أمير تبوك يستقبل المواطن ناصر البلوي الذي تنازل عن قاتل ابنه لوجه الله تعالى    أمير تبوك يدشّن ويضع حجر أساس 48 مشروعًا بيئيًا ومائيًا وزراعيًا بأكثر من 4.4 مليارات ريال    هبوط اسعار النفط    باكستان تدعو لاتخاذ خطوات تنفيذية لإنهاء العدوان الإسرائيلي على غزة    الهولندي "ManuBachoore" يحرز بطولة "EA Sport FC 25"    الصين تستجوب مسؤولا رفيع المستوى    أوروبا تعلن استعدادها لمواصلة تقديم الدعم لأوكرانيا    أداء قوي وتنوع الأنشطة.. 7.9% نمو الإنتاج الصناعي    حساب المواطن: 3 مليارات ريال لدفعة شهر أغسطس    استقبل المشاركين من «إخاء» في اللقاء الكشفي العالمي.. الراجحي: القيادة تدعم أبناء الوطن وتعزز تمكينهم بمختلف المجالات    سعود بن بندر يستقبل مدير فرع رئاسة الإفتاء في الشرقية    حسام بن سعود يطلع على برامج جامعة الباحة    نسمة القمم    أميركا ومحاربة الفقر    شدد الإجراءات الأمنية وسط توترات سياسية.. الجيش اللبناني يغلق مداخل الضاحية    مقتل واعتقال قيادات إرهابية بارزة في الصومال    مجهول يسرق طائرة مرتين ويصلحها ويعيدها    المملكة قاعدة خصبة لمواهب الذكاء الاصطناعي    الرئيس الذهبي    السوبر.. وهج جماهيري وخفوت قانوني    النصر يسعى لضم لاعب إنتر ميلان    القادسية يعترض على مشاركة الأهلي في السوبر    ثنائي ريال مدريد على رادار دوري روشن    النيابة العامة: رقابة وتفتيش على السجون ودور التوقيف    «منارة العلا» ترصد عجائب الفضاء    «الهلال الأحمر بجازان» يحقق المركز الأول في تجربة المستفيد    منى العجمي.. ثاني امرأة في منصب المتحدث باسم التعليم    تشغيل مركز الأطراف الصناعية في سيؤون.. مركز الملك سلمان يوزع سلالاً غذائية في درعا والبقاع    والدة مشارك بالمسابقة: أن يُتلى القرآن بصوت ابني في المسجد الحرام.. أعظم من الفوز    البدير يشارك في حفل مسابقة ماليزيا للقرآن الكريم    260 طالبًا بجازان يواصلون المشاركة في «الإثراء الصيفي»    عبر 4 فرق من المرحلتين المتوسطة والثانوية.. طلاب السعودية ينافسون 40 فريقاً بأولمبياد المواصفات    رانيا منصور تصور مشاهدها في «وتر حساس 2»    كشف قواعد ترشيح السعودية لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم    إطلاق مبادرة نقل المتوفين من وإلى بريدة مجاناً    ثمن جهود المملكة في تعزيز قيم الوسطية.. البدير: القرآن الكريم سبيل النجاة للأمة    الإفراط في استخدام الشاشات .. تهديد لقلوب الأطفال والمراهقين    ضمادة ذكية تسرع التئام جروح مرضى السكري    ترامب يعلن خطة لخفض الجريمة في العاصمة الأمريكية    185% نموا بجمعيات الملاك    مجمع الملك عبدالله الطبي ينجح في استئصال ورم نادر عالي الخطورة أسفل قلب مريض بجدة    رونالدو يتألق.. النصر ينهي ودياته بالخسارة أمام ألميريا    نائب أمير جازان يزور نادي منسوبي وزارة الداخلية في المنطقة    مصحف "مجمع الملك فهد" يقود شابًا من "توغو" لحفظ القرآن    هلال جازان يتصدر مراكز المملكة الإسعافية    الأخضر الناشئ لكرة اليد بين أفضل 16 منتخبًا في العالم.. و"العبيدي" يتصدر هدافي العالم    42% من السعوديين لا يمارسون عناية ذاتية منتظمة و58% يشعرون بالإهمال العاطفي    نائب أمير الشرقية يستقبل مدير عام فرع الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء بالمنطقة    اكتشاف قطع فخارية وأدوات حجرية تعود إلى 50 ألف سنة في موقع القرينة بمنطقة الرياض        جامعة الملك فيصل تفتح باب التسجيل في البرامج التعليمية إلكترونيا    جمعية "نبض العطاء بجليل" تطلق مبادرة أداء مناسك العمرة    القيادة تعزّي رئيس غانا في وفاة وزير الدفاع ووزير البيئة ومسؤولين إثر حادث تحطم مروحية عسكرية    الشمراني عريساً    ممرضة مزيفة تعالج 4000 مريض دون ترخيص    هيئة الصحة تستهدف وقايتهم من مخاطر السقوط.. 4 منشآت صديقة لكبار السن مع خطة للتوسع    بمشاركة نخبة الرياضيين وحضور أمير عسير ومساعد وزير الرياضة:"حكايا الشباب"يختتم فعالياته في أبها    أمير جازان ونائبه يلتقيان مشايخ وأعيان الدرب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تريدون أن تكتبوا... إليكم نصائحنا!! «1/2»
بودلير: أرجو التأكد من خبرتي جاكوب: لا تكتب جملة واحدة تتخذ شكل الجملة السابقة كلافيل: الموهبة وحدها لا تستطيع أن تخلق العمل
نشر في الجزيرة يوم 29 - 03 - 2002

الكتابة عالم من الحكايا والغموض، خصوصاً في نظر أولئك الذين يأملون او يحلمون أن يكونوا ذات يوم من الأيام كتّاباً يشار اليهم بالبنان.. وأحسبهم يبحثون عن اكسير الكتابة، كيف تتم وماذا يحيط بها من أسرار وماذا تتطلب من مستلزمات؟..
وفي هذا البحث يظل المعين متوافراً بالدرجة الأولى في تراجم الكتّاب أنفسهم، وفيما يدار معهم من لقاءات وحوارات او ما ينشرونه او يلقونه من شهادات تطال تجربتهم الإبداعية.. وفي هذا الإطار كانت مجلة «الثقافة العالمية» الكويتية قد نشرت في عددها «88» أقوال مجموعة من الكتّاب بعنوان «40 نصيحة لكتّاب المستقبل» أعدها آن ريسات وهيلين باتوريل وترجمها حليم طوسون عن مجلة «live» عدد مايو 1998م.
وهي أقوال تعكس خبرة عملية تجمع بين بوح حقيقي من قبل البعض وبين مواربة في القول وفكاهة من قبل آخرين لكننا وجدنا فيها مادة جميلة تستحق ان ننشرها هنا لأولئك ولنا جميعاً لنتأمل كيف ومتى واين ولماذا تحدث الكتابة.. وها هي عشرون نصيحة كجزء أول.
«1»
لماذا النصائح؟
«الإرشادات التي سيقرؤها البعض هي ثمرة الخبرة، فالخبرة تتضمن قدراً معيناً من العثرات، كل شخص ارتكبها كلها، او بعضها لم يهتم بها، وارجو ان يتم التأكد من خبرتي عبر خبرة كل شخص. والإرشادات المذكورة ليس لها من مطمح سوى ان تكون رفيقاً ملازماً، وهو استخدام آخر مغاير للكياسة الطفولية الأمينة، وتلك فائدة ضخمة».
شارل بودلير
«2»
«ما النصائح الأولى التي يمكن إعطاؤها لشاعر شاب؟
لون أن لي اليوم... أغسطس 1943، ان أعلم شاعراً، فسوف أقول له:
1 لا تكتب بالكلمات، اكتب بالأشياء وبالمشاعر «إذن: اهرب دوماً من كل لغة نقدية، وكل لغة مثقفة وحتى من الوصف والسرد».
