي تصريح للصحافيين. قال كياران برندرغاست مساعد الامين العام للشؤون السياسية «نقلت الى مجلس الامن الانباء المخيبة للآمال وهي ان الحكومة الاسرائيلية لم تتخذ القرار الذي كنا نتوقعه» بشأن ارسال فريق تقصي الحقائق الى جنين. وبعد السماع الى برندرغاست، علق مجلس الامن محادثاته حول الشرق الاوسط على ان يستأنفها في وقت لاحق. واشار دبلوماسيون شاركوا في المحادثات، الى ان مساعد السفير السوري فيصل مقداد، اعرب خلال الاجتماع «عن غضب واحباط المجموعة العربية» ولكنه لم يعلن عما اذا كان سيطلب من المجلس ان يعتمد قرارا جديدا يدين اسرائيل. واستنادا الى المصادر نفسها، اعلن السفير الاميركي في الاممالمتحدة جون نغروبونتي ان مشاعر القلق التي تنتاب اسرائيل بشأن البعثة «لم تتبددكلها» واعرب عن «الامل في ان يتم ذلك». وكان برندرغاست اشرف على المحادثات التي جرت يومي الخميس والجمعة الماضيين بين الاممالمتحدة والوفد الذي قدم من اسرائيل للحصول على «توضيحات» حول مهمة الاممالمتحدة في مخيم جنين. واضاف «ان الامين العام لا يزال يرغب في نشر فريق تقصي الحقائق في اسرع وقت ممكن ليتمكن من القيام بالمهمة التي اوكلها اليه القرار 1405».