مدريد - رويترز - قال وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز ان القوات الاسرائيلية ستنسحب "بشكل عام" من الضفة الغربية هذا الاسبوع وان اسرائيل ليس لديها شيء تخفيه عن تحقيق للأمم المتحدة في هجومها العسكري على مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين. وسئل بيريز في مقابلة مع تلفزيون "رويترز" مساء الثلثاء متى ستنسحب القوات الاسرائيلية من المناطق التابعة للحكم الفلسطيني في الضفة الغربية فقال "بشكل عام هذا الاسبوع". واضاف: "لدينا موقعان يمثلان مشكلة... رام الله مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وكنيسة المهد في بيت لحم. اننا نبحث عن فكرة بناءة أو مبتكرة لاتمامه". واعادت القوات الاسرائيلية انتشارها في معظم مدن الضفة الغربية لكنها أبقت على حصارها لمقر عرفات في رام الله وحول كنيسة المهد في بيت لحم حيث لجأ عشرات من المسلحين الفلسطينيين مع نحو 200 من رجال الدين وعمال الكنيسة ومسؤولين وأفراد من الشرطة الفلسطينية. وتتعرض اسرائيل لضغوط دولية قوية لانهاء هجومها العسكري الواسع في الضفة الغربية. وجدد بيريز مطلب اسرائيل لتسليمها ثلاثة رجال في مقر عرفات يشتبه بتورطهم في قتل وزير اسرائيلي العام الماضي لمحاكمتهم في اسرائيل. وسئل بيريز هل حصار مقر عرفات في رام الله وكنيسة المهد في بيت لحم هما العقبتان الوحيدتان امام انسحاب كامل فقال "نعم... بشرط ان يستمر الهدوء النسبي". واضاف ان اسرائيل ليس لديها "شيء تخفيه" عن بعثة الأممالمتحدة لتقصي الحقائق بشأن هجومها في مخيم جنين للاجئين بالضفة الغربية. وبعد وقت قصير من حديث بيريز ابلغت اسرائيل الاممالمتحدة انها لن تسمح للبعثة بالوصول الى مخيم جنين ما لم تضم ايضاً عسكريين وخبراء في "مكافحة الارهاب". وعن اتهام اسرائيل بارتكاب مجزرة في مخيم جنين قال بيريز: "ما أعرفه اليوم هو ان 50 فلسطينياً قتلوا... منهم 47 سقطوا وفي أيديهم أسلحة اضافة الى ثلاثة مدنيين". وقال ان غالبية الانتقادات للهجوم الاسرائيلي جاءت من أوروبا وأن "بعض الدول الاوروبية أسرف في انتقاد اسرائيل، للأسف استناداً الى اشاعات وتحريضات". وقال وزير الخارجية الاسرائيلي ان علاقات اسرائيل مع الاتحاد الاوروبي شهدت أزمة بسبب الهجوم العسكري. واضاف: "لا أرى أي سبب لمثل هذه الأزمة... التنسيق بين الولاياتالمتحدة واوروبا ضروري لأن الانقسام سيشجع الصراع". وقال بيريز انه يحاول العمل من اجل وقف لاطلاق النار "بكل ما في وسعي... اقول ان هناك احتمالا. ولا استطيع ان اقول انه شيء مضمون". وفي ما يتعلق باحتمالات اعادة مفاوضات السلام الى مسارها قال بيريز: "اعتقد ان الشيء الذي يجب عمله الآن هو ايفاد مبعوث يحاول تضييق الهوة الأمنية"، في اشارة في ما يبدو الى المطالب الامنية للجانبين. وأشار الى ان هذا المبعوث يمكن ان يكون اميركياً. واضاف انه بعد ذلك يمكن النظر في مؤتمر اقليمي يضم اسرائيل وبعض الدول العربية واطرافاً اجنبية لدراسة مبادرات السلام المختلفة.