2 لا تكتب جملة واحدة تتخذ شكل الجملة السابقة نفسه، اللهم إلا إذا كانت هناك إرادة حاسمة في إيقاع خاص، ولكن اعمل على تنويع القواعد كما عمل شكسبير على تنويعها، واجمع هذه التكوينات النحوية، وضعها في جدول، أو قائمة. ستأتي الأفكار وحدها عندما يتأهب القالب لتقبلها. هذا هو السر الذي ينفذ أبدا.
3 وما يلي هو الأهم:
فالعمل لا يكون مرغوباً ، لما يتضمنه، ولكن لما يحيط به. ولا بد للكلمات من نوع «صباح الخير، مساء الخير!» ان تكون محاطة بهالة فلسفية هائلة طبيعية، واجتماعية، وفلكية، وميتافيزيقية... إلخ. وهذا هو سر الأعمال العظيمة».
ماكس جاكوب
«3»
كيف تكون كاتباً رومانسياً!
«لا يكفي أن يعرف المرء الكتابة لكي يكون كاتباً رومانسياً، فالموهبة وحدها لا تستطيع أن تخلق العمل.
هل بوسعك ان تمارس حرفة السبك دون ان يكون لديك الحديد؟ تستطيع ان تطرق على السندان، وقد يصدر ذلك ايقاعاً لطيفاً، لكنه لن يخلق قطعة حديدية مشغولة. ولكي يكون المرء كاتبا رومانسيا يجب ان تكون لديه المواضيع التي تستحق أن تروى، والشخصيات التي تصنع الحياة.
وباختصار يتعين على الكاتب الرومانسي أن يحمل العالم بداخله. وما يحزنني دائماً هي تلك الخفة التي يتحدث بها أحدهم عن أنه سيصبح كاتباً رومانسياً اليوم أو غدا..
إن الفرق بين هذه المهنة والمهن الأخرى هو أن هذه المهنة تملكك على نحو مميت».
برنار كلافيل
«4»
ماذا تلبس؟
«عندما أكتب ألبس عفريتة ميكانيكي لأنها رداء مريح، فالعفريتة هي اللباس العملي لأقصى حد الذي تم اختراعه للعمل. فما عليك إلا أن تندس داخله في الصباح وتشد السّحاب».
جبرييل جارسيا ماركيز
«أكتب وأنا بالبيجاما، بل إنها ليست بيجاما، إنها... تصوروا، عفريتة للأطفال لونها أزرق داكن. لدي بالفعل هذا النوع من الرداء الذي يشبه في آن واحد رداء طفل كبير الحجم، يمكن أن يوضع له قماط، وأيضاً رداء طيار. لقد اشتريت منه اثنين في اوكازيون منذ أمد طويل. كما أنني انتعل خفا من الصوف من كندا».
إيف نافار
«في يومي السبت والاحد صباحاً، اكون بالبيجاما، ولكن عندما اشعر ان الاستمرار مستحيل أذهب للاستحمام بالرشاش «الدش»، وأرتدي ملابسي، فأنطلق من جديد».
فرانسوا بوت
«أرتدي المبذل «الروب دي شامبر» طوال وقت الكتابة، بل وبعدها؟ أنا لا أرتديه بل هو الذي يلاحقني. أمسح فيه كل شيء، أقلامي، ودموعي، وأصابعي التي اتسخت من الكربون، وألمي غير المنتج، وابتهاجاتي الصغيرة، كل شيء!».
جان شامبيون
«أحتفظ بربطة عنقي، احتراماً لقواعد اللغة. لا مجال للاسترخاء: فالمرء لا يدري...».
