سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قصور التسويق وراء حروب الأسعار في سوق الغذاء بالسعودية السرحان: التسويق الجيد يعزز قدرات صناعتنا الوطنية
السعودي: إنشاء بنوك للمعلومات ضرورة مهمة للتسويق المناسب
المليك: المقارنة صعبة بين ما تقدمه شركاتنا للتسويق والشركات الأجنبية
تكتسب الصناعات الغذائية أهمية خاصة في المنظومة الاقتصادية والصناعية بالمملكة العربية السعودية عبر محورين أساسيين .. الأول المساهمة في تحقيق الأمن الغذائي والثاني بتنويع مصادر الدخل مع زيادة الصادرات وانخفاض الواردات من هذه الصناعة نفسها. ما يميز التجربة السعودية في التصنيع الغذائي استغلالها الأمثل لفائض الإنتاج الزراعي في سد احتياجات المستهلك داخل المملكة بأبعاد استراتيجية تركز على الاستفادة من المنتج الزراعي السعودي واستثماره صناعياً الأمر الذي ينعكس مباشرة في توفير فرص عمل مناسبة للشباب السعودي إضافة إلى توطين التقنية الصناعية الغذائية المتطورة. والمتابع لحركة وآليات سوق بحجم المملكة العربية السعودية في التصنيع الغذائي من خلال أكثر من «529» مصنعاً يصل حجم تمويلها إلى «17» مليار ريال، يجد أن هذا القطاع الصناعي الهام حقق نجاحاً كبيراً في السوق من خلال تطوير المنتج لتغطية حاجة الاستهلاك والخروج من السوق المحلي إلى الأسواق المجاورة. وهذا الواقع العملي أمام الصناعات الغذائية السعودية وتطورها يفرض عليها واقعاً تسويقياً خاصاً يواكب تقدمها الإنتاجي، ولا بد أن يساند هذا البعد الاقتصادي الكبير دراسات تسويقية لحركة السوق داخلياً وخارجياً، لمساعدة هذه الشركات والمصانع على تفادي أية أزمة تواجهها في تسويق المنتج الغذائي الذي تشير الإحصاءات إلى أن صادرات السعودية من المواد الغذائية فاقت ال «7.1» مليار ريال عام 2000م. هدف استراتيجي الأستاذ محمد بن عبد العزيز السرحان رئيس اللجنة الفرعية للصناعات الغذائية بالغرفة التجارية الصناعية بالرياض والعضو المنتدب لشركة الصافي دانون المحدودة يعتبر رفع مستوى التسويق هدفاً استراتيجياً للمرحلة المستقبلية. ويرى الأستاذ السرحان أن هناك قصوراً في الجانب التسويقي بقطاع المنتجات الغذائية مشيرا إلى أن حرب الألبان التي يشهدها السوق السعودي منذ عدة أشهر نتاج طبيعي لهذا القصور. النهوض بالتسويق ويضع السرحان من وجهة نظره بعض النقاط للنهوض بالتسويق في مجال الصناعات الغذائية تتلخص في الاهتمام بالكوادر المحلية التي لا تقل أهمية عن الدفع نحو استثمارات صناعية جديدة تعتمد على توطين التكنولوجيا لأهمية هذا الجانب في توسيع دائرة الصناعات الغذائية. فالتسويق الجيد يعزز قدرات المنتجات الوطنية محلياً وتصديرياً للخارج مما يساهم في إيجاد المزيد من فرص العمل كما يفتح الباب أمام رجال الأعمال لتطوير صناعاتهم وتنمية كوادرهم البشرية. ومن خلال تجربة الصافي دانون المحدودة يوضح السرحان أن الشراكة الاستراتيجية التي أسست لها وأقامتها مؤسسة أغذية الصافي وشركة دانون العالمية لها انعكاساتها الايجابية على الجانب التسويقي والذي يمثل ابتكار أساليب تسويقية حديثة والخروج من دائرة المنافسة على السلع وسرعة الوصول إلى جمهور المستهلكين المستهدف مع