أنجيلو رينالدي
«5»
الكتابة باليد أو
على الآلة الكاتبة؟
«أكتب دائما نصوصي باليد لأنني كثيراً ما ألجأ الى الشطب. وبعد ذلك يجب ان أعيد كتابتها بنفسي على الآلة الكاتبة لأن موجة ثانية من التصحيحات تأتي آنذاك، وهي تصحيحات تتجه نحو الإيجاز او الاستبعاد. وتلك هي اللحظة التي تصبح فيها الكتابة موضوعية فكل ما يكتب يظل ذاتيا للغاية في المظهر الخطي للكتابة اليدوية. فهو لم يصبح بعد كتاباً او مقالاً، إلا انه يتخذ بفضل حروف الآلة الكاتبة مظهراً موضوعياً، وتلك مرحلة مهمة للغاية».
رولان بارت
«6»
هل يتعين تحديد
ساعات عمل؟
«أعمل دائماً في الصباح، وفي بداية اليوم هذه أكتب دائماً بيدي. وتلك الساعات هي الخلاقة أكثر من غيرها. ولا أعمل أبداً أكثر من ساعتين. وبعد ذلك أبدأ في طبع ما كتب على الآلة الكاتبة، مع تعديل نصي إلى حد ما وهو ما يعتبر، إذا أردنا تصحيحاً أولياً. غير أني أترك دائماً بضعة سطور غير مطبوعة بحيث أبدأ حقاً في الغد يوم عملي بطبع نهاية النص المخطوط بالأمس. ويعني ذلك خلق قدر من الديناميكية ودفع الآلة من جديد، أي نوع من رياضة التسخين. ويبدو لي دائماً ان البداية هي الأصعب. وفي الصباح يكون استئناف الاتصال المثير للقلق. غير أن إنجاز حركات ميكانيكية يعطي انطلاقة للعمل. وتبدأ الآلة في العمل ولدي نظام صارم في العمل: فمنذ كل صباح وحتى الساعة الثانية بعد الظهر أظل في مكتبي».
ماريو فارجا لوسا
«7»
أين يكون الحصول
على الأفكار؟
«يستمد بعض الكتّاب إلهامهم من المواضيع الكبيرة (زولا، فكتور هوجو) ويستمدها البعض الآخر من تفاصيل الحياة اليومية «موبسان». وأعتقد أني أستمدها من الاثنين، فالتفاصيل تدفعني في أغلب الأحوال إلى كتابة قصة، أو الموضوع أو فكرة «مجردة» أو «رواية».
باتريسيا هيجسميث
«ابتعد إذن عن المواضيع الكبرى لصالح ما توفره لك حياتك اليومية، تكلم عن أحزانك، عن أمانيك، عن أفكارك العابرة وعن إيمانك بالجمال، أيا كان، قل ذلك بصدق خالص، وصفاء وتواضع، واستخدم الأشياء المحيطة بك لكي تعبر عن نفسك، وصور أحلامك وأشياء ذكرياتك.
وإذا بدت لك حياتك اليومية بائسة، لا توجه لها الاتهامات، اتهم نفسك وقل لنفسك إنك لست شاعرا بالقدر الكافي لإبراز جوانبها الثرية، لأنه لا يوجد فقر أو مكان فقير أو غير مهم بالنسبة للمبدع. وحتى لو كنت في سجن ولا تسمح لك جدرانه أن يصل إلى حواسك أي ضجيج في ضوضاء العالم، ألا تبقى لديك طفولتك، تلك الثروة الرائعة والملكية، وكنز الذكريات؟ ذلك هو المجال الذي يجب أن تتجه إليه بشكل مثابر».
رينر ماريا ريلكه
«8»
كيف يمكن أن تنشأ
فكرة رواية؟
«بصفة عامة تكون الانطلاقة من مشهد معين. لقد جرى الوضع حتى الآن على هذا النحو. هناك مشهد لدي في رأسي، أو سبق لي أن دونته،
ولكن قبل ذلك بمدة طويلة، وأحياناً بعد عدة سنوات من البدء في تأليف الكتاب. وهو «أي المشهد» يصلح الى حد ما كقالب للرواية.
ولا علاقة لذلك مع ما سيصبح، فهو متعسف، ولكنه نقطة بداية وقد لا يتواجد في نهاية المطاف في الكتاب أو قد تضيع معالمه:
فلن يكون نفس المكان أو الزمان او الشخصيات. وستحدث أشياء مختلفة تماما.
غير أن هذا المشهد يكون المنطلق. والى جانب ذلك هناك سلسلة من الأشياء التي تتراكم، وأفكار شخصيات، وعمليات وصف، وشذرات حوار.وعندما يبدو لي ان لدي قدرا كافيا من المعالم وان كل ذلك بدأ ينتظم، يمكن أن يبدأ الكتاب. واهتم بالجملة الأولى عندما أبدأ. إنها أقرب الى مجموعة من الأوراق المختلطة».
جان إشينوز
«9»
كيف تبدأ؟
«هناك قبل كل شيء استغراق في أحلام اليقظة، ونوع من الاجترار حول شخصية أو وضع، شيء يدور في الذهن فقط. ثم تبدأ في تديون ملاحظات، وأسجل بطاقات، وخطوطا عامة للقطات سردية: فهناك شخصية تدخل في المشهد هنا، وتخرج من هناك، وبعد ذلك أتوسع في تلك اللقطات البسيطة. وعندما أستعد فيما بعد للعمل في الكتاب ذاته، أحدد أولاً الخطوط العامة للقصة والتي لها احترامها أبدا وأغيرها تماماً فيما بعد وان كانت تفيدني في دفع عملي، ثم أبدأ في الكتابة بسرعة ودون توقف، ودون أي انشغال بالأسلوب حتى وان حكيت عدة مرات الوقائع نفسها، واخترعت مواقف متناقضة تماما... فهذه المادة الخام تساعدني وتطمئنني.
وهذا الجزء من العمل يكون شاقا فعندما ابلغ تلك المرحلة، ينتابني قلق شديد، إذ أكون غير واثق دائماً من النتيجة والحق اني اكتب هذه النسخة وانا في غاية القلق.
وبعد ان اكون قد انتهيت من هذه المسودة وهو ما قد يستغرق مني وقتاً طويلاً، فالمرحلة الأولى في كتاب «حرب نهاية العالم» امتدت سنتين، فكل شيء يتغير. وعندئذ أكون واثقا من ان الحكاية باتت هنا، متخفية فيما أسميه مزيجي المعقد».
ماريو فارجا لوسا
«10»
أمن المهم الإحساس
بضرورة التطوير؟
«التطوير هو الفهم، وتحليل المرء لفكرته. وكل فن، أيا كان يكمن في هذه الكلمة. فالفكرة الموسيقية الرئيسية تتطور، والسيمفونية السادسة تطوير لتغريد الوقواق. واللوحة المرسومة فكرة مطورة. والدائرة تطوير لشكل ذي اثني عشر ضلعاً. والدائرة نفسها تصبح شكلاً متعدد الأضلاع والزوايا من خلال خطوط التماس. والنبات تطور للحبة، والفقرة تطوير لفكرة، والفصل تطوير للفقرة،
والكتاب تطوير للفصول. والتعمق الجيد في فكرة بسيطة ينتج 400 صفحة من عمل تم تأليفه بشكل كلاسيكي».
ماكس جاكوب
«11»
هل تكون الكتابة
أفضل تحت تأثير اندفاعة؟
«أكتب من دون بطاقات ومن دون أية خطة، بشكل تلقائي، ولذا فإن أدراجي مليئة بخطوط عامة لروايات توقفت لصعوبة لم أتوقعها، وفخ لم استشعره. والشاعر يكون أكثر تلقائية من الروائي، لأنه يكتب في ظل اللاوعي بما يكتب. وكل شيء يكون غامضا في تلك الصفحات، فالشعر يفرض حكمه؟ والغموض له موهبته، ويجب أن نثق فيه. ومن فضائله أنه منذر، فقد يقع حادث حقيقي بعد عدة سنوات يعطي معنى لقصيدة ويلقي ضوءاً عليها بينما كانت مستغلقة الفهم من قبل. وقد حدث ذلك لأندريه بريتون، كما حدث لي أيضاً».