استخدام الإعلان التجاري بشكل عصري يعطي فكرة كاملة عن المنتج الغذائي صناعة ومكونات مما ترك نتائجه الإيجابية على ارتفاع نسبة المبيعات. الفرص الترويجية أما مأمون سالم السعودي مدير التسويق بمجموعة العبيكان للاستثمار الصناعي فيرى أن العملية التسويقية في الصناعات الغذائية بالمملكة العربية السعودية تسير في منحنى إيجابي بسبب الاستغلال الكبير للفرص الترويجية المتاحة مع أساليب الدعاية الحديثة وتنوع وسائلها، في ظل توجه للربط بين الأساليب الدعائية والاستراتيجية المستقبلية بأبعادها الزمنية القصيرة والمتوسطة والطويلة الأجل. ويطالب الأستاذ مأمون سالم السعودي بأهمية وجود بنك للمعلومات يتم من خلاله توفير المعلومة الدقيقة أمام رجال الإنتاج والتسويق لوضع استراتيجيتهم الإنتاجية التي يفترض أن تكون مستندة إلى حركة السوق بدقة وبيانات متكاملة يمكن من خلالها بناء قواعد التسويق المناسبة لكل منتج. الوعي التسويقي والعملية التسويقية من وجهة نظر الأستاذ عمران القيسي مدير الأبحاث في مكتب الشرق الأوسط للدراسات والأبحاث التسويقية في مجال الصناعات الغذائية لم تتطور بالشكل المطلوب حتى اليوم ولم تواكب التقدم الصناعي الغذائي في المملكة. ويرجع القيسي السبب إلى غياب أسلوب حديث يعتمد على أصول علوم التسويق في الترويج للمنتجات المختلفة ولكنه يقول: إن دخول الإعلانات التجارية بمساهمة كبيرة عبر وسائل الإعلان يساهم في إحداث تطور تعريفي لكنه ليس كافياً. ويطالب القيسي بأهمية تنظيم دورات تسويقية متخصصة لإعداد وبناء الكوادر البشرية على الأساليب الحديثة في التسويق وبناء الوعي التسويقي بين جمهور المستهلكين عبر الندوات والمؤتمرات وورش العمل الخاصة. وأشاد القيسي بتجربة الصافي دانون على الصعيد التسويقي عبر فرق وطنية تم تدريبها بعناية قبل أن تدخل التجارب العملية في السوق. قصور وحرب وأسعار ويدق صالح بن سعد المليك مدير عام تطوير الأعمال الجديدة في شركة الصافي دانون المحدودة جرس الإنذار أمام العملية التسويقية ويقول: يوجد الكثير من القصور في تسويق الصناعات الغذائية الذي كان سبباً مباشراً في حرب الأسعار التي يشهدها سوق المنتجات الغذائية بالمملكة العربية السعودية. وينادي الأستاذ المليك بأهمية الربط بين استراتيجيات الاستثمار الصناعي والاستثمار في مجال التسويق حيث إن العنصرين متلازمان في تقديم المنتج للمستهلك مؤكدا إن المقارنة صعبة بين المخصصات المتدنية التي تضعها الشركات السعودية للتسويق في المملكة قياساً بما ترصده الشركات الأجنبية لهذا الجانب. ويطالب المليك مجلس إدارات الشركات بضرورة إعطاء دور أكبر لإدارات التسويق بها لكي ترسم الخطط وتضع الاستراتيجيات المناسبة لمنتجاتها، مع اختيار الكوادر المناسبة لنوع المنتج الذي يتم تسويقه. ويرى المليك أنه من خلال دراسة السوق الحالية لا بد من الاهتمام بالخطط التسويقية طويلة الأجل التي يتم تأسيسها على بنوك معلومات تجارية دقيقة تقود الشركات لبناء قرارها التسويقي المناسب. ويربط المليك تطوير العملية التسويقية بجودة المنتج وارتفاع قيمته حيث إن المنتج الجيد معيار مهم لنجاح وتطوير سياسة التسويق سواء محلياً أو في الحالة التصديرية للخارج.