ليو ماليه
«12»
وإذا لم تكن لدى المرء فكرة؟
«عندما نكتب نجد دائماً أفكاراً. يجب ان نكتب أولاً».
برنار فرانك
«13»
هل يتعين
تسجيل ملاحظات؟
«عندما تفكر في أمر، وعندما تتذكر شيئاً، دوّنه في المفكرة المعنية بذلك. ولكن دوّنه في الثانية نفسها التي تفكر فيها. فليس هناك ما يؤكد أنك ستعثر مرة أخرى على الكثافة نفسها».
فرانسيس سكوت فيتز جرالد
«14»
كيف تستخدم الكلمات؟
«الكلمات متواجدة لكي تعطي أحاسيسنا فرصة اجتياز الهوة التي تفصلنا عن جمهورنا. على أنه يجب أن نتجنب الفخاخ التي تنصبها لنا، وألا نعتبرها حزاما كفيفين ولكن متمردين أبديين «...» فاختيار كلمة معناه قبل كل شيء بذل الجهد لانتقاء أصوبها، المتفقة على خير وجه مع ما نريد أن نعبر عنه، وأيضاً إعطاء الأولوية لأبسطها عندما تتنازع عدة كلمات حول الدور نفسه. كان ذلك أحد أصعب المصاعب الكبرى في هذه المهنة. وقد ادركت منذ أمد طويل ان الحب الحقيقي للكلمات يتمثل في تلك التي تسلك الطريق الابسط. فالافراط في التقعر، والرغبة في التمايز لا يمكن إلا أن يقضيا على الإيقاع والحياة».
برنار كلافيل
«15»
المجرد أو الملموس؟
«الجأ إلى الملموس! تذكر هذه الكلمة. فالمجرد سيئ وممل. وليكن اسلوبك واقعيا عندما يتعلق الأمر بأشياء وحاجات وأناس، ويقول باسكال إن من يصنع الملاك يصنع الوحش، فالماء مادة وهذا مهم للغاية: الجأ الى الملموس؟.
واللجوء الى الملموس لا يعني إلقاء قصائد شعبوية: الفلاحون والقباقيب.. إلخ انه يعني ان تضع صوتك في جوفك، والفكرة في جوفك، والتحدث عن السمو بصوت من الجوف»
ماكس جاكوب
«16»
هل يجب أن
تتقمص شخصياتك؟
«حذار من طابعك الخاص في النثر، واستخدم كل المعجم بلا افضليات. يجب ألا تتشابه شخصياتك معك او ان تتشابه معك بأقل قدر ممكن. يجب ان تشبه نفسها، وعليه يجب ألا تكون كلماتك «أنت» بل هم. وكذلك فإن الشيء الذي تصفه ليس ذلك الذي تحبه بل الذين يحبونه هم، والمناظر المناسبة للوضع تكون تلك المناسبة لوضعهم. بيد أن الكلمات تصف ما يخصه وليس ما يخصهم.. فاحترس إذن!».
ماكس جاكوب
«17»
هل يتعين اختيار
وجهة نظر؟
« لن يكون من حظ القصة الخيالية ان تستهوينا إذا كنا لا نعرف من يتكلم عن من، وبوسعنا ان نسلم بأن اختيار وجهة «أو وجهات» النظر التي تروى على أساس القصة تشكل أهم قرار يجب ان يتخذه الروائي لأنها تؤثر على رد فعل القراء على صعيد الانفعال والأخلاق إزاء شخصيات الرواية وتصرفاتهم.
فأيا كانت حكاية زنى إلا أنها تؤثر فينا بشكل مختلف إذا كانت أساساً من وجهة نظر الخائن، أو الطرف ضحية الخيانة او العاشق او العاشقة، أو طرف ثالث مراقب غير منحاز «...» والمؤلف الكسول او قليل الخبرة كثيرا ما يكشف عن ضعفه من خلال عدم اتساق تعامله مع وجهة النظر. «...»
ولا يوجد بالطبع قانون او قاعدة يمنع الروائي من تغيير وجهة نظره كلما رغب في ذلك، ولكن إذا تم ذلك التغيير بلا خطة أومبدأ جمالي، فإن مشاركة القراء في النص ستتعرض للمجازفات».
دافيد لودج
«18»
هل يجب ادخار
«فكرة جيدة»؟
«انفقها بالكامل، اطلقها، راهن عليها، بددها بالكامل، وفورا، وفي كل مرة لا تنح جانبا ما يبدو لنا جيدا من أجل موضع آخر من الكتاب، او من اجل كتاب آخر: اطلقه، اطلقه بالكامل ومن الآن. إن النزوع الى الإبقاء على شيء جيد من أجل موقع أفضل، وفيما بعد يجب ان يكون مؤشراً على الاستفادة منه الآن. فسيظهر شيء آخر فيما بعد، شيء أفضل منه. فكل هذه الأشياء تنبع من الخلف، ومن تحت مثل ماء البئر. كما أن الميل إلى الاحتفاظ لك وحدك بما تعلمته شيء ليس مخجلاً فقط بل ومدمراً. فكل ما لا تعطيه بمحض إرادتك وبوفرة يضيع بالنسبة لك. فأنت تفتح الخزنة وتكشف رماداً».
آني ديلار
«19»
كيف يكون التوفيق بين
دقة الشكل والحساسية؟
«أود أن أقول ان ترك الحبل على الغارب للفوضى أمر سهل، فليس هناك ما يرغمك. ولكن محاولة تنظيم الفوضى الداخلية، وفوضى المشاعر والأحاسيس والانطباعات هو الصعب.فالكتابة عزف بالكلمات. ويجب التمسك بالشكل. والكتابة تعني الاستجابة للعديد من المقتضيات المتعلقة بتركيب الجملة وايقاعها وتمفصلاتها. انه الاستماع الى الصوت الداخلي والاستسلام لايقاعه. والكتابة بالنسبة لي هي دائماً التوصل الى ايقاع الكلمة. وهذا شيء أساسي. وايقاع الكلمة هذا له من جهة أخرى جوانبه الفسيولوجية ولا يمكن تجاهلها. وينتابني الإحساس وأنا أقرأ جملا مفرطة في الطول في بعض المؤلفات انني بصدد كتابة خاطئة عضويا لأن الكلمة ينظمها تنفسنا. كما أنها ترجمة للمجرى الطبيعي للفكر. وهي مرتبطة أخيراً بذاكرتنا.فعندما يكلمنا شخص فإننا لا نستطيع أن نحفظ في ذاكرتنا سوى نحو ثمانٍ الى عشر كلمات ولو عبرنا بجمل تتضمن عشرات وعشرات الكلمات، لما استطاع احد ان يفهمنا».
شارل جولييه
«20»
هل يستطيع الكاتب أن يخالف علامات الوقف؟
«هناك مؤلفات خاصة بعلامات الوقف، أو يجب أن تكون هناك مثل هذه المؤلفات. وهي معروفة على نطاق ضيق. وكتب النحو تتكلم عن جانبها الأساسي وتوضح قيمة النقطة، والنقطة والفاصلة، والنقطتين، والنقاط الثلاث، والفاصلة، وعلامات التنصيص، والقوسين، وربما ايضا القوسين المعقوفين والخط الفاصل. غير ان هذه العلامات، شأنها شأن الكلمات تخضع في الشعر وفي النثر الأدبي لتحكم الكاتب، وهناك علامات وقف أدبية الى جانب علامات الوقف الجارية، كما أن هناك كتابة أدبية الى جانب علامات الوقف الجارية، كما أن هناك كتابة أدبية الى جانب الكتابة العادية. وعلامات الوقف عند الكاتب ذي الشخصية القوية ستكون ذات طابع شخصي وستبتعد بقدر أو آخر عن القواعد التي يحددها الاستخدام المألوف والنحو».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.